«الدوار».. في حمامنا نمر
ما رأيك أن تستيقظ فتجد نمراً في الحمام، ودجاجات في الصالون، بينما صديقك فقد ضرسه من دون أن تتذكر أو يتذكر كيف ولماذا ومتى؟ لا بل إن الأمر سيمتد للعثور على طفل صغير في الخزانة يبكي، لا يعرف أحد ابن من ولمَ هو موجود أصلاً، وغير ذلك من مفارقات ستطالعنا في فيلم The Hangover (الدوار) الذي مازال يعرض في بعض الدور المحلية منذ أكثر من شهر.
سيتيح الفيلم الكوميدي مساحة أخرى لاكتشافات عجيبة تأتي بعد الحفلة التي يقيمها مجموعة من ثلاثة أصدقاء لصديقهم الرابع الذي يكون في طريقه إلى الزواج، حفلة تعرف بـ «وداع العزوبية» يمضونها في لاس فيغاس، ومن ثم يتوجهون إلى حفل الزفاف. هذا ما كان مخطط له لكن أموراً كثيرة ستحدث قبل تحقق ذلك.
بعد تناولهم مشروباً كحولياً يستيقظون محاصرين بما بدأنا به، ومن دون أن ينجحوا في تذكر أي شيء مما كانت عليه ليلتهم بالأمس، وإضافة إلى ما تقدم فإنهم يضيعون العريس دوغ (جوستين بارثا) الذي من أجله أقاموا حفلتهم الصاخبة، وعليه تتوالى اكتشافات أخرى كثيرة تكون بمثابة خيوط يحاولون من خلالها اكتشاف ما قاموا به بالأمس، إضافة للبحث عن صديقهم المفقود، وسرعان ما تتشابك تلك الخيوط ويصعب العثور على صديقهم.
حين يغادرون الفندق يطلبون سيارة صديقهم «المرسيدس» التي أوصاه والده بالعناية بها، فإذا بهم يحصلون على سيارة شرطة، ومع توالي الأحداث فإن اتضاح بعض مما قاموا به في سهرتهم سيزيد من الأمور غموضاً وطرافة، فأحدهم يكون قد تزوج من دون أن يعلم من راقصة تعر، وهو نفسه الذي يعمل طبيب أسنان يكون قد قلع ضرسه، كما أن أحدهم يكون قد توجه إلى المستشفى، وعندما يخرجون من قسم الشرطة لاتهامهم بسرقة سيارة شرطة ويستعيدون «المرسيدس» فإذا برجل عار محتجز في صندوقها الخلفي. ومن ثم يهددهم رجل مخنث بأنه سيقتل صديقهم ما لم يعيدوا إليه المال الذي سرقوه منه، وللتذكير فإن كل ما يواجهونه يجهلون تماماً أنهم قاموا به، وصولاً إلى عثورهم على الملاكم مايك تايسون في غرفة الفندق التي يشغلونها، والذي يلكم أحدهم وأية لكمة إنها بواسطة قبضة تايسون.. تخيلوا! وليسألهم أن يعيدوا إليه النمر، فنعرف أنهم قاموا بسرقته من بيته. أكتفي بما تقدم من أحداث عجيبة لكم أن تتخيلوها من جراء اجتماع كل ما تقدم، ما ستفضي إليه من مواقف مضحكة حقاً، وليكون في ذلك اعتماد الفيلم الرئيس في توليد الضحك والكوميديا.
وبكلمات أخرى إنه السيناريو الذي كتبه كل من جون لوكاس وسكوت موور، وجاء بمثابة الحامل الرئيس للضحك، بمعنى أنه تكفي الشرارة الأولى المتمثلة في مجموعة أشياء غريبة يستيقظون عليها من دون أن يتذكروا أي شيء مما قاموا به، وما أدراكم ما قاموا به، لقد تخلوا عن أدنى ذرة عقل وانطلقوا في صخب وجنون خلف فعل أي شيء، الأمر الذي نكتشفه رويداً رويداً وبعد أن يأخذ كل شيء حقه من الطرافة والضحك، وليترك للنهاية أن تكون بمثابة صور فوتوغرافية لما اقترفوه وما كانوا سيتذكرون شيئاً منه لولا تلك الصور، ذلك أن أحدهم كان قد أضاف على كؤوسهم نوعاً مهلكاً ومهلوساً من المخدر. فيلم (الدوار) الذي أخرجه تود فيليبس في تجربته السينمائية الأولى مدعاة للضحك الذي يضعه السيناريو على سكة تدعه لا يتوقف وهو ينتقل من مفارقة إلى أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news