«فساد أكاديمي».. كوميديا سوداء لهمام حوت

تتناول مسرحية «فساد أكاديمي» للمسرحي الشعبي السوري همام حوت، قضية الفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي والعلمي السائد في سورية خصوصاً، والعالم العربي عموماً. وقال حوت انه «يرى في مسرحيته الكوميدية الناقدة واقع بلده سورية، مطالباً في المشاهد الاولى من عمله الجديد بثورة على لصوص الفساد المنتشرين في جسد الوطن».

و«فساد أكاديمي» عمل مسرحي جديد لأسرة المهندسين المتحدين التي أسسها حوت قبل اكثر من 20عاماً. ويحمل العمل المسرحي بصمة مميزة لمخرجها وبطلها الفنان القريب الى الناس همام حوت، لكن حوت يؤكد أن مطالبته بسقف عالي الانتقاد إنما من باب الغيرة على الوطن.

وتسلط المسرحية الضوء على خمس لوحات منفصلة عضوياً، مرتبطة درامياً وموضوعياً وتوسع عدسة المجهر على الفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي والعلمي السائد في الواقع المحلي خصوصاً والعربي عموماً. والمسرحية كتبها الدكتور عبدالجبار العبد، وهي التجربة الثانية له مع همام حوت بعد مسرحية «عربي وشوية كرامة». ومع توالي المشاهد الاولى ودون أي فارق زمني تنهار بناية في أحد أحياء السكن العشوائي، وتبدأ اللوحة الثانية التي يحكي نصها عن انهيار القيم والمبادئ والأخلاق كما انهارت تلك البناية الضخمة. ومع اختلاف المقاربة في المعالجة والطرح بين المسرحية وبين مسلسل «زمن العار» الذي عرض على الفضائيات في رمضان الماضي، فإن الناجون من البناية المنهارة ينزلون هاربين إلى خشبة المسرح الذي يمثل ساحة الحارة باعتبارها مسرح كل الأحداث.

وفي لوحة أخرى نجد الكاتب يردد شعارات العروبة المثقوبة، فنجد الإعلان الصريح عن مسؤولية حكم القطب الواحد عن عولمة الفساد، من خلال سيطرته على مفاتيح القرار في العالم كله، خصوصاً الوطن العربي، وهي لوحة متواضعة من حيث المضمون لكن أداء الفرقة المسرحية يجعلها تبدو مقبولة.

وقدم حوت العديد من المسرحيات منها «طاب الموت يا عرب»، و«ليلة القبض على بكري» و«عفواً أميركا»، ونحو 15 عملاً آخر يتمحور معظمها حول الانسان العربي وهمومه.

الأكثر مشاركة