15 مسلسلاً على شاشات دبي في رمضان
غيرت مؤسسة دبي للإعلام ملامح دورتها البرامجية المعتادة هذا العام، وركزت بشكل واضح على المسلسلات الخليجية بمشاركة إماراتية، من خلال عرض 10 أعمال كاملة من بين 15 عملاً تم اختيارها في أول موسم رمضاني، يتلو تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للفنانين المتميزين في الأعمال التلفزيونية التي قُدمت العام الماضي، موجهاً بمزيد من الدعم للفنانين الإماراتيين على شاشات المؤسسة.
الدورة البرامجية الرمضانية التي حصلت عليها «الإمارات اليوم»، مستبقة مؤتمراً صحافياً تم تأجيله من موعده المقرر سلفاً في10 يونيو الجاري إلى 25 من الشهر نفسه، كشف أيضاً عن تنوع ثري في الأعمال المختارة، شملت مسلسلين مصريين اجتماعي وكوميدي، ومسلسلين سوريين اجتماعي وكوميدي أيضا، وحافظت المؤسسة على حضور المسلسل البدوي عبر عمل جديد وحيد.
ودفعت مطالب الجمهور إلى عرض «صراع على الرمال» مترجماً إلى الإنجليزية على شاشة «دبي ون».
وفي الوقت الذي يغيب رمضانياً للمرة الأولى «فريج»، فإن «شعبية الكرتون» حافظت على وجودها للعام الرابع على التوالي، من دون أن تفقد حس المنافسة الكرتونية، ممثلة في مسلسل جديد، هو «خوصة بوصة».
وحافظت الفنانة المصرية يسرا على حضورها السنوي على شاشة دبي الفضائية للسنة الثالثة على التوالي، بعد أداء تباين بين قمة المتابعة في «قضية رأي عام»، وتواضعها «في «أيدي أمينة»، وهو ما يؤشر إلى أن العمل الجديد «خاص جداً» مرشح نظرياً لأن يكون ذا سوية فنية جيدة، بعد الهجوم النقدي الذي طال «أيدي أمينة».
وما بين القاهرة ودبي، يجري حالياً تصوير المسلسل الجديد للمخرجة غادة سليم، عبر نص تحرر فيه مؤلفه تامر حبيب من رتابة العمل ذي الثلاثين حلقة، من خلال قصته الدرامية التي جعلت يسرا تجسد دور طبيبة أمراض نفسية، تمتلك عيادتين في القاهرة و دبي، وتستعرض في كل حلقة حالة نفسية وحيدة تُدخل المشاهد في تفاصيل حياتها الاجتماعية ونسقها القيمي.
المسلسل المصري الآخر الذي يعرض على شاشة دبي الفضائية هو «سيد وسامية»، ويجمع الثنائي حسن حسني وماجدة زكي، ويجسدان دوري زوجين يمتهنان المهنة نفسها، المحاماة. وتدور المفارقة الدرامية في أن لكل منهما مكتب خاص، وتنشأ بينهما غيرة مهنية كبيرة، تجعل كلاً من سيد وسامية متحمساً لقبول القضايا المضادة للطرف الآخر.
«زمن العار»
الفنانون السوريون بسام كوسا وتيم الحسن ومنى واصف وسولافة معمار وخالد تاجا هم أبطال المسلسل الاجتماعي «زمن العار»، الذي سيعرض على شاشة دبي الفضائية على مدار شهر رمضان، وهو من إخراج رشا شربتجي، وتأليف حسن سامي ونجيب نصير.
وتدور الخطوط الدرامية حول عائلة «أبي منذر» التي تمثل أنموذجاً للأسرة المنتمية للطبقة الوسطى الكادحة في صراعها اليومي مع متطلبات مادية لا تنتهي، الأمر الذي يضطر رب الأسرة إلى بيع منزله الأصلي، كي يتمكن من شراء ثلاث شقق لأولاده يستهلون فيها حياتهم الزوجية، في الوقت الذي مازالت إحدى ابنتيه تتلقى تعليمها الجامعي، أما الأخرى فتعاني العنوسة.
المسلسل السوري الآخر على شاشة «دبي الفضائية» تاريخي، ويعود إلى زمن النبي سليمان عليه السلام، عبر قصة ملكة سبأ القديمة، في عمل يحمل اسم «بلقيس»، من إخراج باسل الخطي وبطولة صبا مبارك وعمار شلق ومديحة كنيساتي.
ويتناول ضمن تفاصيله أيضاً المؤامرات التي يحيكها أخو الملكة أيضاً من أجل أطماع له في العرش، في سياق يمزج ما بين التاريخي والديني في مفاصل كثيرة.
