مدحت صالح: الجمهور «مش عاوز كده»

أحيا الفنان المصري مدحت صالح مساء أول من أمس، بالمجمع الثقافي بابوظبي، الحفل الثالث من حفلات «أمير الشعراء» التي تنظمها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث على هامش برنامج ومسابقة «أمير الشعراء».

والحفل الذي قدم فيه صالح عددا كبيرا من أغنياته الخاصة وأغاني كبار المطربين العرب، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عمرو سليم، يعد الثاني لصالح في ابوظبي، حيث أقام حفلا منذ ما يقرب من ست سنوات.

صالح الذي رفض في تصريحاته على هامش حلقة «أمير الشعراء» الخميس الماضي مقولة «الجمهور عاوز كده»، مشيرا إلى ان الجمهور ليس دائما وراء هذا التهافت والانحدار في الاغاني، بدأ الليلة الطربية بأغنية المطرب الراحل محمد قنديل «إن شاء الله ما أعدمك»، لينتقل بعدها إلى أغنياته الخاصة ويقدم أغنية «زي ما هي حبها» التي غناها في فيلم «مافيا»، ومن أعماله الأخيرة قدم أغنيات «قلب واحد مش كفاية»، و«طبعا باحبك» و«الدنيا»، ليعود ويغني أغنية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ «فوق الشوك» التي أداها بإحساس وشفافية عاليين.

كذلك قدم صالح في الحفل أغنيات شكلت محطات مهمة في مشواره الفني ومازالت حاضرة في أذهان المستمعين مثل «كوكب تاني» التي حصل عنها على إحدى الجوائز العالمية في فترة الثمانينات، و«عيشة المليونيرات» التي كانت من أوائل التجارب العربية في مجال الأغنيات المصورة والفيديو كليب، والتي قابلها جمهور المسرح بتجاوب وتصفيق كبيرين، كما قدم أغنية «وعدي»، وأغنية «حبيبي يا عاشق» من فيلم «شورت وفانلة وكاب»، ليعود مدحت صالح بناء على طلب الجمهور ويقدم أغنية الفنان محمد فوزي «تملي في قلبي»، و«آه بحبه» لنجاة الصغيرة، و«حمال الاسية» لفايزة أحمد، ويختم الحفل بأغنية طالب بها الجمهور طويلا وهي أغنية الفنان محمد قنديل «تلات سلامات» والتي أداها صالح باقتدار.

وكان مدحت صالح الذي حل ضيفا على برنامج «أمير الشعراء» في حلقته الماضية، قد أشار إلى ان إتقانه لأداء أغنيات نجوم الطرب العربي يعود إلى طفولته، حيث اعتاد ان يكتب كلمات هذه الأغنيات ويحفظها حتى عرف بين أصدقائه بـ«المطرب الكشكول»، مؤكدا ان تقديمه لهذه الأغنيات حاليا يأتي بهدف تعريف الأجيال الجديدة بها وليس بهدف نسب هذه الأعمال له واستغلال نجاحها.

واعتبر صالح البرنامج من الأفكار الرائدة والمهمة، خصوصاً في ظل تركيز الأجيال الجديدة على التعليم الأجنبي، وهو ما أثر سلبا في علاقتهم باللغة العربية، «حتى أصبحنا نخشى عليها من الانقراض، لذا علينا أن نجتهد لدعم اللغة العربية الفصحى وان نمنحها كيانا وحضورا قويا في حياتنا، وذلك بتوصيلها للأجيال الجديدة باسلوب جديد ومبتكر يجذبهم إليها».

ورحب صالح بغناء القصائد والتعاون مع الشعراء، سواء المشاركين في البرنامج او غيرهم «مع ضرورة ان تكون القصيدة مناسبة لصوته، وان تكون قريبة من حس الجمهور حتى تلقى النجاح»، مشيرا إلى أن الفنان الجيد يستطيع اداء كل أشكال الغناء، كما أن الجمهور يضم فئات مختلفة وبالتالي لديه القدرة على استيعاب كل ما يقدم إليه.

وعبر مدحت صالح عن رفضه لمنطق «الجمهور عايز كده»، ولكن في الوقت نفسه أحب الجرأة وخوض التجارب الجديدة «لان تمسك الفنان بمنطقة معينة ولون محدد يقوده إلى الانغلاق على نفسه والتلاشي، وبالنسبة لي أشعر بأن التمسك بالشكل التقليدي في الغناء يسلبني الحياة، فالتجريب مهم في حياتي حتى إذا قادني احيانا للفشل، لأنني أراجع أخطائي واستفيد منها». كما اعتبر أن كثرة الفنانين الموجودين على الساحة الفنية ظاهرة صحية، «فزيادة عدد الفنانين في المجتمع العربي أفضل بكثير من زيادة عدد القتلة ومرتكبي الجرائم».