«الجائزة» تحفز على صناعة دراما تسترضي الجمهور بدلاً من النخبة.                  الإمارات اليوم

12 مسلسلاً تتنافـس على جائزة دبي للدراما

ينتظر مبدعو 12 مسلسلاً محلياً وخليجياً وعربياً نتائج تصويت الجمهور على أعمالهم في نهاية رمضان الجاري، من أجل حسم جائزة دبي للدراما التي تُعد الأغلى في تاريخ الدراما التلفزيونية العربية، وقدرها مليون دولار نقداً، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمنحها للعمل الأفضل من بين المسلسلات التي استقطبتها شاشتا دبي الفضائية وسما دبي للعرض الرمضاني.

وفي الوقت الذي تضمن المعروض الدرامي على القناتين مفاجآت كثيرة، بعضها يتعلق بوجوه جديدة تألقت بشدة وتفوقت على الكثير من الأسماء الكبرى، فإن طلة النجوم تظل بلا شك ذات جاذبية خاصة بالنسبة للجمهور سواء في ما يتعلق بفعل المشاهدة، أو التصويت الذي يتم عبر رسائل نصية قصيرة، لا تحتاج من المشاهد سوى كتابة رقم كود العمل الدرامي كما أعلنت عنه مؤسسة دبي للإعلام، وضغط زر الإرسال، كي يكون مساهماً في فوز عمله المفضل بالجائزة الكبرى للمسابقة.

وبغض النظر عن الجدل حول المستوى الفني لعمل مثل «عمر الشقا» للقديرة حياة الفهد، فإن إسناد البطولة المطلقة لسيدة الشاشة الخليجية قد يكون كافياً لدى البعض لمنح اصواتهم للعمل، تماماً كما يرى بدر الريسي 34 عاماً، إماراتي، مضيفاً «حصول عمل تقوده الفهد على الجائزة إحدى المناسبات التي يمكن أن تكون بمثابة تكريم مستحق لعطاء فني امتد لنحو 40 عاماً».

ثمار النجومية

وإذا كانت فكرة التكريم تنحاز لعمل خليجي بالنسبة «لعمر الشقا»، فإن الفكرة نفسها تنتصر لعمل آخر، مصري هذه المرة، وهو مسلسل «خاص جداً»، من قبيل تكريم تراه ناعمة يوسف 28 عاماً، فلسطينية، يليق «بنجومية الفنانة يسرا التي تعد الوحيدة من بين الموجودين في التنافس على الجائزة التي تمتلك سجلاً زاخراً يجمع بين التألق السينمائي بمفهومه الجماهيري والتلفزيوني من جهة أخرى،حسب يوسف، فضلاً عن أن حصول عمل مصري على جائزة الدراما العربية أكثر حظاً، نظراً لعراقة الدراما المصرية». وبينما يؤكد بعض المشاهدين أنهم سوف يصوتون للعمل الذي يرونه الأفضل بالفعل في ختام الشهر الفضيل، فإن آخرين لم يخفوا لـ«الإمارات اليوم» أنهم سيسعون إلى ترشيح أعمالهم المحلية، فمن بين خمسة مواطنين أكد ثلاثة أنهم لن يرشحوا سوى عمل إماراتي في نهاية المطاف، وهو ما ذهب إليه مصريون وسوريون أيضاً، حيث أشار سيد أبوزيد (52 سنة، مصري) وهبة سلامة (40 سنة، مصرية) ورنا سمير (19 سنة، سورية) وإياد سحلول (35 سنة، سوري) أنهم في حال تصويتهم، سوف يمنحون أصواتهم لأعمال أقطارهم المحلية.

