مخرج تونسي: صورة العرب المشوَهة تغزو شاشاتنا
اكد طاقم فيلم «شامة وألم النخيل» وهو من انتاج تونسي جزائري، اهمية الإنتاج السينمائي العربي المشترك، مشيرين الى ضرورة التخلص من الارتهان الى سطوة التمويل الأجنبي للأفلام العربية، ومؤكدين ان التعاون العربي في هذا المجال يتيح للمشتغلين في السينما تناول قضايا وتفاصيل المجتمع العربي بعيون عربية. وقال مخرج الفيلم، التونسي عبداللطيف بن عمار في مؤتمر صحافي عقد اول من امس، في فندق«رويال» في وهران ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان وهران السينمائي، ان «مبادرة انتاج الفيلم ولدت في الدورة الثانية للمهرجان الذي مثل فرصة لنا لإنجاز فيلم عربي مشترك»، موضحاً ان الفيلم بتمويل من وزارتي الثقافة في تونس والجزائر.
واكد المخرج الحائز جوائز عدة، اهمية الحد من ظاهرة الاستهلاك للمنتجات السينمائية الأجنبية التي تنتج صورة مزيفة عن المجتمع العربي، مبينا ان «صورة العرب المشوهة التي يصنعها الغرب، تغزو شاشاتنا الصغيرة والكبيرة، في حين ان من واجبنا انتاج صورتنا بأنفسنا، ما يعزز هويتنا العربية بعيداً عن التغريب». وتضمن المؤتمر الصحافي عرضاً من ثماني دقائق لمراحل من تصوير الفيلم المشترك الذي تموّله وزارتا الثقافة التونسية والجزائرية، وهو الآن في مرحلة التركيب «المونتاج». ويتناول الفيلم قصة فتاة تونسية لأب شهيد في حرب بنزرت، ويطرح اسئلة حول التاريخين الرسمي والشعبي للأحداث.
من جانبها استعرضت المنتجة الجزائرية للفيلم نادية شرابي، وهي مخرجة لها افلام عدة، الصعوبات التي تواجه السينمائيين العرب قبل انجاز افلامهم «الطريق شاق لإنجاز فيلم في الوطن العربي»، مؤكدة اهمية تضافر الجهود والتعاون لإنتاج افلام عربية مشتركة لا ترتهن لسياسة التمويل الأجنبي، موضحة ان جهات تمويل غربية تدخلت او رفضت سيناريوهات لأفلام عربية عدة، لأنها لا تتوافق مع رؤيتها او افكارها. واشارت الى ان مهرجان وهران السينمائي يعد فرصة للتباحث في هذا الشأن، لما له من اهمية في انتاج صورة حقيقة عن الذات العربية.
الممثل الجزائري حسن كشاش قال عن تجربته في فيلم «شامة وألم النخيل» ان «المخرج بن عمار يؤمن بالممثل الشريك الذي يكون جزءا من الفيلم في جميع مراحله»، موضحاً ان فريق الفيلم التقى في تونس مع استاذ في الطب النفسي وجرت مناقشة تفاصيل الشخصيات، وملامحها النفسية وانعكاساتها في السلوك والكلام ايضا، لذلك لكل شخصية سماتها الداخلية الخاصة بها في الفيلم. اما مؤلف موسيقى الفيلم، الجزائري فريد عوامر فقال ان تجربته مميزة في الفيلم، موضحاً ان فريق العمل ناقش جميع تفاصيل الفيلم التاريخية والنفسية والاجتماعية والثقافية، وانه اطلع على القصة من اجل انجاز الموسيقى التي تتوافق مع ايقاعات الفيلم و احداثه.