وجبة كوميديا مكثفة على شاشتي «دبي» و«سما دبي» في رمضان.

الكوميديا تتصدّر خيارات «دبي للإعلام»

كشفت الدورة البرامجية الجديدة لقناتي «دبي» و«سما دبي» الفضائيتين، الخاصة بشهر رمضان المقبل، عن تحوّل كبير في استراتيجية مؤسسة دبي للإعلام في انتخاب الأعمال المرشحة للموسم الإعلاني الأهم على مدار العام، لمصلحة استقطاب الأعمال الكوميدية، بعد أعوام كانت السيادة المطلقة فيها للأعمال ذات الصبغة الاجتماعية الخالصة.

واحتلت الدراما والبرامج الكوميدية الموقع الأبرز على الخارطة البرامجية لقناتي «دبي» و«سما دبي» الفضائيتين، من خلال أربعة مسلسلات كوميدية خالصة، فضلاً عن خامس اجتماعي ذي مسحة كوميدية. وتتنوع الأعمال بين المحلية المتمثلة في مسلسل «حنة ورنة» و«غريب عجيب» الذي واءم بين الدراما الكوميدية والنكهة الكوميدية، والخليجية، سواء عبر الجزء الرابع من المسلسل السعودي «غشمشم»، أو البحريني «سوالف طفاش»، إضافة إلى المصري «حقي برقبتي»، في حين خلت هذه الفئة من الأعمال الدرامية من أي عمل سوري، فضلاً عن عدد من البرامج الكوميدية.

بحوث استقصائية

المرافق الإعلامي لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عضو مجلس الإدارة المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام أحمد الشيخ أكد أن «جميع القرارات الخاصة بالإنتاج، وكذلك القرارات المتعلقة باختيار أعمال بعينها في موسم محدد دون غيره، هي ثمرة بحوث استقصائية ودراسات ميدانية دقيقة، يستعان بها كأحد المقومات الأساسية التي تسهم في تحديد ملامح الخرائط البرامجية لقنوات (مؤسسة دبي للإعلام)، من خلال استيعاب رغبات وتطلعات كل من المشاهد والمعلن معاً، على نحو ينسجم مع القيم المجتمعية الأصيلة والثابتة التي تحرص «دبي للإعلام» على ترسيخها، وتقديم مُنتج إعلامي ذي مردود جيد من الناحية الفنية».

كسر الرتابة

ونفى مدير قناة دبي الفضائية عبداللطيف القرقاوي لـ«الإمارات اليوم» أن تكون خارطة «دبي الفضائية» متأِثرة بالمنافسة المحمومة التي تنشب بين الفضائيات العربية في شهر رمضان، سواء لجذب المشاهد أو المعلن، وقال «اعتدنا أن نكون فاعلين بشكل مؤثر في ساحة الإعلام الفضائي العربي، مستبقين مرحلة رد الفعل»، وأكد أن «استراتيجية دبي التي تقدر دائماً التميز والسبق تجعل استراتيجية التطوير والتجويد، والسعي إلى كسر نمطية ورتابة الخط الدرامي الثابت، وفق معطيات حقيقية جوهراً في أسس صناعة جميع دورات القناة البرامجية، وليس فقط دورة رمضان».

وقال مدير قناة «سما دبي» أحمد المنصوري إن «هناك أهمية كبرى لتتضمن أية دورة برامجية بشكل عام مادة درامية متنوعة»، مشيراً إلى «وجود عوامل تتدخل في التفوق النسبي لفئة درامية بعينها دون أخرى في دورة ما. ولكن، في المحصلة لابد من مراعاة تباين أذواق واتجاهات الجمهور واختلاف الشرائح العمرية». وأكد أن «دعم الدراما المحلية والخليجية إحدى أولويات (سما دبي) في مختلف دوراتها البرامجية».

حظوظ

وكان لأبطال الأعمال الكوميدية على شاشات «دبي للإعلام» رأيهم في ما يتعلق بسيادة الكوميديا في رمضان، وقال بطل مسلسل «غشمشم» الفنان السعودي فهد الحليان «لم تغب الدراما الكوميدية مطلقاً عن الحضور في رمضان، وفي الوقت الذي ينتاب بعض القنوات النزوع إلى أعمال أخرى بعض الوقت، فإن حظوظ المسلسلات الكوميدية تبقى دائماً حاضرة. وأعتقد أن تصدّر الكوميديا لأعمال رمضان في قنوات (دبي للإعلام) هذا العام يؤكد أن الرهان على تلك النوعية من الأعمال هو الأنسب لشهر رمضان، بدليل استمرار عمل كوميدي واحد لمدة 15 عاماً كاملة، هو (طاش ما طاش)».

