«الليل الطويل» لا ينجلي.. ونحن والفقر «جيران»
السجين السياسي سيحيلنا مباشرة إلى عتمة ما، لنا أن نجدها مباشرة في زنازين أو أقبية تعذيب، وحيوات محتجزة خلف القضبان لا لشيء، إلا أنها تعارض سلطة أو نظاماً، تخالفه الرأي، والثمن سيكون باهظاً ومؤلماً وظالماً. «الليل الطويل» فيلم السوري حاتم علي، الذي عرض أول من أمس، ضمن أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان الشرق الأوسط، أيأتي تماماً من تلك العتمة والبحث عن فجر يشتتها، لكنه ليل طويل لا ينجلي، كما سيطالعنا الفيلم، الذي اتخذ منه زمناً لأحداثه، وحاملاً لكل ما قدمه.
وعليه يمكن اعتبار العنوان مفتاح الفيلم الذي كتبه وأنتجه المخرج هيثم حقي، وضم عدداً من نجوم التمثيل في سورية، فما إن يتم إطلاق سراح المعتقلين الذين نقع عليهم في البداية داخل الزنزانة، حتى نمضي خلف مصائرهم، بما فيهم وحيد «الشخصية التي قدمها نجاح سفكوني» الذي يبقى مسجوناً، كما لو أن وقته لم يحن بعد، ولم تطله يد العفو.
يشكل السجين السياسي الذي جسد شخصيته خالد تاجا محور العمل، وبالتالي البؤرة الدرامية التي تفضي إلى ما آلت إليه مصائر أبنائه الأربعة، وتبادل أربعتهم لمصائر متبانية، لها أن تكون متصارعة وفق الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي وجدوا أنفسهم تحت رحمتها، من جر اء سجن والدهم الطويل الذي يصل إلى 20 سنة، والتي يتم استعادتها في حوارت لها أن تظهر عمق الخلاف، فالابن الأكبر «زهير عبدالكريم» أيمضي مع ما طرأ من مستجدات، لا بل يضع يده بيد من كان سبب اعتقال والده «رفيق السبيعي» الذي نعرف بأنه من أصحاب السلطة، وهو من يحمل إليهم خبر خروج والدهم من السجن، وليكون ابنه زوج ابنة السجين أيضاً (جسدت دورها أمل عرفة)، وفي المقابل هناك ابن السجين الأصغر الذي لعب دوره باسل خياط، المصر على المبادئ ومعارضة أخيه الأكبر واخته، والذي نتعرف إليه ناشطاً وصحافياً.
أكل ذلك يتضح ليلة خروج الأب وعبر الحوار والنقاش، الذي ينأى بنفسه عن تسمية الأشياء بأسمائها، بل المضي خلف ما يمكن أن يتيح لنا الاستنتاج وفق توصيفات عامة، ولينضم إليهم الأخ الرابع «حاتم علي»، الذي يعيش في فرنسا، والذي له أن يحيلنا إلى الهرب من كل ما تقدم، لكنه هرب افتراضي بالنهاية، خصوصاً أنه متزوج بابنة سجين سياسي أيضاً، يخرج مع خروج والده.
نحن أمام مصائر عائلة كاملة، ولكل فرد منها قصته ومسار حياته، القادم من وطأة سجن الأب الطويل، هذا الأب الذي لن يفارق ليله، فمع خروجه لا يذهب لملاقاة أولاده، بل يمضي إلى قريته حيث يموت هناك وفي الليلة نفسها.
فيلم حاتم علي مبني وفق خطوط درامية حدثت وانقضت بينما الأب في السجن، وله أن يستعيدها عبر الشخصيات المحيطة به، التي نتعرف إليها مسرودة أمامنا عبر الحوار، ولعل السجن وما يمليه من إيقاف للزمن سيقف على النقيض مع من خارجه، حيث الزمن يمشي معهم وهو يحمل ما يحمل من تغيرات، وعليه تصنف الشخصيات إما متأقلمة أو متمردة أو هاربة، وليكون فعلها في الفيلم هو الكيفية التي تتلقى به خروج الأب من السجن بناء على رؤية كل شخصية للحياة.
وعليه يبنى الفيلم على مستويين، الأول مشغول بتعقب مصائر ثلاثة سجناء أطلق سراحهم، وهنا تكون اللغة السينمائية حاضرة، وثمة فرصة لتقديم سرد بصري، يتم استثمارها في الحد الأدنى، مثلما هو الحال مع تتبع مراحل إطلاق سراحهم، قص الشعر، ظل الرشاش على الجدار، كأس «المتة» التي يشربها عنصر المخابرات، لقطة الفاكهة التي يعاينها السجين بعينين متشوقتين لألوانها، أو قيام المفرج عنه (حسن عويتي) بالركض في شوارع دمشق، وضياع الثالث الذي لا يجد مكاناً يؤويه فيلجأ إلى فندق.
