حاتم علي: الجوائز ليست مقياساً لجودة الأفلام

حاتم علي. تصوير: إيرك أرازاس

قال المخرج السوري حاتم علي إن حصول فيلم على جوائز لا يعني أنه فيلم جيد، كما أن عدم حصوله على جوائز لا يعني العكس، فمسألة الجوائز «هي وجهة نظر مرتبطة بمجموعة من الأشخاص الذين تصادف اجتماعهم في لجنة التحكيم، وهي تحمل الكثير من المزاجية التي تختلف من لجنة لأخرى»، معبراً عن أمله في أن يحقق فيلمه «الليل الطويل» الذي عرض مساء أول من أمس، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان «الشرق الأوسط السينمائي الدولي» في أبوظبي، المزيد من النجاح، سواء على مستوى الحصول على جوائز أو على مستوى الصحافة والنقد، حتى يسهل هذا النجاح عرض الفيلم في سورية، ويكون حافزاً لمخرجين آخرين يترددون حالياً في خوض تجربة الإنتاج السينمائي المستقل ليقدموا على مثل هذه التجربة، وفي نفس الوقت أن يسهم هذا النجاح في إقناع جهات حكومية في سورية، كانت احتكرت العمل في مجال الإنتاج، بمقدرة القطاع الخاص على تقديم أعمال جيدة.

ورفض حاتم الانتقادات التي وجهت للفيلم بغياب الشارع والجماهير والموسيقى التصويرية، إلى جانب بطء الإيقاع في الفيلم، مشيراً إلى أن هذه الأمور مقصودة، وهي تتماشى مع طبيعة وموضوع الفيلم الذي يتناول قصة أربعة معتقلين سياسيين يتم إطلاق سراحهم، وبالتالي يدور ربع الساعة الأول من الفيلم داخل زنزانة في السجن، وبالتالي كان من الضروري أن تنقل الكاميرا للمشاهد مشاعر ضيق المكان، ولذا أيضاً خلا هذا الجزء من الفيلم من الموسيقى التصويرية، التي لم تظهر إلا عندما يرى السجناء الثلاثة الشارع عبر شباك غرفة المحقق، مشيراً إلى أن بطء الإيقاع جاء مقصوداً لينقل للمشاهد وطأة السنوات الطويلة التي قضاها المعتقلون في السجن.

واعتبر المخرج السوري أن موضوع الفيلم «شائك ومعقد، وطرحه في بلداننا العربية أمر في غاية الصعوبة، ولذا نحاول مقاربته بطرق متوازنة وفقاً للظروف المحيطة». لافتاً إلى أن «العمل الفني لا يستمد قيمته من القضايا التي يعبر عنها، على أهميتها، فهناك البعد الإنساني الذي يحمله والذي يضيف قيمة كبيرة للعمل»، وأضاف «مما لا شك فيه ان الوضع العربي يبعث على الأسى والتشاؤم، وأظن أن أي عمل فني حتى لو حمل مثل هذا القدر من التشاؤم؛ فمن واجبه ان يبعث على الأمل»، لافتاً إلى أن مجموعة الممثلين الذين شاركوا في الفيلم من أفضل الممثلين السوريين بين أجيال متعددة، وكان الدافع الأساسي الذي اجتمعوا عليه، المساهمة في تحقيق حلم يراود الجميع، وهو صناعة فيلم سينمائي سوري.

وعن موقف الرقابة السورية من الفيلم؛ أوضح المنتج والمخرج هيثم حقي أن شركة «ريل فيلمز» المنتجة للفيلم شركة خاصة تابعة لشبكة «أوربت»، تتولى إنتاج أفلام في مصر وسورية، وقدمت من قبل الفيلم المصري «بصرة» ثم «الليل الطويل»، وتستعد لتقديم فيلم بعنوان «مطر أيلول»، وقد تم الحصول على موافقة الرقابة على «الليل الطويل» قبل البدء في تصويره، وبالفعل تمت إجازته، ولكن مازال ينتظر الموافقة على عرضه في دور العرض داخل سورية، لافتاً أن مشكلة تعدد اللجان الرقابية هي مشكلة مزمنة حتى في الدراما التليفزيونية، حيث يتم عرض السيناريو على لجنة وتجيزه، وبعد التصوير يعرض على لجنة أخرى قد لا توافق عليه، ما يتسبب في خسائر كبيرة، داعياً إلى تحديد لجنة واحدة يتم عرض العمل عليها قبل تصويره، ثم يعرض عليها نفسها بعد التصوير لترى ما إذا كانت هناك تغييرات طرأت عليه أم لا. كما عبر عن توقعه بأن تتم الموافقة على عرض الفيلم «فالرقيب الذكي الذي اتصل بي من قبل ليبلغني أن الفيلم يتمتع بأسلوب إنساني راقٍ، لابد أن يمرر الفيلم، إدراكا منه بأننا نقدمه لأننا نحلم لبلدنا بأن يكون أفضل». وأشار حقي أن المستقبل للأفلام المصنوعة بطريقة الديجيتال، والتي ستسهم في تشجيع الإنتاج الخاص في سورية.

من جانبهما عبر بطلا العمل خالد تاجا وباسل خياط عن سعادتهما بالعمل في فيلم يمثل خطوة مهمة في السينما السورية، نظراً لتطرقه لموضوع شائك، لم يتطرق إليه أحد من قبل.

يذكر ان «الليل الطويل» من إخراج حاتم علي، وسيناريو وإنتاج هيثم حقي، تصوير سينمائي محمد مغزاوي، مونتاج رؤوف ظاظا، موسيقى كنان أبوعفش، تمثيل كل من خالد تاجا، أمل عرفة، نجاح سفكوني، باسل خياط، حاتم علي، رفيق السبيعي، سليم صبري، أنيسة داوود.
تويتر