«سيلينا» يعيد الأفلام الاستعراضية إلى القاهرة

ميريام فارس بطلة الفيلم «سيلينا» الغنائي. أ.ف.ب

تتواصل في القاهرة العروض التجارية للفيلم السينمائي الغنائي «سيلينا»، تأليف الموسيقار اللبناني منصور الرحباني وإخراج السوري حاتم علي وإنتاج نادر الأتاسي وتوزيع شركة ميلودي. وعلى الرغم من أن العرض الخاص بالنقاد والصحافيين أقيم في غياب غالبية نجوم العمل باستثناء بطلته المطربة اللبنانية ميريام فارس ومخرجه حاتم علي، فإن أغلب الآراء جاءت مرحبة «بالمستوى الفني الجيد للفيلم الذي يعيد إلى الأذهان تاريخا سينمائيا عربيا ناصعا في مجال الأفلام الموسيقية الغنائية المملوءة بالاستعراضات المبهرة الأقرب إلى الفوازير»، على الرغم من أن مخرجه متخصص في الدراما التلفزيونية، وتميز في تقديم أعمال السير والدراما التاريخية ليتم اكتشافه في «سيلينا» مخرجا استعراضيا مميزا.

واعتبر نقاد أن العرض التجاري المحدود للفيلم لن يؤثر في الإقبال الجماهيري للفيلم، خصوصا أنه يرسخ تقاليد سينمائية غابت عن القاهرة في استقطاب أفلام عربية، وعرضها تجاريا في منافسة أفلام مصرية حديثة تعرض في الوقت نفسه، ويعيد الافلام الاستعراضية إلى القاهرة.

فيلم «سيلينا» مأخوذ بالكامل عن المسرحية الاستعراضية الشهيرة «هالة والملك» التي قدمت على مسرح الأخوة رحباني اللبناني، وقامت ببطولتها الفنانة القديرة فيروز، وقام الموسيقار منصور الرحباني بتحويلها إلى نص سينمائي، يعتمد بالكامل على الأغاني والاستعراض طوال الحوار الذي لا يضم حوارا عاديا من دون موسيقى إلا في مشاهد نادرة.

وبينما القصة خيالية بالأساس، وتدور أحداثها في مملكة «سيلينا» غير الموجودة في الواقع، إلا أنها تضم إسقاطات كثيرة على الواقع السياسي العربي، حيث أسلوب إدارة المملكة شبيه إلى حد كبير بأنظمة عربية كثيرة، تعتمد على آراء المستشارين الذين يخفون عن الملك كل ما يدور في الشارع.

ويسود مملكة «سيلينا» ـ بحسب الفيلم ـ الجشع والمكر، وتظهر فيها بوضوح متاهات السياسات الكاذبة المتداخلة الهادفة إلى تضليل الملك، بغية تحقيق المكاسب الشخصية والمالية للحاشية والمساعدين الذين يترأسهم رجل الشرطة والمستشار والعراف الذين يقنعون الملك بحب الشعب والرخاء الذي يعيش فيه المواطنون، بينما الحقيقة منافية تماما لذلك.

ويتنبأ عراف الملك بأن أميرة متنكرة تصل إلى المملكة وتصبح زوجته، فيفرح جميع من في البلاط والمدينة، إذ سيدوم عرس الملك 40 يوما من الاحتفالات والمآدب المجانية. وفي الوقت نفسه تصل «هالة» بائعة الأقنعة الفقيرة التي تقدم دورها ميريام فارس إلى المدينة، فيغتنم رجال البلاط الفرصة، ويحاولون إقناعها لتدّعي أنها الأميرة بغية الزواج من الملك، ويخبر شحاذ المدينة «دريد لحام» الملك بالحقيقة، فينتحل الأخير دور الفقير ويتغلغل بين الحشود لمعرفة الحقيقة، فتكشف له «هالة» كذب أصحاب المناصب المحيطين به ومكرهم، فيدرك أنه يعيش في عالم من الأكاذيب التي يرويها له مساعدوه لعقد الصفقات المشبوهة، وأن الشعب فقير وبالكاد يقوى على العيش.

تويتر