فيلم يتناول موضوع المفقودين في العراق. الإمارات اليوم

مخرج «ابن بابل»: فيلم عن معاناة كل العراقيين

قال المخرج العراقي محمد الدراجي، مخرج فيلم «ابن بابل» الذي يعرض ضمن مسابقة الافلام الروائية الطويلة في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، إن تناوله للماضي في الفيلم يعود إلى إيمانه بأننا لن نستطيع التعامل مع المستقبل، من دون أن نواجه الماضي ونفهمه، خصوصاً بالنسبة للعراق، بما لديه من ثقافة العنف، التي لا نستطيع أن نتفاداها من دون أن نتعلم من الماضي . مشيراً إلى أن موضوع المفقودين في العراق، بما يتضمنه من عنف ومقابر جماعية، يمثل جزءاً رئيساً من عنف الماضي، وهو موضوع في غاية الحساسية.

وأضاف الدراجي «اختياري أن يكون أبطال الفيلم من الاكراد جاء ليزيد من صعوبة الفيلم، لأنني لا أعرف اللغة الكردية، والممثلة التي قامت ببطولة الفيلم لا تتقن العربية، لكني أؤمن بأن كل العراقيين من أكراد وسنة وشيعة عانوا، وهو ما عكسه المشهد الذي تجلس فيه امرأتان تركية وعربية، وكل منهما تحكي معاناتها بلغتها، وعلى الرغم من اختلاف اللغات، تشعر كل منهما بآلام الأخرى».

وأوضح المخرج في مؤتمر صحافي أمس، أن أبطال الفيلم أشخاص عاديون، ليسوا ممثلين محترفين، «فالإنسان البسيط هو الأقدر على التعبير عن القصة الواقعية التي يتناولها الفيلم، خصوصاً أن بطلة الفيلم هي في الحقيقة امرأة من شمال العراق فُقد زوجها في حملة الأنفال، ومازالت تبحث عنه، وتعرضت للسجن مرتين، وفقدت حملها خلال إحداهما، وقامت في الحقيقة بالرحلة التي قامت بها في الفيلم مرات عديدة منذ ،2003 ولاتزال تقوم بها، حينما تسمع عن اكتشاف مقبرة جماعية».

ولفت إلى أن التعامل مع ممثلين غير محترفين يمثل تحدياً أكبر، خصوصاً الطفل الذي احتاج إلى تدريب امتد من ثلاثة إلى أربعة شهور، وكنا نقوم به على شكل لعبة، كما كنا نذاكره الدروس عقب التصوير، وبالفعل، نجح بتفوق.

وتحدث الدراجي عن صعوبات العثور على تمويل للفيلم من العراق، لعدم توافر ميزانية، كما طلبت منه جهات عراقية تغيير شخصية الأبطال، لتصبح عربية وليست كردية، إلى أن تحمست له شركة «بيراميديا» والإعلامية نشوة الرويني، كما أسهمت دول وجهات عديدة في إنتاجه ودعمه. مؤكداً رضاه الكامل عن الفيلم، والصورة التي ظهر بها، وسعادته باستقبال الجمهور والنقاد له.

وأوضح أن تصوير الأفلام في العراق عملية صعبة، لعدم وجود صناعة أفلام هناك، وقال «عانيت كثيراً في تصوير فيلمي الأول لعدم توافر الحماية الأمنية لنا، على عكس فيلم (ابن بابل) الذي وفر لنا فيه الجيش والشرطة العراقية وسائل الأمن والحماية خلال التصوير»، مشيراً إلى أهمية عرض الفيلم داخل العراق، حتى يصل إلى الجمهور العراقي ما يتضمنه من رسائل عن ضرورة المسامحة والتعايش معاً في سلام.

وذكرت رئيس شركة «بيراميديا» نشوة الرويني أن الفيلم قادر على تحريك مشاعر المشاهدين، ونجح في التعبير عن قضية مهمة وأناس بسطاء لا يهتم بهم أحد، وهو يمثل بجدارة نوعية الافلام التي يجب أن تتحمس الدول العربية لإنتاجها وتقديمها إلى العالم، كما يعد الدراجي موهبة بارزة يجب دعمها.

 فريق العمل


فيلم «ابن بابل» من تمثيل ياسر طالب وشازاده حسين وبشير الماجد، وسيناريو جنيفير نوريدج ومحمد الدراجي وماثل كاسي، والإنتاج لإيزابيل ستيد وعطية الدراجي وديمتري دي كليرك ومحمد الدراجي، والتصوير السينمائي لمحمد الدراجي ودريد المنجم، والمونتاج لباسكال تشافانس والموسيقى لكاد أكوري. والفيلم إنتاج مشترك بين شركة «بيراميديا» ومركز الإنتاج السينمائي «فلسطين»، وراديو وتلفزيون العرب.

الأكثر مشاركة