برمجة الخلايا الجذعية لعلاج مشكلات البصر

التجارب على الحيوانات لم تترك آثاراً جانبية. أرشيفية

تمكن علماء أميركيون من اصلاح تلف في شبكية عيون فئران عن طريق استخدام خلايا اخذت من نخاع العظم في خطوة اعتبرها الباحثون أملا جديدا في علاج مشكلات الشبكية التي تسبب العمى عند كبار السن. ويقول الباحثون في جامعة فلوريدا إن هذا النجاح العلمي يؤكد أنه في الإمكان «برمجة» الخلايا الجذعية لإصلاح الخلل الذي يطرأ على الخلايا والأنسجة الحيوية، بما في ذلك الشرايين.

وتقول الأستاذة في كلية الطب بالجامعة، ماريا غرانت، «حسب علمنا، هذه أول مرة يتم فيها التحكم في خلية جذعية وبرمجتها جينياً لتصبح نوعاً جديداً من الخلايا».

وتحولت الخلايا المعدلة جينياً، من طرف الباحثين، إلى خلايا بصرية بعد أن تم زرعها في الشبكية بنجاح، ويعتقد العلماء أن هذا التحول جاء بعد احتكاك هذه الخلايا بالخلايا التالفة. ونجح الباحثون في إدراج مكونات كيميائية ساعدت على عملية العلاج وتسهيل تأقلم الخلايا المعدلة مع محيطها داخل الشبكية المصابة.

وتقول غرانت إن تقبل الشبكية لخلايا معدلة يعني «أننا نجحنا في خداع النسيج الحيوي الذي تقبلها على أنها من خلايا مماثلة لنسيجه نفسه».

علاج فعال

وتقول غرانت إن العلاج بالخلايا «المبرمجة» يمكن أن يكون فعالاً عند «85٪ من المرضى الذين يعانون من تدهور الشبكية بسبب التقدم في السن». ويذكر أن الباحثين قاموا بأخذ خلايا جذعية، أو ما يُسمى أيضاً خلايا المنشأ، من نخاع عظام الفئران، ثم أدخلوا عليها تعديلات وبعدها حقنوها في شرايين الحيوانات المخبرية لتستقر في شبكية العين. وبعد 28 يوماً من تلقي الخلايا المعدلة لم يبد أي اختلاف بين هذه الأخيرة والخلايا الأصلية الموجودة في الشبكية. وكان تجاوبها طبيعياً خلال القياسات المخبرية لحاسة البصر.

في سياق متصل، قال فريق من العلماء الألمانيين في المستشفى الجامعي لمدينة روستوك إن العلاج باستخدام خلايا المنشأ المأخوذة من دم الحبل السري بإمكانها أن تساعد على تحسين بعض وظائف القلب المصاب بعيوب بشكل كبير. وركزت الدراسة التي قام بها الباحثون بقيادة اختصاصي أمراض القلب، كان يريباكان، على حالة «فالوت الرباعية»، وهي عيب خلقي يمثل 10٪ من مجمل حالات العيوب الخلقية التي تصيب سنوياً 6000 من حديثي الولادة في ألمانيا. وقالت الجامعة إن الدراسة تمت تجربتها حتى الآن على الأغنام، وإنها قامت بحقن خلايا المنشأ مباشرة إلى عضلات القلب المريضة.

وأشار القائمون على الدارسة إلى أنه تبين بعد ثلاثة أشهر أن الحيوانات التي حقنت تحسنت لديها وظائف البطين الأيمن من القلب بأكثر من 20٪ عن الحيوانات التي لم تتلق هذه الحقن. وجاء في الدراسة أن البطين الأيمن هو أكثر ما يتأثر عند الإصابة برباعية فالوت، إذ تقل كمية الأوكسجين التي تصل إلى دم الأطفال المرضى، وغالباً ما تستوجب هذه الحالة إجراء عملية جراحية في القلب خلال العام الأول من حياتهم.

وذكر فريق البحث أن تجارب العلاج بخلايا المنشأ التي أجريت على الحيوانات لم تظهر آثاراً جانبية، وأن الباب مفتوح الآن للقيام بدراسة سريرية على المرضى من البشر.

آفاق جديدة

تقدم خلايا المنشأ فرصة للطب التجديدي، لأنه من الممكن تطويعها واستخدامها لاستبدال خلايا قلب أو كبد أو جلد أو أية خلايا أخرى تالفة جراء المرض أو الحوادث أو الحروب أو مجرد التقدم في السن. كما توفّر هذه الخلايا أيضاً إمكانات كبيرة لشفاء أمراض مثل باركنسون والزهايمر والسكري من النوع الأول، لكن الأبحاث في هذا المجال ما تزال محدودة لأن الخلايا مأخوذة من أجنة.

تويتر