أما المستوى الثاني، فكلامي، وما تقدم مفتقد تماماً، فهنا الاستسلام تام للحوارات، التي عليها استعادة ما حصل، وأن تقول لنا ها هي مصائر من تركوا دون أب، لا لشيء إلا لمواقفه السياسية، وها هو ما ستكون عليه حياته دون الخوض في أي شيء سياسي، ولتنعدم في هذا المستوى اللغة السينمائية ومفرداتها البصرية القليلة أصلاً في المستوى الأول، الأمر الذي يحيلنا إلى السيناريو المستسلم للحوار.
قد تقول لنا نهاية الفيلم شيئين، الأول يدفع لأمل ما ونحن نرى واحداً من السجناء مع حفيدته في مرج أخضر، بينما يبقى رابع السجناء حبيس الجدران، ليقول لنا إنه لايزال هناك سجناء سياسيون في سورية.
«جيران»
ننتقل إلى مسابقة الفيلم الوثائقي، ونقارب جديد تهاني راشد «جيران» الذي قدمت فيه مقاربة جديدة للواقع المصري، والتغيرات التي طرأت عليه، وفي مواصلة لما بدأته مع «البنات دول»، لكن هذه المرة من «غاردن سيتي»، وما آل إليه هذا الحي الشهير في العاصمة المصرية، كما لو أنها تسرد تاريخ مصر ومتغيراته انطلاقاً من هذا الحي.
ما إن يرد اسم «غاردن سيتي» حتى تستيقظ طبقة مصرية أو غير مصرية كانت تشكل ارستقراطية باذخة وعريقة، عاشت في هذا الحي بعيد عن كل شيء، وجدت فيه قبل ثورة يوليو ملاذاً يجعلها تعيش في حي ليس فيه من القاهرة إلا وجوده فيها.
فيلم «جيران» يمضي خلف استعراض ما طرأ على هذا الحي، كيف كان في الماضي عبر سرد عدد كبير من سكانه حياتهم الماضية، وهم يتسعيدون قصورهم المهجورة، وإلى جانب ذلك ما صار إليه هذا الحي والطبقات الجديدة التي تجاوره أو دخلت نسيجه، ومربع الأمن والرعب الذي تشكله السفارة الأميركية في ذلك الحي.
شخوص كثر سيستعيدون ذكرياتهم في هذا الحي، معظمهم لا يعرفون العربية، وغالباً ما يتكلمون بالفرنسية، هربوا من مصر بعد قوانين التأميم التي سنها جمال عبدالناصر، وعادوا مع الانفتاح الاقتصادي في فترة حكم أنور السادات وقانون استعادة الأملاك المؤممة.
في الفيلم ما يرصد مصائر الطبقة الارستقراطية التي لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بالمواطن المصري العادي، وهي كما سيظهر من أحاديث كثيرة تعيش في غربة خانقة الآن، بعد أن تغير كل شيء، وأصبح منسوب التسامح في انخفاض، وتسيدت الأفكار ذات البعد الواحد، التي تؤطر الإنسان في إطار واحد متشابه ومتكرر.
جيران تلك الطبقة هم السفارة الأميركية والفقراء والمتزمتون دينياً، وما يسرد أمامنا ما يدفع بعضهم إلى ممارسة نقد للذات أيضاً، فبعد أن نعود بالزمن مع كل شخصية على حدة، ونرى قصورهم وكيف تحولت إلى أبنية متآكلة، بعد أن كانت أفلام فاتن حمامة وعمر الشريف تصور فيها، تدور الكاميرا باتجاه الضفة الأخرى، حيث الفقراء والناس العاديون المجاورون للارستقراطيين، فما كان يشكل لعنة على الارستقراطيين سيكون بمثابة نعمة على الفقراء والبسطاء، ولعل عبدالناصر سيكون هو النقطة الرئيسة في هذا الخلاف.
تقدم تهاني راشد «بورتريهات» لأناس كل ما في حياتهم من أحداث، ثري ومليء بالمفارقات، وبالتأكيد مع قدرة هؤلاء الأشخاص على تقديم سرد وتحليل جيد لحياتهم، ومع انتهاء الفيلم سنكون أمام اختلافات وتباينات وتواريخ وأحداث تجتمع على أن كل شيء قد تغير وإلى الأسوأ، وكأمثلة على ذلك نسمع من يقول «أنا شامي في مصر، ومصري في لبنان وفرنسي في ألمانيا»، وشيئاً مثل «تحولت الأوبرا إلى كراج» أو «إنهم يريدوننا مسلمين على طريقتهم»، أو توصيف «غاردن سيتي» بقلعة الملل البرجوازي كما يقول الشاعر ألبير قصير، ودائماً السفارة الأميركية وظلها الثقيل على كل ما حولها، إلى أن نصل النهاية مع المفكر الراحل محمود أمين العالم وهو يشحننا بجرعة تفاؤل، وهو يتكلم عن مآس كثيرة مثل سجنه، وليقول عند سرد قصة قيام سجانيه بضربه وكل من في الزانزانة معه ضرباً مبرحاً أنهكهم «هلكناهم وهم يضربونا» ويضحك.
