<p align=right>لجنة تحكيم المهرجان كانت أمام مهمة صعبة. ا.ف.ب</p>

ذهبية «كان» لـ«الشريط الأبيـــض».. وللفرنسي «نبي» الجائزة الكبرى

بعد أن كانت جميع المؤشرات تدل على أن سعفة مهرجان كان الذهبية ستذهب إلى الفيلم الفرنسي «نبي»، فاجأت لجنة التحكيم النقاد بمنحها، أول من أمس، جائزة الدورة 62 للمهرجان السينمائي الدولي للمخرج النمساوي، مايكل هانيكي، عن فيلمه «الشريط الأبيض»، وفازت فرنسا بثلاث جوائز. وحاز فيلم «نبي» للمخرج الفرنسي جاك أوديار الجائزة الكبرى في المهرجان، ونالت الفرنسية شارلوت غانزبور جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أنتي كرايست»، ومنح المخرج الفرنسي آلان رينيه جائزة خاصة عن مجمل أعماله. وفرضت آسيا حضورها على الدورة، بعد حصولها على عدد مهم من الجوائز.

وقال هانيكي لدى تسلمه الجائزة «أحيانا تسألني زوجتي سؤالاً أنثوياً جداً: هل أنت سعيد؟ من الصعب جدا الإجابة. لكن اليوم هذه هي اللحظة من حياتي التي أستطيع فيها القول أنني في غاية السعادة، وأنت أيضا على ما أعتقد»، متوجهاً إلى زوجته الحاضرة في القاعة.

وفي «الشريط الأبيض»، يقدم مايكل هانيكي فيلما رائع التصوير بالأبيض والأسود، يفصل مساوئ أسلوب التربية الشديدة الذي كان سائدا في بداية القرن 20 في أوروبا. ويسبر المخرج النمساوي في أفلامه موضوع الشر والإحساس بالذنب، كاشفا خفايا النفس البشرية ببرودة أعصاب الاطباء».

ووقف الحضور في القاعة وأعضاء لجنة التحكيم بالكامل، مصفقين طويلاً للمخرج الفرنسي آلان رينيه الذي ارتدى قميصا أحمر وربطة عنق وسترة ونظارات سوداء. وأعرب رينيه عن «تأثره»، وامتنانه للجنة التحكيم على منحه الجائزة الخاصة عن مجمل أعماله، في «فئة مفاجئة للغاية». وبعد أن طلب من كل أفراد فريق فيلمه المشارك في المهرجان «لي زيرب فول» «الأعشاب البرية» الصعود الى المسرح، قال « أتقبل الجائزة بسعادة، خصوصاً أن خبرتي في هذا المجال تعود إلى عدد من الأيام والسنوات».

يذكر أن رينيه لم يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان منذ 1980 مع فيلم «مون أونكل داميريك» «عمي المقيم في أميركا». وخلال مسيرته الفنية المستمرة منذ أكثر من نصف قرن، طبع رينيه تاريخ السينما بأعمال كبيرة، مثل «حبيبتي هيروشيما» ،1995 وفيلم «السنة الماضية في مارينباد»، والوثائقي حول مخيمات الاعتقال «ليل وضباب». كما أنه أخرج أفلاما كوميدية ناجحة، مثل «سمكوينغ/نو سموكينغ» الفائز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين في .1993

ومنحت لجنة التحكيم، برئاسة الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، جائزة أفضل ممثل للنمساوي كريستوف فالتس. وحازت الفرنسية شارلوت غانزبور جائزة أفضل ممثلة. ويقوم النمساوي كريستوف فالتس «25 عاما» بدور ضابط نازي في فيلم «انغلوريوس باستردز» للمخرج الأميركي كوينتن تارانتينو. وقال الممثل متوجها إلى المخرج لدى تسلمه الجائزة «بشغفك وحنوك أعدت إلى موهبتي»، شاكرا أيضا الممثل الأميركي براد بيت قائلا «شكراً، لأنك وضعتني على قدم المساواة معك».

وكريستوفر فالتس ممثل مسرحي في الأساس، وغالبا ما اضطلع بأدوار الشرير أو الكئيب في أفلام تلفزيونية، قبل أن يؤدي دور الضابط النازي في فيلم المخرج تارانتينو.

وشكرت شارلوت غانزبور «37عاما» المهرجان على جرأته في اختيار فيلم المخرج الدنماركي لارس فان ترير «انتي كرايست»، وذكرت أنه أتاح لها المرور بالتجربة الأقوى والأكثر ألما وإثارة للحماسة، مشددة على أنها تحرص على «تقاسم الجائزة معه».

جائزة لجنة التحكيم مناصفة للبريطانية أندريا أرنولد والكوري بارك شان-ووك عن فيلمي «فيش تانك»، و«ثيرست» (العطش). وقالت أرنولد «عندما نصور فيلما نهب جزءا من أنفسنا، بل الكثير، أشكركم تاليا على الجائزة»، وقال بارك شون-ووك ساخرا «بعد فشلين في شباك التذاكر، استغرقني تحضير هذا الفيلم وقتا طويلاً، وكنت سعيدا جدا من لحظة بدء العمل على الفيلم وحتى عرضه، باستثناء المقابلات الصحافية»، وختم «أظن أن الطريق لايزال طويلا أمامي قبل أن أصبح فنانا حقيقيا، اختبرت فرحة الإبداع».

وسبق لأرنولد أن حازت جائزة لجنة التحكيم الكبرى قبل ثلاث سنوات مع فيلم «ريد رود» (الطريق الحمراء)، وهي تروي في فيلمها الحالي قصة تمرد مراهقة.

