«الحفني» تعيد السامعين إلى أيام الطرب
ليلة من الطرب الأصيل؛ أحيتها مساء أول من أمس «مجموعة الحفني للموسيقى العربية» في المجمع الثقافي في أبوظبي، بقيادة المايسترو ماجد سرور وإشراف الدكتورة رتيبة الحفني، ضمن حفلات «أمير الشعراء» التي تقيمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتزامن مع برنامج ومسابقة «أمير الشعراء».
وبمشاركة مجموعة متميزة من الأصوات الشابة والمواهب الأصيلة، قدمت «مجموعة الحفني» في الجزء الأول من الأمسية أغنيات تراثية متميزة، تنوعت بين الموشحات الأندلسية والطقاطيق وغيرها، بدأت بـ«ملا الكاسات»، و«يا غصن نقا» بأصوات المجموعة، و«يا صلاة الزين» بصوت أحمد سامي، و«هاتجنن» بصوت كامل ناجي، و«يا صلاة الزين» بصوت وئام يوسف، بالإضافة إلى دويتو «على قد الليل ما يطول»، وغيرها. وأحيا الجزء الثاني من الحفل الفنان أحمد إبراهيم الذي قدم أغنيات لكبار المطربين، مثل محمد عبدالوهاب وكارم محمود وسيد مكاوي، وقدم المايسترو ماجد سرور عزفا منفردا على القانون لأغنية «حبيبها» للفنان عبدالحليم حافظ .
تكريم
وعن المجموعة ونشأتها أوضحت الدكتورةرتيبة الحفني أن بداية الفكرة تعود إلى 1973 ،حيث قامت بتكوين فرقة موسيقية بعنوان «خماسي الحفني»، تكريماً لاسم والدها الدكتورمحمود أحمد الحفني الذي كان أحد رواد الموسيقى في العالم العربي، واستطاعت الفرقة التي ضمت أحمد عفت وجورج ميشيل وكامل عبدالله وعبدالفتاح خيري وحسن أنور أن تحيي حفلات عديدة في دول في أوروبا والعالم العربي، إلى أن توقفت بعد وفاة بعض أعضائها.
وأضافت «بعد توقف الفرقة، انشغلت لفترة في افتتاح دار الأوبرا المصرية التي كنت أول رئيس لها، لأعود في العام 2000 لاستكمال مشوار الفرقة من جديد، فأسست مركز الحفني للموسيقى لتدريس جميع ألوان الموسيقى والغناء دراسة حرة، وأسندت إدارته لابنتي علا عبيد، لأتجه إلى تكوين «مجموعة الحفني للموسيقى العربية»، والتي ضمت 12 عازفا، بالإضافة إلى عناصر الكورال، وجميعهم من الدارسين. ويتولى قيادة المجموعة المايسترو وعازف القانون الأول في مصر الدكتور ماجد سرور، وغالبا ما يراوح عدد أعضاء المجموعة بين 30-40 عضوا، وفقاً لحجم الحفل الذي ستشارك فيه، وأحياناً ينضم إليها مطربون محترفون، مثل الفنان أحمد إبراهيم، حيث تحيي حفلات متعددة في الدول العربية والغربية أيضا، ولها تسجيلات تلفزيونية وإذاعية وأسطوانات عديدة».
وعن أوضاع الأوبرا في العالم العربي، أوضحت الدكتورة رتيبة الحفني أن الأوبرا في بعض الدول العربية، مثل مصر وسورية، أن تصل إلى مستويات عالمية. وأنه على الرغم من توفر جميع عوامل تقديم أوبرا عربية بمستوى عالمي، إلا أن هناك صعوبة في تنفيذ هذا المشروع، لما يتطلبه من إمكانات إنتاجية عالية، وتفرغ كامل للعاملين عليه، ويظل تنفيذه مرهوناً بمبادرة من الحكومة.
تخلّف الشريط
واعتبر الفنان أحمد إبراهيم أن الشريط أصبح وسيلة متخلفة للانتشار الفني، بعد انتشار الأسطوانات المدمجة والتقنيات الصوتية الأكثر حداثة، «ما أصاب هذه الصناعة في مقتل، كما أن سوق الألبومات الغنائية أصبحت خدعة كبيرة، فالأغنيات متوافرة على الإنترنت وفي الفضائيات وعلى التليفون المحمول، وبالتالي، ليس هناك دافع لدى الجمهور لشراء الألبوم». مشيراً إلى أن للتكنولوجيات الحديثة إيجابياتها وسلبياتها، ومن السلبيات أننا أصبحنا نسمع بأعيننا لا بآذاننا، كما ساعدت شركات الإنتاج على استقطاب أشخاص لا يتمتعون بأي موهبة صوتية، اعتمادا على آلات تحسين الصوت، وهؤلاء لا يمكن أن نشاهدهم يقدمون أغنياتهم في حفلة مباشرة على الهواء أمام الجمهور.
ونفى إبراهيم ابتعاده عن الساحة الفنية، وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت أنشطة فنية متعددة له، منها غناء عدد من «تترات» المسلسلات، وتقديم برنامج «المسحراتي» الذي قدمه في السابق الملحن سيد مكاوي، ولكن في إطار متجدد، إلى جانب المشاركة في مهرجانات وحفلات عديدة داخل العالم العربي وخارجه، حصل خلالها على ثماني جوائز من خمسة مهرجانات دولية. وفي مجال المسرح، قدم المزيد من الأعمال، ليشمل رصيده منها حتى الآن ما يقرب من 20 مسرحية. بالإضافة إلى تركيزه على نشر التراث الغنائي الأصيل بين الأجيال الشابة، من خلال موقعه كمدير للإدارة العامة للموسيقى في الهيئة العامة للثقافة في مصر.
وانتقد إبراهيم موجات الغناء التي تظهر من وقت إلى آخر، مثل الغناء الديني أو الوطني، مشيراً إلى ضرورة أن يحافظ الفنان على صدقيته أمام جمهوره، فمن غير المنطقي أن نرى الفنان يقدم أغنية دينية على قناة، وفي الوقت نفسه وعلى قناة أخرى نجده يغني وسط مجموعة فتيات بملابس غير مناسبة.
ووجد أن تردي الأوضاع الفنية والثقافية والاجتماعية الآن لا يقتصر على العالم العربي فقط، بل يشمل العالم كله، وهو أمر طبيعي يحدث في فترات التردي، كما في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، متوقعاً أن تتراجع هذه الموجة، وأن تسفر عن تطور الأغنية العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news