وعليه يمكن اعتبار العنوان مفتاح الفيلم الذي كتبه وأنتجه المخرج هيثم حقي، وضم عدداً من نجوم التمثيل في سورية، فما إن يتم إطلاق سراح المعتقلين الذين نقع عليهم في البداية داخل الزنزانة، حتى نمضي خلف مصائرهم، بما فيهم وحيد «الشخصية التي قدمها نجاح سفكوني» الذي يبقى مسجوناً، كما لو أن وقته لم يحن بعد، ولم تطله يد العفو.
يشكل السجين السياسي الذي جسد شخصيته خالد تاجا محور العمل، وبالتالي البؤرة الدرامية التي تفضي إلى ما آلت إليه مصائر أبنائه الأربعة، وتبادل أربعتهم لمصائر متبانية، لها أن تكون متصارعة وفق الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي وجدوا أنفسهم تحت رحمتها، من جر اء سجن والدهم الطويل الذي يصل إلى 20 سنة، والتي يتم استعادتها في حوارت لها أن تظهر عمق الخلاف، فالابن الأكبر «زهير عبدالكريم» أيمضي مع ما طرأ من مستجدات، لا بل يضع يده بيد من كان سبب اعتقال والده «رفيق السبيعي» الذي نعرف بأنه من أصحاب السلطة، وهو من يحمل إليهم خبر خروج والدهم من السجن، وليكون ابنه زوج ابنة السجين أيضاً (جسدت دورها أمل عرفة)، وفي المقابل هناك ابن السجين الأصغر الذي لعب دوره باسل خياط، المصر على المبادئ ومعارضة أخيه الأكبر واخته، والذي نتعرف إليه ناشطاً وصحافياً.
أكل ذلك يتضح ليلة خروج الأب وعبر الحوار والنقاش، الذي ينأى بنفسه عن تسمية الأشياء بأسمائها، بل المضي خلف ما يمكن أن يتيح لنا الاستنتاج وفق توصيفات عامة، ولينضم إليهم الأخ الرابع «حاتم علي»، الذي يعيش في فرنسا، والذي له أن يحيلنا إلى الهرب من كل ما تقدم، لكنه هرب افتراضي بالنهاية، خصوصاً أنه متزوج بابنة سجين سياسي أيضاً، يخرج مع خروج والده.
نحن أمام مصائر عائلة كاملة، ولكل فرد منها قصته ومسار حياته، القادم من وطأة سجن الأب الطويل، هذا الأب الذي لن يفارق ليله، فمع خروجه لا يذهب لملاقاة أولاده، بل يمضي إلى قريته حيث يموت هناك وفي الليلة نفسها.
فيلم حاتم علي مبني وفق خطوط درامية حدثت وانقضت بينما الأب في السجن، وله أن يستعيدها عبر الشخصيات المحيطة به، التي نتعرف إليها مسرودة أمامنا عبر الحوار، ولعل السجن وما يمليه من إيقاف للزمن سيقف على النقيض مع من خارجه، حيث الزمن يمشي معهم وهو يحمل ما يحمل من تغيرات، وعليه تصنف الشخصيات إما متأقلمة أو متمردة أو هاربة، وليكون فعلها في الفيلم هو الكيفية التي تتلقى به خروج الأب من السجن بناء على رؤية كل شخصية للحياة.
وعليه يبنى الفيلم على مستويين، الأول مشغول بتعقب مصائر ثلاثة سجناء أطلق سراحهم، وهنا تكون اللغة السينمائية حاضرة، وثمة فرصة لتقديم سرد بصري، يتم استثمارها في الحد الأدنى، مثلما هو الحال مع تتبع مراحل إطلاق سراحهم، قص الشعر، ظل الرشاش على الجدار، كأس «المتة» التي يشربها عنصر المخابرات، لقطة الفاكهة التي يعاينها السجين بعينين متشوقتين لألوانها، أو قيام المفرج عنه (حسن عويتي) بالركض في شوارع دمشق، وضياع الثالث الذي لا يجد مكاناً يؤويه فيلجأ إلى فندق.
أما المستوى الثاني، فكلامي، وما تقدم مفتقد تماماً، فهنا الاستسلام تام للحوارات، التي عليها استعادة ما حصل، وأن تقول لنا ها هي مصائر من تركوا دون أب، لا لشيء إلا لمواقفه السياسية، وها هو ما ستكون عليه حياته دون الخوض في أي شيء سياسي، ولتنعدم في هذا المستوى اللغة السينمائية ومفرداتها البصرية القليلة أصلاً في المستوى الأول، الأمر الذي يحيلنا إلى السيناريو المستسلم للحوار.