وعبر فيلم «العطش»، يفوز المخرج الكوري بثاني جائزة للجنة التحكيم، بعد خمس سنوات على الجائزة الأولى عن فيلم «أولد بوي». ولم يخرج المخرج الفلبيني، بريانتي مندوزا، خالي الوفاض، بل حصل كما كان متوقعا، على جائزة أفضل إخراج عن فيلم «كيناتاي» الذي يدين عمليات الاغتيال العنيفة التي ترتكبها العصابات.

وذهبت جائزة الكاميرا الذهبية إلى مخرج «شمشون ودليلة» الأسترالي وارويك ثورنتون، وهي جائزة تذهب للأفلام الروائية الطويلة التي تشارك لأول مرة في المهرجان، التي تكافئ أول فيلم طويل يشارك في المسابقات الرسمية والموازية. وحصل فيلم «عجمي» للمخرج إسكندر قبطي على جائزة «التنويه الخاص»، وفاز «أرينا» للبرتغالي جواو سالافيزا بجائزة أفضل فيلم قصير.

 

حفلات أقل بذخاً

كانت الحفلات المرافقة لمهرجان «كان» السينمائي الدولي هذه السنة أقل بذخا، وسالت الشمبانيا بكميات أقل، وانكمش عدد المدعوين مع انكماش الاقتصاد العالمي. ومع أن ميزانية غالبية الحفلات تضاءلت، فإن متعة المشاركين في المهرجان لم تكن بالضرورة أقل مع حفلات أبسط وأكثر ودية، على غرار حفلة غناء الكاراوكي التي نظمها فريق فيلم «خريطة ضوضاء طوكيو» الذي شارك في المسابقة الرسمية.

ويقول سيدريك كوفيز، المتخصص في تغطية السهرات في صحيفة «20 مينوت»، « شهد المهرجان جنونا أقل مع حفلات الحد الأدنى. لم نشهد «حفلة المجانين»، لكن حفلات صغيرة بميزانية محدودة أقيمت هنا وهناك».

وذكرت نورا ساحلي من مجلة «في اس دي» أنه «حتى في القاعات الفخمة، حلت القهوة والمشروبات الغازية بشكل عام مكان الشمبانيا المعتادة»، ويشير أوبير ليزيه من صحيفة «لو باريزيان» إلى أن «الاقتطاع في الميزانيات كان فاضحا. لم نشهد ألعابا نارية على سبيل المثال». وتقول خبيرة في تنظيم المناسبات، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن رقم أعمال الحفلات تراجع خلال المهرجان بنسبة «تجاوزت الـ30٪»، وأعربت عن قلقها من أن «يشكل هذا الأمر سابقة، وأن يعتاد أصحاب القرار على الكلفة المخفضة». كان ــ أ.ف.ب

 

 

السعفة الذهبية

«الشريط الأبيض»، للمخرج النمساوي مايكل هانيكي.



القصة: قرية صغيرة تهزها سلسلة من الجرائم، تتهم بارتكابها مجموعة أطفال تلقوا تربية صارمة من آبائهم.



الجائزة الكبرى


«نبي» للمخرج الفرنسي جاك أوديار.

القصة: يصدر حكم على مالك بالسجن ستة أعوام، وعليه أن يستغل كل ما يملكه من ذكاء، كي ينجو من المنافسات الخطيرة بين العصابات داخل السجن.



جائزة مجمل الأعمال



المخضرم آلان رينيه الذي شارك في فيلم «العشب البري» .

القصة: حينما يجد جورج حافظة نقود تخص امرأة غريبة بالقرب من سيارته، يبدأ البحث عن مارغريت ذات الطبع الغامض.



أفضل ممثل


كريستو فالتز عن في فيلم «أوغاد منحطون»، للمخرج كوينتين تارانتينو.

القصة: ينخرط جنود يهود أميركيون في مخطط لقتل قادة ألمانيا النازية، ومنهم هتلر.



أفضل ممثلة

شارلوت غانزبور عن دورها في فيلم « عدو المسيح». القصة: تلعب شارلوت دور امرأة وزوجها، يموت ابنهما في حادث. وتتصاعد الأحداث لتخرج عن السيطرة، حينما يتوجهان إلى بيت صغير معزول، في محاولة للتعافي من الصدمة.



أفضل مخرج


الفلبيني بريانتي ميندوزا عن فيلم «كيناتاي».

القصة: ينضم بيبينج، وهو طالب في العلوم الجنائية، إلى صديقه في مهمة لكسب بعض المال، لكنه يندم على قراره مع تحول الأحداث لما هو أسوأ.



جائزة هيئة التحكيم «مشتركة»

«خزان الأسماك»، للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد.

القصة: ترى ميا (15 عاما) عالمها ينقلب رأسا على عقب، حينما تحضر أمها صديقا جديدا لها إلى المنزل.

«عطش»، للمخرج الكوري بارك تشان ووك.

القصة: يتحول راهب إلى مصاص للدماء خلال تجربة طبية، وتغريه زوجة ضجرة بهدف القتل.



جائزة الكاميرا الذهبية

 


«شمشون ودليلة» للمخرج الأسترالي وارويك ثورنتون.

القصة: علاقة رومانسية تنشأ بين مراهقين، في ظل الظروف التي عادة ما تكون يائسة عند السكان الأصليين في أستراليا.



جائزة أفضل فيلم قصير

«ساحة» للمخرج البرتغالي جواو سالافيزا.

 

 

الأكثر مشاركة