باحث: وضع الفنان في مجتمعاتنا مزرٍ
قال الفنان والباحث العراقي الدكتور سعدي الحديثي إن «وضع الفنانين والمغنين في المجتمع العربي مزرٍ بدرجة لا يدركها إلا الموسيقيون أنفسهم، وعلى الرغم مما يغدقه عليهم المجتمع من هدايا واهتمام، إلا أن الغالبية يرفضون أن يكون الفنانون أقرباء إليهم، أو من عائلاتهم»، وأضاف في محاضرة ألقاها أول من أمس في اتحاد كتاب وأدباء الامارات (فرع أبوظبي) أن منتصف القرن الماضي شهد ظهور صيحات جديدة في مختلف مجالات الفنون مثل الرسم والتأليف الموسيقي والغناء، وعلى الرغم من بطء التطور الثقافي في الدول العربية، إلا أن تطور الموسيقى والثقافة الغنائية كان أكثر بطئاً، خصوصا في الثمانينات، واقتصرت في الأغلب على المحاولات الفردية، نظرا إلى المواقف الدينية من فئات في المجتمعات العربية التي حالت دون ظهور الكثير من المواهب الفنية والغنائية».
وكان الحديثي قد بدأ ورقته بتعريف المفهوم اللغوي لمصطلحي الثقافة والأدب، وتطور استخداماتهما عبر التاريخ، قبل انتقاله للحديث عن الغناء ودوره في ثقافة وحياة المجتمعات العربية، مشيرا إلى أن الأغنية تظل منتجا ثقافيا يلعب دوره في تطوير أنواع الثقافة الأخرى. وفي مقارنة بين الغناء قديما وفي الوقت الراهن، أوضح أن للغناء قديما كانت وظائف محددة، مثل الحداء بأنواعه والغزل، كما كانت الأغنية تتصف بالرصانة والتي تعلم التهذيب والتربية، أما الأغنيات الحديثة فتفتقد إلى المعاني والرقي التي كانت تتسم بها من قبل، حيث أصبح المطرب لا يتحرج من استخدام عبارات وألفاظ كانت مرفوضة في السابق، بينما اختفت الأغنية التي تحرك الإحساس وتبعث في الإنسان الشعور بالجمال.
وأوضح الحديثى أنه على الرغم من الارتباط القديم بين الغناء واللغة والشعر، فإن الغناء يمثل نوعا مستقلا من ألوان الثقافة، وهو سلوك لغوي، خصوصا في الأغنيات الفلكلورية. لافتا إلى دراسات وأبحاث علمية واجتماعية أكدت أن للموسيقى والغناء دور كبير في تقوية الوحدة بين الأفراد والترابط الاجتماعي بين الجماعات، كما في الأناشيد الوطنية والصيحات التشجيعية.
وأشار إلى أن الغناء يعد رافدا ثقافيا مستقلا عن الشعر، ولكن، هناك فكرة شائعة تجمع بينهما تعود إلى بداية كل منهما، وظلت سائدة حتى وصل الشعر إلى أعلى مستويات تطوره، إلى أن أدى التطور الذي شهده الشعر في منتصف القرن الماضي إلى تنامي استقلاله عن الغناء، سواء في الغرب أو في الدولة العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news