«أفلام من الإمارات».. شباب يواصلون حمل الكاميرا
هاني الشيباني، وجمعة السهلي وياسر النيادي وعلي جمال وأحمد زين وأحمد العرشي وغيرهم، أسماء استطاعت ان تخلق لنفسها حضورا ملموسا لدى الجمهور، وعلى ساحة صناعة الأفلام في الإمارات، باعتبارهم نواة هذه الصناعة التي ستحدد بعض ملامح المستقبل، هذه الأسماء مازالت تواصل مشوارها عبر «مسابقة أفلام من الإمارات» عن فئة الأفلام القصيرة، التي يحتضن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي دورتها الحالية، والتي تختتم عروضها غداً، حيث قدم هؤلاء الشباب أعمالهم والتي اختيرت من بين عشرات الأعمال التي تلقتها المسابقة للمشاركة، وتم اختيارها لتميز مستواها.
أفلام هؤلاء الشباب تحكي همّهم وما يريدون لهذا الوطن أن يكون، عبر مواضيع اختاروها وعملوا عليها، ويبدو الجهد واضحا في طرحهم للقضايا التي تناولوها، على الرغم من ضبابيتها أحياناً، حيث يلمس المشاهد عدم التمكن الذي وقع فيه بعض المخرجين خلال كتابتهم للسيناريو الذي غذته حيرة بين قول ما يريدون مرة واحدة، واختصاره بمساحة زمنية قيدتهم.
ابتدأت العروض مع فيلم «الجزيرة الحمراء في عيون السينمائيين» من إخراج أحمد زين وأحمد عرشي اللذين استطاعا خلال الفيلم إيصال رسالة مهمة مفادها «أنقذوا الجزيرة الحمراء»، حيث تناول الفيلم عمليات هدم وإعادة بناء تلك الجزيرة التاريخية المقابلة لشاطئ إمارة رأس الخيمة بطريقة تدمر بيئتها وجمالها وعذوبة التاريخ فيها، وهي الجزيرة التي وصفها السينمائيون الذين أدلوا بشهاداتهم في الفيلم بأنها ملاذهم الأخير والوحيد إن أرادوا تصوير أي شيء يتعلق بالتاريخ والتراث الإماراتي. وفي تعليقه على الفيلم، يقول مخرج الفيلم أحمد العرشي انه لا يعتبره وثائقياً، بقدر ما هو رسالة للعمل الجاد من أجل إنقاذ هذه الجزيرة بكل ما تحويه من إرث وتاريخ وثقافة.
«أحلام صغيرة»
الفيلم الثاني كان بعنوان «أحلام صغيرة» للمخرج الإماراتي هاني الشيباني، ويحكي قصة ولد عمره ثماني سنوات يستيقظ ذات صباح ليجد أن بقعة من رأسه قد اختفى منها الشعر، ويبدأ في التفكير في سخرية زملائه منه في المدرسة خصوصاً وأنه ضعيف الشخصية، ويرفض الذهاب إلى المدرسة، ويدور الفيلم حول كيفية أن ضغوط الأهل باتجاه مغاير لرغبة الأطفال دون العناية بالحديث إليهم عن مخاوفهم ومساعدتهم على تجاوزها تؤثر سلباً بشكل كبير في شخصية الطفل وفي نظرته للحياة.
الفيلم في عرضه الإماراتي الأول عن قصة للكاتب البحريني عبدالقادر عقيل وسيناريو يوسف إبراهيم، ويقول عنه مخرجه هاني الشيباني إنه واجه ظروفاً إنتاجية صعبة حتى خرج للنور، مشيراً إلى أنه في وقت سابق من هذا العام حصل على منحة من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي قدرها 100 ألف درهم مكنته من تصوير الفيلم وغطت له تكاليف الإنتاج، على أن تحتفظ بنسخة من العمل. واضاف «السينما هي مرآة الشعوب وتعكس الحالة التي يعيشها الناس خلال حقبة زمنية معينة، ولذا من الجيد ان نلمس دعم الدولة للمبدعين الشباب كجزء أساسي من نهضة الفنون والثقافة في البلاد، من خلال عدد من الجهات من بينها مؤسسة الإمارات التي دعمته شخصياً في فيلمين يشارك فيهما خلال المهرجان هما (أحزان صغيرة) المشارك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة و(فندق في المدينة) المشارك ضمن مسابقة الأفلام الطويلة».
«مساء الجنة»
الفيلم الثالث كان بعنوان «مساء الجنة» للمخرج جمعة السهلي، من سيناريو وحوار محمد حسن أحمد وتم تصويره بتقنية التمييز عالي الوضوح، ويحكي الفيلم حكاية جنديين إماراتيين يخدمان معا في خندق خلال حرب الخليج الثانية، ويتعرض الفيلم للحالات النفسية للجنود في معترك القتال وما يمكن أن ينجم عنها من صراعات داخلية.
ويقول السهلي إنه واجه صعوبات إنتاجية جمة خصوصاً أن طاقم العمل وصل إلى 30 شخصا، أو أنه أيضا حصل على منحة من مؤسسة الإمارات من خلال برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون كي يكمل العمل الذي استغرق تصويره ثلاثة أيام وعرض أول مرة في مهرجان الخليج السينمائي.
أما الفيلم الرابع فكان «عبور» وهو فيلم قصير جدا يتعرض لأهمية إيمان الناس بأن دوام الحال من المحال، وأنه رغم كل الاحتياطات التي يمكن أن يتخذها البشر إلا أن الظروف الخارجية والتي لا تكون بالحسبان قد تقلب حياة الناس رأساً على عقب. الفيلم الذي لا يتجاوز الأربع دقائق من إخراج علي جمال، وبطلة الفيلم حمامة استطاع المخرج أن يتابعها خلال التصوير بشكل لافت.
أما «مفتاح» لأحمد زين، فهو فيلم صامت تماما حتى آخر بضع دقائق منه، ويتناول قصة طفلة تختبئ في مخزن بيت جدتها خوفا من اهلها بعد أن اشترت بالنقود التي أعطوها إياها حلوى بدلاً من الدواء، الفيلم صامت لا تسمع إلا صوت عصا الجدة تتنقل في أرجاء البيت.
وكان آخر الأفلام التي عرضت ضمن هذا البرنامج فيلم «جفاف مؤقت» في عرضه الأول، وهو من تأليف وإخراج ياسر النيادي، ودعم مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي من خلال منحة مادية. ويتناول الفيلم الحالة النفسية للممثلين الذين يعانون من الجفاف العاطفي وفقدهم القدرة على التعاطي مع محيطهم أثناء تأديتهم لشخصية ما، بالإضافة إلى فقدهم خصوصيتهم كاملة على مستوى حياتهم الاجتماعية.
«مؤسسة الإمارات»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news