وحول «غشمشم» في جزئه الرابع، أوضح الحليان «يعود (رشيد) من جديد في الجزء الرابع بمواقف أكثر إضحاكاً، وتعود طيبة وعفوية وسذاجة أهالي البلدة التي وإن كانت تضحكنا كثيراً إلا أنها تقدم لنا دروسا وعبرا كثيرة». وأوضح أن العمل انتقل من الأستديو إلى مواقع خارجية ودول كثيرة، حتى لا يجف نبض المواقف الطريفة الساخرة في حياة رشيد وزوجته شيخة «الفنانة هيا الشعيبي ».

ظاهرة عامة

ورأت الفنانة المصرية ماجدة زكي التي تشارك الفنان حسن حسني بطولة «حقي برقبتي» أن عودة الكوميديا بقوة في رمضان المقبل لن تكون ظاهرة مقتصرة على قنوات (دبي للإعلام)، متوقعة أن يزيد حضور هذا النوع من الأعمال ليس في رمضان فقط، بل على مدار العام. وقالت «الواقع اليومي للمشاهد العربي والأزمات والمشكلات الأمنية والاقتصادية جعلته في أمس الحاجة للكوميديا والمشاهدات التلفزيونية التي تبعده مؤقتاً عن هذا الواقع الصعب».

وتدور أحداث «حقي برقبتي» حول سامية «ماجدة زكي» وسيد «حسن حسني»، زميلي الدراسة سابقاً في كلية الحقوق اللذين تزوجا منذ زمن بعد قصة حب، ويملكان مكتباً للمحاماة بمدخلين، حيث يعمل كل منهما بشكل منفصل بسبب حالة التنافس الشديد بينهما، على الرغم من أن لديهما «عمرو» خريج كلية الهندسة و«لبنى» الطالبة في كلية التجارة.

أقرب إلى المشاهد

الدراما الكوميدية حاضرة محلياً عبر مسلسل «حنة ورنة» الذي تم تصوير معظم مشاهده في إمارة الفجيرة، ويدور حول مغامرات السيدة حلوم التي تتدخل في كل شيء، ولا تترك أسرة من أسر «الفريج» إلا وتتبع أخبارها «الفنانة رزيقة طارش»، مسببة مشكلات عدة لزوجها بوطناف «الفنان سعيد بتيجة»، من دون أن يسلم من مقالبها الكوميدية ولدها طناف «مروان عبدالله» وأبوها المسن الذي يؤدي دوره الفنان علي التميمي.

وتجد الفنانة رزيقة طارش التي تشارك أيضاً في مسلسل «غريب عجيب» أن «الأدوار الكوميدية تبقى دائماً الأقرب إلى قلب المشاهد العربي، على الرغم من أنها ليست البوابة الرئيسة لصناعة النجم»، وقالت «سيادة الأعمال الكوميدية في رمضان ليس أمرا جديدا، فلطالما اجتمعت الأسرة الخليجية والعربية في رمضان حول المسلسلات الكوميدية، قبل أن تخفت الظاهرة قليلاً، بسبب غياب النصوص الجيدة في هذا المجال»، معتبرة أن «الانتصار للدراما الكوميدية في رمضان هذا العام من شأنه تحفيز طاقات الكتاب والمخرجين، وأيضاً المنتجين لصناعة أعمال كوميدية مهمة على مدار العام، وليس في شهر رمضان فقط».

 جاذبية التنوع

تبدو المادة الكوميدية في «دبي للإعلام» من حيث الفكرة العامة وطبيعة الإنتاج شديدة التنوع، بين «غشمشم» السعودي الذي يتطلع إلى تكرار إنجاز «طاش ما طاش»، وآخر مصري، وثالث ينتصر للإنتاج البحريني الذي تضاءل كماً بشكل ملحوظ عبر حلقات منفصلة في مسلسل «سوالف بوطفاش»، وأخيراً عمل كوميدي في أجواء تراثية هو «حنة ورنة» للمخرج الشاب عمر إبراهيم يزيد مزايا التنوع الكوميدي جاذبية للمشاهدة. وفق هذه المعطيات، يظل تحديد هوية المسلسلات الأهم في ذهن مهندسي توزيع الوجبة الدرامية اليومية على مدار شهر رمضان الفضيل الفيصل الأهم في مدى جدية المراهنة على الأعمال الكوميدية هذا العام، بعدما ظلت متوارية طوال السنوات الماضية، فاسحة أوقات ذروة المشاهدة للمسلسل الاجتماعي في الغالب، والتاريخي في أحيان أخرى

الأكثر مشاركة