الإيراني محمد رضا: في ذهني مدينة فاضلة. من المصدر

«أناس» و«فصول» في «الربع الخالي»

افتتح أمس في غاليري «الربع الخالي»، في قرية البوابة ضمن مركز دبي المالي العالمي، معرضا «أُناس 2006» و«فصول الوحدة» للمصورين الضوئيين محمد رضا ميزراي من إيران ولو ريزن من الولايات المتحدة الأميركية.

ورحب الرئيس التنفيذي لمجموعة DIFC يفستايل، عبدالله بن حمد بن سوقات، بالمعرضين، وقال« إقامة معرض لفنانين عالميين شهيرين، مثل محمد رضا ولو ريزن، تجسد قدرة الغاليري على اجتذاب أعمال فريدة ومتميزة من مناطق متباعدة جغرافياً وثقافياً، مثل إيران و أميركا».

وأضاف «تنبع فرادة الحدث وأهميته من أنه يركز على أعمال التصوير الضوئي بأسلوب الفنون الجميلة. ولا ريب في أن عرض لوحات لفنانين متميزين، يحظون بسمعة عالمية مرموقة، من شأنه تعزيز مكانة قرية البوابة في المركز المالي، بصفتها مركزاً رئيساً للفنون على مستوى المنطقة».

وأوضح محمد رضا ميزراي سبب اختيار «أُناس 2006» عنواناً للمجموعة بأن الأعمال التي يقدمها المعرض تتحدث حول الحياة والموت والناس والعلاقات المتبادلة بينهم، إضافة إلى التطرق لفكرة الوحدة. وقال إنه تأثر بقصيدة للشاعر الإيراني بيجان جلالي، يقول فيها (العيش مستحيل، لكننا لانزال هنا، مع طموحات كبيرة، ونذهب، ونأتي).

وأضاف «في ذهني، موقع مجموعة (أُناس) هو نوع من اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة، كمدينة غير محددة، وفي عنوان لا يعرفه أحد. إنها بمثابة خشبة مسرح تصبح كناية عن الحياة حيث يجتمع الناس ويمكثون لبرهة ويتجاذبون أطراف الحديث، ويقفون أو يجلسون أو يلهون، ويقومون بما عليهم القيام به، ومن ثم يغادرون خشبة المسرح».

وقال المدير الإبداعي في غاليري «الربع الخالي»، إيلي ضومط الذي تولى مهمة تنظيم العرضين، « أسلوب ميزراي يعد فريداً من نوعه، فهو قادر على تسجيل المشاهد بدقة فائقة وحيادية تامة. ومن خلال اختيار موقع بعيد للعدسة، يتمكن الفنان من رصد وتصوير أشخاصٍ (أو بشر) غير معروفين ليظهروا نقوشاً فردية، أو ضمن مجموعات ثابتة، ضمن خلفية من السموات والفضاءات الممتدة».

وأضاف «يمكن النظر إلى صور ميزراي كوثائق على مرور الزمن في مكان محدد. فالحياة تستمر، والناس يأتون ويذهبون، ويتفاعلون ويسيرون كل في دربه، إلا أن الأرض والسماء تبقيان دوماً في مكانيهما. وإذا أمعن الناظر البصر، بإمكانه تفسير الصور بشكل رمزي على أنها تعليق أو محاولة لاستكشاف طبيعة الحالة الإنسانية».

وخلافاً لهذه الأجواء، يسعى معرض الفنان لو ريزن «فصول الوحدة» إلى استكشاف الأماكن المثالية التي تتوقف فيها عقارب الزمن، مكان قوي وصامت، بمفرده لكنه ليس وحيداً، مكان قد يكون قريباً جداً خارج النافذة. ولكن، يصعب على معظمنا الوصول إليه».

ويوضح الفنان الأميركي ريزن أن أجواء معرضه تسعى لتجسيد سعي الإنسان إلى الهروب، وإلى تغيير الفصول من حوله في خضم الكم الهائل من رسائل البريد الإلكتروني والهواتف المتحركة وتصفح الإنترنت، إضافة إلى الأخبار اليومية والازدحام المروري والعالم السريع الاندفاع من حولنا.

وتوحي أعمال ريزن بمكان مليء بأحاسيس الوحدة، يتميز بهدوئه الذي يحفز على التفكير، حيث يمكن للمرء استخدام جغرافية المكان علاجاً لاكتشاف السكينة الداخلية.

وقال ضومط «أسلوب ريزان في التصوير تجسيد لمحاولة الإمساك باللحظة التي تكشف عن نفسها من خلال نبضات فنية. ويسعى الفنان إلى الانخراط في هذه الأجواء، ويتأثر بما يراه ويعيش التجربة ويلقي عليها الضوء». وأضاف «صور ريزان تعكس شخصيته وكيفية تأثره بموضوعاته الفنية، فهو ينظر عبر عدسته، ويغمض عينيه ليرى بوضوح أكبر».

ويعرض غاليري «الربع الخالي» أعمال محمد رضا ميزراي ولو ريزن يومياً من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء، إلى 15 يونيو الجاري.

الأكثر مشاركة