تظاهرة حب للموسيقى في أبـــــوظبي

جمهور كبير تفاعل مع حفل توماتيتو في أبوظبي. تصوير: إيرك أرازاس

ببداية قوية وموفّقة، انطلقت فعاليات مهرجان موسيقى العالم الذي تنظمه «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» للعام الثاني، فقد كان الحفل الأول للبرنامج، والذي أقيم أول من أمس في مسرح الظفرة في المجمع الثقافي، وأحياه عازف الغيتار العالمي توماتيتو، بمثابة تظاهرة حب حاشدة للموسيقى، واعترافاً جماهيرياً بها، كلغة مشتركة تجمع بين الشعوب كافة، فقد شهد المسرح إقبالا جماهيريا كبيرا، حتى امتلأ المسرح بالكامل، بينما اضطر بعضهم إلى متابعة الحفل وقوفا، لعدم وجود مقاعد شاغرة.

وسط ترقب الجمهور المحتشد، وجمع بين جنسيات عدة، اعتلى توماتيتو وفرقته خشبة المسرح، ممسكا بغيتاره، واستقبله الجمهور بتصفيق حاد، ليبدأ مباشرة في العزف يرافقه تصفيق أفراد الفرقة في إيقاع منتظم يكمل اللحن، لتتفاعل الموسيقى والألحان مع الرقص، مع بدء راقص الفرقة خوسيه مايا في أداء رقصة بمهارة ورشاقة.

بعدها، توالت معزوفات توماتيتو بمفرده حينا، وبمصاحبة تصفيق أعضاء الفرقة، كما قدم مغنيا الفرقة أغنيات عدة بمصاحبة عزف الغيتار. وعقب كل أغنية أو معزوفة، كانت تتعالى صيحات الجمهور بالكلمة التشجيعية الشهيرة «أوليه»، ليصل التفاعل بين الجمهور وماتيتو وفرقته إلى قمته في ختام الحفل مع الرقصة التي قدمها خوسيه مايا، بمصاحبة غناء مطربي الفرقة، والتي جسد فيها بأدائه التعبيري كلمات الأغنية الحزينة متآلفا مع العزف الشجي، بإيقاع خطواته الرشيقة والمدروسة جيدا، ومن خلال هذا الأداء استحوذ مايا على مشاعر الجمهور الذي استغرق في تفاعل صامت مع الراقص، قطعه تصفيق حاد من وقت إلى آخر.

ومع نهاية الرقصة الأسبانية، اشتعل المسرح بالتصفيق، ووقف الجمهور ليحيي الراقص توماتيتو والفرقة التي بادلت الجمهور التحية وانصرفت، ولكنها عادت مجددا استجابة لتصفيقه وندائه، لتقدم من جديد أغنية إضافية، وصاحبتها رقصة جديدة من مايا التي استحوذت على إعجاب الجمهور.

يعتبر توماتيتو من أهم عازفي الغيتار في العالم، ويراه نقاد ومختصون كثيرون «رمزا لجوهر الموسيقى وروحها في القرن العشرين».

ولد توماتيتو، واسمه الأصلي خوسيه فيرنانديز توريس، في 1958 في بيئة موسيقية مثالية، قدمت للعالم عددا كبيرا من عازفي الغيتار الكبار، بمن فيهم والده توماتي وعمه نينيو ميغيل الذي يعد من أهم عازفي الغيتار في التاريخ. وامتلأت روح توماتيتو بالفلامنغو منذ نعومة أظفاره، عندما اكتشفه عازف الغيتار الشهير باكو دو لوثيا الذي استقطبه إلى فرقته، ثم عمل مع مغني الفلامنغو «دي لا ايسلا». وفي ،1979 أنتج الثلاثي موسيقى حظيت بشعبية عارمة، هي «لا لييندا ديل تييمبو - أسطورة هذا الزمان»، واستمرت هذه العلاقة حتى وفاة كاميرون عام ،1992 وشمل التعاون اللاحق ميتشل كاميلو، بإنتاج ألبومات «أسبانيا 2000» و«أسبانيا مرة أخرى» في .2006

تعرف موسيقى توماتيتو بأنها مزيج فريد من الفلامنغو الكلاسيكية والجاز. وفي بعض الألبومات، مثل «باريو نيغرو»، جرب الموسيقى الأفروكوبية والبرازيلية، وعمل كذلك مع مغني الفلامنغو وعازف البيانو تشانو دومينيغيز وآخرين.

أنتج توماتيتو ستة ألبومات عزف منفرد نالت جوائز عدة، وفازت موسيقاه لفيلم «فينغو» بجائزة القيصر لأفضل موسيقى مكتوبة لفيلم عام ،2001 وبعدها بأربع سنوات فاز بجائزة «لاتين غرامي» لأفضل تسجيل فلامنغو عن ألبومه «أغوادولتشي».

 

فعاليات


تتواصل حفلات برنامج «موسيقى العالم» حتى مايو ،2010 ويتيح للجمهور فرصة الحضور أسبوعياً لحفلات مباشرة لعدد من أكثر النجوم شهرة في العالم، منهم ملك رقص الفلامنغو خواكين كورتيز، وعازف الطبلة الأفغاني الشهير، سالار نادر، وعازف الغيتار المالي، حبيب كويت، والمغني والملحن الإيطالي أينزو آفيتابيل، ومصمم الرقص البريطاني المعاصر، أكرم خان، ومجموعة كولومبيان السحرية سيمارون والنجم الصيني لين تشينغ.

وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عبد الله العامري، إن «رؤية الهيئة في اختيار الفنانين المشاركين في البرنامج على معيارين واضحين: العبقرية الخلاقة والاعتراف الدولي، والمسار المختار هو تكامل الأساليب والأصوات والأدوات الموسيقية والحركات والمؤثرات». موضحا أنه «عندما يتعلق الأمر بالأداء، فإن لدى الهيئة رؤية تتجسد في تقديم أرقى الفنون الأدائية من جميع أنحاء العالم للجمهور، على أوسع نطاق ممكن، ونسعى جاهدين لإيجاد تجارب فريدة من نوعها، ناجمة عن التفاعل بين الفنانين وجمهورهم، خصوصاً أن ثمة تعريفات عديدة للموسيقى العالمية»..




 

تويتر