«ابــن بابـــل» ينبش ماضي مفقودين عراقيين
قالت شركة الإنتاج الإعلامي «بيراميديا» إنها تعد حاليا لفيلمها الجديد «ابن بابل»، وتدور أحداثه حول قصص مفقودين عراقيين، لا تعرف عوائلهم عن مصائرهم شيئاً، بسبب عقود من الحروب في أرض الرافدين.
وحول فكرة الفيلم، يقول الكاتب والمخرج العراقي، محمد الدراجي، «كنت أحضر لفيلمي الأول (أحلام) في بغداد، وبينما كنت أمشي في شارع الرشيد، سمعت أخباراً مفاجأة تُذاع على راديو قريب (اكتُشفت مقابر جماعية بالقرب من بابل)، فتسمرت في مكاني، وطار ذهني عائداً إلى ذكرى ابن عمتي الذي فقدناه منذ 15 عاماً في أثناء حرب الخليج، وعمتي التي لم تتلق أي أخباراً عنه إلى الآن». ويضيف «أردت أن أصنع فيلماً يربط جيليّ العراق: القديم الغارق في المعاناة والجديد الذي يحمل الأمل في المستقبل. وكان دافعي أن أجد نوعًا من السلام وسط ما عانت منه عمتي. أم تبحث عن ابنها الضائع، وابن في رحلة للبحث عن نفسه وعن والده، وكلاهما تائه في الصحراء بفعل عقود من الحرب والاحتلال».
ويتابع الدراجي «خلال الأربع سنوات التالية لذلك الحادث، بينما كنت أكتب وأحضر لفيلم (ابن بابل)، جمعت القصص المنسية لهؤلاء الذين مضوا، فاتضح أنني أصنع ما هو أكبر بكثير من مجرد فيلم. فاخترت أن أحكي قصة أم كردية لا تنتمي إلى جيلي، محاولاً أن يكون هناك تقمص عاطفي بين الثقافتين اللتين سكنتا العراق. فكلتاهما ضحية، وأحستا مرارة التيه، فتوحيد بلدي يجعلنا كيانًا واحداً في ظل المأساة، فلا يهم أصلك أو نسبك، وكان هدفي تحقيق العدل لضحايا الماضي، وبث الأمل في نفوس جيل المستقبل».
ويقول «لاتزال حتى الآن معظم الجثث التي وجدت مجهولة الهوية، فكلي أمل أن أكون نجحت من خلال نبش ماضي أسرة ومعاناتها جراء فقدان أحد أفرادها، في إبراز عملية الإبادة الجماعية المنكرة لمليون شخص مفقود في العراق، والتي لم يُلق عليها الضوء لسنوات كثيرة. وأتمنى أن يكون الفيلم بمثابة رسالة تجاه انتهاكات حقوق الإنسان، تعلن أننا لن نسمح بأن يحدث ذلك مرة أخرى. وفي الفيلم، أردت أن أكشف الحقيقة وراء مصير العراقيين المفقودين».
وتدور أحداث الفيلم في شمال العراق، عام ،2003 بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط نظام صدام حسين، حول قصة أحمد، الولد الكردي الذي يبلغ 12 عاماً، ويعيش مع جدته التي تسمع أن أسرى في الحرب وُجدوا أحياء في الجنوب، فتقرر أن تعرف مصير ابنها المفقود، والد أحمد، الذي لم يعد إلى منزله منذ حرب الخليج في .1991 وطوال الرحلة من جبال الشمال إلى أراضي بابل، كانا يستوقفان العربات، ليركبوا مجانًا متطفلين على الأغراب، والتقوا برحالة كثيرين مثلهم، يقومون برحلات مشابهة. فأخذ أحمد يتبع خطى منسية لأبٍ لم يعرفه قط، محاولاً فهم ما تبحث عنه جدته، وفي أثناء الرحلة، ينمو الولد وينضج.
ويمثل الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين شركة «بيراموفيز» التابعة لشركة بيراميديا، ومركز الإنتاج السينمائي (فلسطين)، وSunny Land Film التابعة لراديو وتلفزيون العرب (مصر).