صورة لمقاتلات تابعات للحكومة الغينية من تصوير تيون أنتوني فواتن. تصوير: عماد علاء الدين

40 صورة تخلّد مـــــــآسي بشرية

احتفالا بمرور 150 عاما على تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عرضت 40 صورة تجسد مآسي الحروب والنزاعات المسلحة في مختلف دول العالم، وتدعو إلى نبذ العنف والبعد عن كل ما ينتهك كرامة البشر، في معرض « الإنسانية في الحرب » نظمه الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في نادي دبي للصحافة أمس . وتحمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عاتقها القيام بمهام عظيمة في مجال الحماية الإنسانية، وتقديم المساعدة لضحايا الحروب وغيرها من حالات العنف دون أي تمييز.

وقال مدير المركز الإقليمي للإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام حسن، ل « الإمارات اليوم » «يصور (الإنسانية في الحرب)، من خلال 40 صورة، لقطات تاريخية تعود إلى 150 سنة حتى اليوم، تسلط الضوء على مآسي الحروب والنزاعات المسلحة في مختلف دول العالم، ومن أبرزها الحربان العالمية الأولى (1914ـ1918)، والثانية (1937ـ1945)، والحرب الكورية (1950)، والحرب الأهلية الأميركية (1865ـ1861)، إلى جانب الدور الكبير الذي لعبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر فيها» . وأضاف «تجسد تلك الصور الاحتياجات الأساسية للمدنيين وضحايا النزاعات المسلحة، والتي تتمثل في الحاجة إلى الرعاية الصحية والمأوى والغذاء، إلى جانب إبراز القضايا الرئيسة التي كانت ومازالت تعاني منها شعوب العالم اليوم، مثل استخدام الأسلحة، وقيادة الحروب بشكل عشوائي، وما يترتب عليها من أسرى ومحتجزين».

تحفيز

وأوضح حسن أن الصور المعروضة تركز على المطالب التي تدعو إليها منظمات إنسانية عديدة، وتناضل من أجل تحقيقها، ومنها احترام ومراعاة حقوق المدنيين والعزل، والمؤسسات الإنسانية والفرق الطبية وغيرها . وأفاد بأن «الإنسانية والحرب» ليس مجرد عرض لتاريخ الحروب التي شهدتها البشرية، وكبدتها خسائر وخيمة فحسب، ولا تذكيرا بتاريخ اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإنجازاتها، بل هو تحفيز للمساهمة في الأعمال الإنسانية التي لا تهدف إلى تحقيق الشهرة أو جني المال، بل إلى حماية المدنيين الذين ليس لهم خيار المشاركة في الحروب والنزاعات المسلحة التي يقعون ضحاياها بالملايين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر الإماراتي عبدالرحمن محمد الطنيجي «ارتأى الهلال الأحمر الإماراتي تنظيم المعرض احتفالاً بمرور 150 عاماً على تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تحمل على عاتقها القيام بمهام عظيمة في مجال الحماية الإنسانية، إلى جانب تقديم المساعدة لضحايا الحروب وغيرها من حالات العنف، كما تعمل بشكل غير متحيز لمصلحة السجناء والجرحى والمرضى والسكان المدنيين والمتضررين من النزاعات والحروب». مشيرا إلى أن اللجنة استطاعت خلال مسيرتها الإنسانية تحقيق إنجازات عديدة، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف التي مر على إبرامها 60 سنة، وتكفل حماية الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال، كالمدنيين وأفراد الوحدات الطبية والدينية وعمال الإغاثة، والأشخاص الذين أصبحوا عاجزين عن القتال، كالجرحى والمرضى والجنود الغرقى وأسرى الحرب، إلى جانب منعها من استخدام الليزر الذي يفقد الأعداء البصر قبل وقوع الحرب.

«عالمنا عالمكم»

ويندرج المعرض تحت حملة عالمية بعنوان «عالمنا عالمكم»، تدعو إلى العمل على مواجهة أكبر التحديات الإنسانية التي تواجهها دول العالم، وابتكرها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف دعم الجمعيات الوطنية.

وتهدف الحملة إلى تشجيع الأعمال الإنسانية في شتى أرجاء العالم، وتعزيز روح العمل التطوعي، وسيدعمها ويعمل على تعزيزها موقع الكتروني عالمي، بهدف حث الأفراد على المشاركة من خلال التوقيع على البوابة الإلكترونية للحملة، ونشر الأخبار للعائلة والأصدقاء، والتبرع للحركة والانخراط في مساعدة المحيطين بهم. وتعتبر «عالمنا عالمكم» فرصة لتعزيز دور الصليب الأحمر والهلال الأحمر كأكبر منظمة إنسانية في العالم، ورائدة في المجال الإنساني.

وعلى الصعيد العالمي، ستركز الحملة على تحديين رئيسين، هما تكوين ثقافة الوقاية من أجل إنقاذ الأرواح وسبل كسب رزق على نحوٍ فعال، وضرورة توفير حماية أفضل للناس في أثناء الحروب من خلال تنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني، تنفيذاً فعالاً. وعلى الصعيد الوطني، يمكن استخدامها لأهداف مختلفة في دعم الأولويات الوطنية، منها تشجيع العمل التطوعي.

 تاريخ رمز

تقف موقعة (سولفرينو) عام ،1859 وراء تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي دعا إليها السويسري هنري دونان الذي كان مسافراً في إيطاليا وشهد موقعة (سولفرينو) بين الإيطاليين والنمساويين، والتي أسفرت عن 40 ألف قتيل وجريح، ودفعت دونان إلى ترك عمله وطلب النجدة من القرى المجاورة لمساندته في إغاثة جرحى ودفن موتى الموقعة، وفور عودته إلى بلده سويسرا كتب مذكرة سماها (سولفرينو) طالب فيها الحكومات بضرورة إنشاء فرق طبية تقدم الإسعافات لجرحى الحروب وتوفر الحماية لهم، وتكفلت الحكومة السويسرية بعقد مؤتمر دولي لإنشاء هذه الفرق، نجمت عنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعرفاناً للسويسري هنري دونان وحكومته تم وضع اقتباس شعار اللجنة من العلم السويسري وهو الصليب الأحمر، واتخذت السلطة العثمانية لاحقاً شعار الهلال الأحمر المستمد من علمها، ومنذ ذلك الحين يعتبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر رمزين أساسيين للعمل الإنساني.

 

الأكثر مشاركة