رزيقة طارش: تنـوّع الأدوار سترة نجاة ضدّ التكرار
توقعت الفنانة الإماراتية رزيقة طارش أن يحوز مسلسل «عجيب غريب» المحلي اهتماماً واسعاً، من المشاهدين ووسائل الإعلام المقروءة، بعد عرضه في رمضان المقبل، وذكرت أنه يُعد بديلاً عن غياب المسلسل الرمضاني ذي الأجزاء المتعددة «حاير طاير».
وقالت طارش التي اكتفت بثلاثة أدوار بطولية لأعمال تُعرض في رمضان المقبل، في حوار لـ«الإمارات اليوم» إن «عجيب غريب» يضم «مقومات نجاح كثيرة، سواء من حيث انتمائه إلى نوعية الدراما الاجتماعية الهادفة المطعمة بصبغة كوميدية، أو ضمه طائفة كبيرة من النجوم»، فضلاً عن أن كاتب العمل هو نفسه كاتب «حاير طاير» الإماراتي جمال سالم، وكذلك المخرج السوري عارف الطويل الذي ارتبط اسمه بالعمل نفسه، فضلاً عن مزاوجته في أسرة العمل بين عنصري الخبرة والشباب، في قائمة ضمت أحمد الجسمي ومرعي الحليان وغزلان وأمل محمد، وعدداً كبيراً من الفنانين. وترى طارش أن وجود موسم درامي وحيد، هو شهر رمضان، لا يسوغ للفنان الوقوع في فخ الأدوار المكررة، معتبرة أن «تنويع الأدوار هو سترة النجاة ضد تيار التكرار الذي يعلو غالباً في الشهر الفضيل».
«سيت كوم» محلي
ورأت طارش أن أحد أهم العوامل الإيجابية في مسلسل «عجيب غريب» أنه أول دراما محلية بأسلوب الـ«سيت كوم» الذي أثبت نجاحات مهمة في السنوات الأخيرة الماضية على مختلف الشاشات العربية، وبشكل خاص خلال الموسم الرمضاني، وأشارت إلى أن وجود عدد هائل من الفنانين ضيوف الشرف على بعض الحلقات يضفي ميزة مهمة لـ«عجيب غريب». طارش التي قدمت العام الماضي أدواراً أساسية كثيرة في مسلسلات محلية أو خليجية، ومنها «حاير طاير» و«حظ يا نصيب»، جمعت هذا العام بين شاشات ثلاث قنوات فضائية، هي «دبي الفضائية» التي ستقدم من خلالها «عجيب غريب» و«سما دبي» التي ستعرض أيضاً «حنة ورنة»، فيما اقتصرت المشاركة الخليجية لها هذا العام على مسلسل «شعبان في رمضان» الذي ستبثه شاشة القناة السعودية الأولى.
وحرصت طارش على أن تشدد على وجوب أن يحرص الممثل على ألا يتحول الموسم الرمضاني إلى محرقة لطاقاته التمثيلية، وقالت «العجلة الإنتاجية في رمضان تبلغ طاقتها القصوى، وينعكس ترقب الفضائيات العربية لأعمال جماهيرية تضمن انحياز المشاهد إلى شاشتها عبر تقديم أعمال منافسة ورفيعة الجدوى من الناحية الفنية، وهو أمر يجعل هناك طلباً شديداً تجاه أسماء بعينها، ما يستلزم من أصحاب تلك الأسماء قراءة نصوص الأعمال المقدمة إليهم بشكل جيد، من أجل ألا يقعوا في فخ تكرار الأدوار المتشابهة، لأن المشاهد إذا غفر لك مطاردتك له، كلما تجوّل بين القنوات المختلفة، لن يغفر لك أن تقدم أعمالاً شديدة التشابه في توقيت واحد».
وتوقعت طارش التي تقوم بدور الجدة في «عجيب غريب» أن تكون هناك أجزاء متتابعة للمسلسل، بسبب اعتماده على حلقات منفصلة من جهة يتطرق كل منها إلى قضية اجتماعية منفردة، الأمر الذي يمكن أن ينفتح على عدد غير محدود من الأجزاء من جهة أخرى، فضلاً عن النهاية المفتوحة لأحداث الجزء الأول.
وفي ما يتعلق بالمحتوى الدرامي للعمل، تفيد طارش بأنه يدور حول قصة عائلة مكونة من الأب والأم وعدد من الأولاد مع جدتهم، تتعرض للقضايا والمشكلات الحياتية المعاصرة كلّ في محيط عمله وظروفه، فالأب متقاعد ودخل سوق الأسهم وخسر منزله ومزرعته نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، ما اضطره لأن يسكن في شقة في بناية، ويتعرض لمشكلات كثيرة ومتنوعة، والأبناء من خلال دروسهم وأصدقائهم، والجدة من خلال ارتباطها بالعادات والتقاليد وقضايا التراث والماضي.