قد تقول لنا نهاية الفيلم شيئين، الأول يدفع لأمل ما ونحن نرى واحداً من السجناء مع حفيدته في مرج أخضر، بينما يبقى رابع السجناء حبيس الجدران، ليقول لنا إنه لايزال هناك سجناء سياسيون في سورية.
«جيران»
ننتقل إلى مسابقة الفيلم الوثائقي، ونقارب جديد تهاني راشد «جيران» الذي قدمت فيه مقاربة جديدة للواقع المصري، والتغيرات التي طرأت عليه، وفي مواصلة لما بدأته مع «البنات دول»، لكن هذه المرة من «غاردن سيتي»، وما آل إليه هذا الحي الشهير في العاصمة المصرية، كما لو أنها تسرد تاريخ مصر ومتغيراته انطلاقاً من هذا الحي.
ما إن يرد اسم «غاردن سيتي» حتى تستيقظ طبقة مصرية أو غير مصرية كانت تشكل ارستقراطية باذخة وعريقة، عاشت في هذا الحي بعيد عن كل شيء، وجدت فيه قبل ثورة يوليو ملاذاً يجعلها تعيش في حي ليس فيه من القاهرة إلا وجوده فيها.
فيلم «جيران» يمضي خلف استعراض ما طرأ على هذا الحي، كيف كان في الماضي عبر سرد عدد كبير من سكانه حياتهم الماضية، وهم يتسعيدون قصورهم المهجورة، وإلى جانب ذلك ما صار إليه هذا الحي والطبقات الجديدة التي تجاوره أو دخلت نسيجه، ومربع الأمن والرعب الذي تشكله السفارة الأميركية في ذلك الحي.
شخوص كثر سيستعيدون ذكرياتهم في هذا الحي، معظمهم لا يعرفون العربية، وغالباً ما يتكلمون بالفرنسية، هربوا من مصر بعد قوانين التأميم التي سنها جمال عبدالناصر، وعادوا مع الانفتاح الاقتصادي في فترة حكم أنور السادات وقانون استعادة الأملاك المؤممة.
في الفيلم ما يرصد مصائر الطبقة الارستقراطية التي لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بالمواطن المصري العادي، وهي كما سيظهر من أحاديث كثيرة تعيش في غربة خانقة الآن، بعد أن تغير كل شيء، وأصبح منسوب التسامح في انخفاض، وتسيدت الأفكار ذات البعد الواحد، التي تؤطر الإنسان في إطار واحد متشابه ومتكرر.
جيران تلك الطبقة هم السفارة الأميركية والفقراء والمتزمتون دينياً، وما يسرد أمامنا ما يدفع بعضهم إلى ممارسة نقد للذات أيضاً، فبعد أن نعود بالزمن مع كل شخصية على حدة، ونرى قصورهم وكيف تحولت إلى أبنية متآكلة، بعد أن كانت أفلام فاتن حمامة وعمر الشريف تصور فيها، تدور الكاميرا باتجاه الضفة الأخرى، حيث الفقراء والناس العاديون المجاورون للارستقراطيين، فما كان يشكل لعنة على الارستقراطيين سيكون بمثابة نعمة على الفقراء والبسطاء، ولعل عبدالناصر سيكون هو النقطة الرئيسة في هذا الخلاف.
تقدم تهاني راشد «بورتريهات» لأناس كل ما في حياتهم من أحداث، ثري ومليء بالمفارقات، وبالتأكيد مع قدرة هؤلاء الأشخاص على تقديم سرد وتحليل جيد لحياتهم، ومع انتهاء الفيلم سنكون أمام اختلافات وتباينات وتواريخ وأحداث تجتمع على أن كل شيء قد تغير وإلى الأسوأ، وكأمثلة على ذلك نسمع من يقول «أنا شامي في مصر، ومصري في لبنان وفرنسي في ألمانيا»، وشيئاً مثل «تحولت الأوبرا إلى كراج» أو «إنهم يريدوننا مسلمين على طريقتهم»، أو توصيف «غاردن سيتي» بقلعة الملل البرجوازي كما يقول الشاعر ألبير قصير، ودائماً السفارة الأميركية وظلها الثقيل على كل ما حولها، إلى أن نصل النهاية مع المفكر الراحل محمود أمين العالم وهو يشحننا بجرعة تفاؤل، وهو يتكلم عن مآس كثيرة مثل سجنه، وليقول عند سرد قصة قيام سجانيه بضربه وكل من في الزانزانة معه ضرباً مبرحاً أنهكهم «هلكناهم وهم يضربونا» ويضحك.