خيارات البعض أيضاً ذهبت إلى جنس العمل وليس جودته الفنية، فـدينا هاشم 22 عاماً، أردنية، أشارت إلى أنها سترشح أكثر الأعمال الكوميدية قدرة على انتزاع ضحكاتها، مشيرة إلى أن الكفة بالنسبة لها وفق هذا الاتجاه ترجح مسلسل «حقي برقبتي» الذي يتشارك فيه كل من الفنانين حسن حسني وماجدة زكي دوري البطولة، أما موزة الغفلي إماراتية 30 عاماً، فأشارت إلى أنها ستعطي صوتها للعمل الأفضل بشرط ألا يكون مؤلفه منشغلاً بـ«زمن أول» على حساب القضايا الاجتماعية المعاصرة.

مفاجآت محتملة

وفي ظل التفوق النسبي للكوميديا هذا العام على شاشاتي «دبي الفضائية» و«سما دبي» فإن احتمالات أن يقلب عمل ما خارطة التوقعات تبدو قائمة، وهو ما لا يغيب حظوظ مسلسل «حنة ورنة» على الرغم من حداثة تجربة مخرجه الشاب عمر إبراهيم، وبعض علامات الاستفهام التي طرحها الجمهور قبل النقاد على حجم الفانتازيا والتداخل التاريخي غير الممنهج لأحداثه، وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على العمل البحريني الكوميدي «سوالف طفاش» الذي لم يقو على منافسة عمل ضخم بالمعايير الإنتاجية ترافق معه في سهرات رمضان وهو «غشمشم 4» الذي يظل أيضاً مرشحاً قوياً لاسيما بسبب كونه العمل السعودي الوحيد الذي يسعى لمنافسة «طاش ما طاش» بغض النظر عن نتيجة هذا السعي.

الإماراتي أحمد الجسمي يبقى على الرغم من ذلك المرشح الأقوى للفوز بالجائزة، لأسباب عدة أولها أنه الوحيد بين المتنافسين المشارك بثلاثة اعمال دفعة واحدة، هي «هديل الليل» و«الجيران»، وأخيراً «عجيب غريب» الذي تم إنجازه بسلاسة متناهية سواء لجهة النص الرشيق للكاتب جمال سالم، أو في ما يتعلق بالتصوير والإخراج اللذين استفادا لأول مرة بما يتعلق بالأعمال المحلية بعفوية الكاميرا في مسلسلات «السيت كوم»، مستعيناً بجماليات الكوميديا الاجتماعية النابعة من الموقف الدرامي نفسه بعيداً عن السعي السطحي والمباشر لإضحاك المشاهد.

وإذا كان مسلسل «الجمر والرمال» الأردني المسلسل البدوي الوحيد على خارطة «دبي للإعلام» الرمضانية، ومن ثم فإن أنصار هذا النوع من الأعمال سينحازون إليه، فإن مسلسل «بلقيس» الذي يعرض على «دبي الفضائية» يظل أيضاً العمل التاريخي الوحيد في موسم غابت فيه نسبياً المسلسلات التاريخية، على نحو جعل اختيار «بلقيس» للعرض الرمضاني منطقياً في ظل حسابات قناة تسعى لإرضاء أذواق شديدة التباين سواء بسبب التنوع العمري أو الثقافي لجمهورها المفترض.

قراءة صادقة  

 

الإحصاءات الدقيقة التي سوف تسفر عنها مسابقة دبي للدراما العربية، بغض النظر عن دوافع التصويت، ستفرز بكل تأكيد قراءة مهمة لتوقعات الجمهور، يمكن أن تفيد كثيراً ليس فقط القائمين على شؤون الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام، بل أيضاً الفاعلين في صناعة الدراما العربية كافة.

الجائزة على هذا النحو مؤهلة للقيام بدور مهم في تجسير الفجوة الحالية التي نلمسها بين توقعات الجمهور من جهة وما تقدمه الفضائيات المختلفة من جهة أخرى وبشكل خاص خلال الموسم الرمضاني، وهو الأمر الذي من الممكن في حال استثماره بشكل إيجابي أن يختزل عشرات المسلسلات التي تعرضها الفضائيات ظناً منها بأنها مادة شهية للجمهور من دون أن تكون كذلك.

 
الدراما المحلية تتطلع إلى ريادة عربية من خلال «دبي للإعلام».

الأكثر مشاركة