وفي التجربة البدوية، تعرض «دبي الفضائية» مسلسل«الجمر والرمال»، من إخراج مسعود فياض الخليفات وتأليف جبريل الشيخ وبطولة لاميتا فرنجية ومنذر رياحنة. وتدور أحداثه مازجة بين حماسة الحروب ورومانسية الحب العذري بين قبيلتين متناحرتين، وفيما يعود الزمن الدرامي للعمل إلى القرن الـ.18
«عمر الشقا»
ومن أبرز الأعمال الخليجية التي استقطبتها شاشة «دبي الفضائية» أيضاً «عمر الشقا» الذي سيمثل إطلالة القديرة حياة الفهد على المشاهدين خلال شهر رمضان هذا العام، بعد حضور رمضاني متواتر على شاشة القناة في أعمال، مثل «الفرية»، «الداية»، «أبلة نورة».
وهو من إخراج حسين أبل، ويضم إلى جانب الفهد وفاء مكي ومنى شداد وأحمد السلمان . ويتناول قصة رجل ثري يتزوج مستجيباً لنزوته بسكرتيرته العربية، لكنه يتخلى عنها بعد ذلك، على الرغم من حملها وإنجابها، لتأخذ الأحداث مناحي اجتماعية معقدة، ما بين ضغوط أسرته الثرية وإلحاح الزوجة الجديدة من أجل وفائه بالتزاماته.
وعلى شاشة دبي الفضائية ايضاً، يعرض رمضانياً مسلسل «غشمشم» الكوميدي في جزئه الرابع، ومسلسل «قوم الغش» الذي تتجه النية إلى استبدال مسماه بآخر أقل مباشرة، لاسيما أنه كوميدي، وهو من تأليف الإماراتي جمال سالم وإخراج السوري عارف الطويل وبطولة أحمد الجسمي وملاك الخالدي ورزيقة طارش ومرعي الحليان .
وهو مسلسل من نمط «السيت كوم»، و يجري تصويره لأول مرة في الإمارات، وبدأت الفضائيات العربية تلتفت إلى مناسبته للعرض الرمضاني.
وإذا كانت «دبي الفضائية» تتجه بشكل عام إلى تنوع درامي، يلبي حاجة المشاهد العربي الباحث عن المسلسل المصري والسوري والخليجي والبدوي، فإن «سما دبي» ركزت بشكل خاص على الخليجي، عبر أربع مسلسلات، بالإضافة إلى مسلسلين كرتونيين، وجاء «الجيران» الذي أسند تنفيذ الإنتاج فيه للفنان أحمد الجسمي أحد مراكز القوة في الرهان الخليجي للقناة، وهو يرصد عبر رؤية إخراجية للبحريني مصطفى رشيد ظواهر اجتماعية عديدة أصابها التغير، وبشكل خاص فيما يتعلق بالوشائج التي تربط الجيران ببعضهم، ويشارك في المسلسل الذي كتبه عيسى الحمر عدد كبير من الوجوه المحلية والخليجية، مثل حبيب غلوم وعبدالمحسن النمر وفاطمة الحوسني وأحمد الجسمي.
وبكوكبة خليجية، يطل رمضانياً أيضاً نجوم من الإمارات وقطر وسلطنة عمان والسعودية والبحرين، عبر مسلسل «هديل الليل»، وهو دراما شعبية تدور في بيئة مكانية خليجية غير محددة، لكن الزمن الدرامي يعود إلى عصر ما قبل ظهور النفط .
وتبدو الجرعة الدرامية حاضرة بقوة على «سما دبي» عبر أكثر من عمل، منها «حلوم أم العلوم» التي تغير اسمها لتصبح «حنة ورنة»، من إخراج عمر إبراهيم وتأليف يوسف إبراهيم وبطولة رزيقة طارش ومروان عبدالله وعلي التميمي وسعيد بتيجة. ومسلسل «سوالف طفاش» الذي يخلط بين الكوميديا والجانب الاجتماعي، وهو من إخراج علي الصايغ وتأليف أحمد الكوهجي.
تكامل درامي
يجد المتتبع للوجبة الدرامية الدسمة لقناتي «دبي الفضائية» و«سما دبي» هذا العام، وسياق إنجازها على مدار عام كامل، أن تعديلات كثيرة أدخلت عليها على أكثر من صعيد، أولها الاهتمام بحضور أقوى للدراما الخليجية والمحلية التي تم استيعاب عدد كبير من الممثلين الإماراتيين فيها هذا العام، وتفعيل نمط اختيار «المنتج المنفذ» بشكل احترافي، يجعل المؤسسة رقيبة على سير العمل، ضماناً للجودة، من دون أن تتدخل فنياً، حفاظاً على استقلالية سلطات المخرج والمؤلف والمنتج المنفذ .
لملمح الآخر الأكثر بروزاً هو الاتجاه إلى وجبة درامية متكاملة، ليس لجهة جمع أعمال محلية وخليجية وسورية ومصرية وبدوية فقط، بل عبر التركيز على حضور محتوى درامي متنوع موضوعياً. فمن جهة، يحضر المسلسل التاريخي والبدوي والاجتماعي والكوميدي، ومن جهة أخرى، هناك تنوع في الشكل الذي جمع لأول مرة بين «السيت كوم» وأعمال ثلاثينية متصلة وأخرى منفصلة، لاسيما وأن الأولى والأخيرة أثبتت التجربة أنها الأكثر مناسبة للمشاهد العربي في رمضان.