«فلسطين في كوبنهاغن» يحتفي بالقدس

بعرض لفرقة الموسيقى الشرقية من معهد إدوارد سعيد، ووسط جمهور غفير من الدنماركيين وأبناء الجالية الفلسطينية والعربية، انطلقت في كوبنهاغن أمس فعاليات مهرجان «فلسطين في كوبنهاغن»، للاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية عام ،2009 تحت شعار «من الدنمارك إلى القدس سلام». ويعد المهرجان الأول من نوعه في القارة الأوروبية، وينظمه المركز الدنماركي للثقافة والتنمية، وتموله وزارة الخارجية الدنماركية، بالتعاون مع إحدى المؤسسات الفنية.

وأكد رئيس مجلس الفنون الدنماركي ـ أعلى هيئة ثقافية في الدنمارك ـ مادس أوفيلسن أهمية التواصل بين الشعوب، وقال: «يشكل المهرجان نقطة التقاء بين الثقافتين العربية والدنماركية، وأعتبر الثقافة من أهم دعائم التعايش والاحترام بين الشعوب، ولا شك أن المهرجان يفتح عيون الدنماركيين على الثقافة العربية، ويقوي فهمهم للثقافة الفلسطينية، وكذلك يعزز العلاقات بين الدنمارك وفلسطين، ويعمل على الحد من الأحكام المسبقة». وأوضح أن الفن والثقافة الفلسطينيين يتمتعان باحترام كبير في الدنمارك، حيث حصل فنانون من أصول فلسطينية على جوائز دنماركية متعددة.

وأشاد مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، بالمبادرة الدنماركية، وأشار في كلمته إلى الأوضاع في القدس المحتلة، وما تعانيه من ويلات تحت الاحتلال، وأضاف «منعنا من الاحتفال بالقدس على تراب القدس، وها نحن اليوم نؤكد من كوبنهاغن أن عاصمة الثقافة العربية صامدة، وستبقى منارة للثقافة والحضارة»، وشرح المفتي للحضور صورة عن طبيعة الحياة اليومية لأبناء القدس، ومدى معاناتهم جراء الإجراءات الإسرائيلية.

ونوه بأن المهرجان الذي يقام احتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية هو بمثابة إنجاز كبير بين الثقافات الشرقية والغربية، وأشاد بدور الدنمارك

في استضافته، معرباً عن أمله بتحقيق نشاطات عدة بين الشعبين في هذا الإطار، وفي كل المجالات.

ولفت محافظ القدس عدنان الحسيني الانتباه إلى رمزية استضافة كوبنهاغن للاحتفالية، وقال «لا شك أن وجودنا في كوبنهاغن يعني الكثير للشعب الفلسطيني وللثقافة العربية، فهي أول عاصمة أوروبية تشاركنا الاحتفال بثقافة وحضارة القدس»، وشدد على أهمية تواصل المؤسسات والجمعيات الفلسطينية مع المؤسسات الدولية، لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى كل مكان.

ووصف عميد السفراء العرب في الدنمارك عمرو الحوراني الاحتفال بأنه «تاريخي»، وأن «احتفال كوبنهاغن بالثقافة العربية يؤكد أهمية بناء جسور ثقافية بين العالم العربي والدنمارك، لدعم التواصل الحضاري والثقافي، ويلعب هذا الاحتفال دوراً مهماً في توطيد العلاقات، وفتح المجالات أمام الجمهور الدنماركي، للاطلاع على الثقافة الفلسطينية».

ويمتد الاحتفال على مدار يومين، تقدم فيهما مجموعة من الفنانين الفلسطينيين باقة من الأعمال الثقافية، تشمل عروضاً موسيقية وفنية وورشة مشغولات يدوية فلسطينية. ولاقت العروض ترحيباً كبيراً من الجمهور الدنماركي، وشهدت إقبالاً جماهيراً كبيراً.

ويذكر أن جامعة الدول العربية قررت أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية لعام ،2009 بعد أن كانت دمشق العاصمة في العام الماضي، ومنعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من تنظيم فعاليات احتفالية بالمناسبة في القدس الشرقية.

الأكثر مشاركة