«حنة ورنة»
في السياق نفسه، رأت طارش أيضاً أن مسلسل «حنة ورنة» يمثل رهاناً كوميدياً شديد الخصوصية، وقالت «هو التجربة الأولى لمخرجه الإماراتي الشاب عمر إبراهيم الذي سبق أن قدم أعمالاً سينمائية وتلفزيونية، ما يعني أنه يجمع في الوقـت نفسه بين دفعة التجـربـة الأولى، بكل ما تحتمله من أفكار وحلول إخراجية جديدة من جهة، والقالب الكوميدي الصرف الذي يعد رهاناً رمضانيـاً حاضراً بقوة في مختلف الفضائيـات العربيـة». وذكرت أن «حنة ورنة» «كوميديا تراثية تعود بنا إلى فترة ما قبل اكتشاف النفط والنهضة العمرانية التي شهدتها المنطقة، حيث نتابع خطوطا كوميدية ومشكلات طريفة عديدة مع «حلوم»، في المنزل والحي ومع الجيران، من خلال نقل الأحاديث والخلافات اليومية التي تتضخم وتصبح مواقف كوميدية تتسم بالطرافة والبعد عن التكلف».
وتدور أحداث المسلسل حول مواقف اجتماعية أسرية تحدث بين «حلوم» و«عنتر» الذي ضاق ذرعاً بتصرفاتها وتصرفات ابنها، ويحاول تعديل تصرفاتهم فيغرق في مشكلاتهم مع أهل الفريج، من خلال تعدد المواقف اليومية الكوميدية.
وأشارت الفنانة الإماراتية إلى أهمية احتواء «حنة ورنة» في السياق نفسه جيلين مختلفين، بجمعه بين المخضرم علي التميمي وسعيد بتيجة وأمينة عبدالرسول ومروان عبدالله، في بيئة ترابية تعود بالمشاهد زمنياً إلى عصر ما قبل ظهور النفط، ولكن عبر محتوى درامي شديد الاختلاف عما سبق تقديمه من أعمال، ركز معظمها على الشق الاجتماعي بشكل أعمق.
«شعبان في رمضان»
الجو العائلي الذي يمثل عنصراً مشتركاً بين العملين السابقين هو الذي يسود ثالث أعمال طارش الرمضانية «شعبان في رمضان»، الذي يجيء أيضاً في قالب كوميدي بحت. وفي حين أن مخرج «عجيب غريب» هو مخرج المسلسل الإماراتي الكوميدي الأشهر «حاير طاير»، فإن مخرج «شعـبان في رمضـان» هو نفسه مخرج المسلسل السعودي الكوميدي الأكثر شهرة «طاش ما طاش» عبدالرحمن الغانم.
وتفصّل طارش أن العمل يدور حول ثلاث عجائز، إحداهن (أم علي) التي تجسد هي دورها، وتعاني مشكلات عدة مع ابنها المنحرف (علي) الذي يؤدي دوره الفنان السعودي يوسف الجراح، وثانية العجائز «أم شعبان» (الفنانة انتصار الشراح)، والتي تتمحور مشكلاتها مع عدد من الأمراض، مثل الضغط والسكري والصداع النصفي، وثالثتهن تؤدي دورها الفنانة أمينة القفاص التي تقرر ترك كل شيء، بما في ذلك بيتها ومالها، من أجل ابنها، في نموذج نادر للتضحية، كما يشارك في التمثيل أيضاً الفنان بشير غنيم.
بناية درامية
تقول الفنانة رزيقة طارش إنها استبشرت كثيراً بتغيير اسم المسلسل الذي قامت بأحد أدوار البطولة فيه، وسيعرض على شاشة دبي الفضائية في رمضان من «قوم الغش» إلى «عجيب غريب»، مضيفة: «على الرغم من أن للاسم الأول مدلولاً محلياً يختلف عن مدلوله الأخلاقي الصادم، فإنه لم يكن يعكس حقيقة الثراء الكوميدي للمسلسل، في الوقت الذي يمثل فيه الاسم الجديد توصيفاً ذكياً لمختلف المواقف العجيبة والغريبة التي سيتابعها المشاهد في 30 حلقة مرشحة للامتداد باعتماد جزء ثانٍ له».
وتوضح أن المسلسل الذي يدور حول سكان بناية من مختلف الجنسيات وبشكل خاص العربية يبدو معادلاً موضوعياً للتنوع الثقافي والاجتماعي النادر الذي يمثل واقع دبي، مشيرة إلى أن العمل يحمل رسائل اجتماعية واضحة على الرغم من تمسكه بقالب كوميدي في إطار حلقات منفصلة. |