إبراهيم محمد: ضـــــــغوط حياتية تعيق المبـــــــدع الإماراتي
دعا الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم إلى وضع أسس وقوانين تسهم في دعم المبدع الإماراتي، خصوصاً قضية التفرغ التي اعتبرها من القضايا الأساسية والمحورية في عملية تطوير الحراك الإبداعي في الإمارات. وقال إبراهيم لـ«الإمارات اليوم» «عدد المبدعين في الدولة قليل، وإذا تم تفريغهم بأمر من الحكومة أو القطاعات الأخرى المهتمه، سينتج عن ذلك حراك إبداعي جديد وإضافات ستكون واضحة وملموسة في المنتج الإبداعي الإماراتي».
وأضاف الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم الذي حصل على جائزة الدولة التقديرة في الآداب (فئة الشعر الفصيح) «المبدع الإماراتي يكتب تحت المطرقة. مطرقة الشارع، ومطرقة العمل، ومطرقة الأعباء الاجتماعية، وكثير من الضغوط اليومية التي تعيق إبداعه. ومن هنا، فإن عملية التفرغ تعطي مساحة كافية للمبدع أن يتأمل في منجزه الراهن والمستقبلي، وأن يزيد من قراءاته ومشاهداته وتواصله مع الآخر من جميع دول العالم».
وأشار إلى أن دولا كثيرة هي أفقر من الإمارات، وعدد مبدعيها أكثر، وضعت قانون تفرغ المبدعين لديها ليقدموا عدداً كبيراً من الأعمال التي تضاف إلى منجزها في هذا المجال، وتساءل لماذا لا تكون الإمارات بين هذه الدول؟ وقال «لو فرغ كل المبدعين في الإمارات، هل ستتعطل الجهات التي يعملون فيها؟»، وأضاف «ألا يستحق الأدب والفن والإبداع بشكل عام أن يولى بشيء من الاهتمام، كما هو حال الاقتصاد؟». واستطرد «إذا كان لا يستحق ونحن نضع الغرب كنموذج، فلماذا نركز فقط على التنمية الاقتصادية، ولا نأخذ منهم اهتمامهم بالثقافة والفن ايضاً»، وأكد ضرورة أن يعي جميع الدول التي تضع أقدامها على طريق العالمية أن «الفن والإبداع بناء للإنسان والروح».
وأفاد إبراهيم بأن نبأ حصوله على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام كان مفاجأة كبيرة بالنسبة له، وقال «قبل أيام من إعلان النتائج، كنت أسمع كلاماً غير رسمي من اشخاص يقولون لي إنني من المرشحين لنيل الجائزة المهمة، لكنني لم أكن أعلق آمالاً كبيرة». وأضاف «كان الشاعر في الإمارات يعاني كثيراً من قضية النشر، ولكن، في السنوات الأخيرة الخمس احتدم فيها التنافس الشريف على المستوى الثقافي، والذي جاء نتيجة التفعيل وحراك المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي، ولم يعد نشر كتاب أدبي في الإمارات مجرد حلم».
واعتبر إبراهيم أن «جائزة الدولة التقديرية أكبر برهان على نمو وتطور الحركة الشعرية بشكل عام، وعلى المستوى الشخصي، تمثل الجائزة اعترافاً ضمنياً من الدولة بأنني موجود كشاعر واسم».
وعن رؤيته لعلاقة الجمهور بالشعر، يرى أن تسليط الضوء على الشعر من المعنيين بتسويق الحركة الثقافية يسهم في إعادة الجمهور إلى الشعر، خصوصاً الفصيح منه، لأن الشعر الشعبي مفهوم لدى غالبية الإماراتيين، أما الشعر الفصيح فجمهوره خارج الدولة. ويعزو إبراهيم الذي أصدر سبع مجموعات شعرية، وله اثنتان تحت الطباعة، عزوف الجمهور الإماراتي عن الشعر الفصيح «إلى أزمة لهجة، وليست أزمة ثقافة، بمعنى أن الفرد الإماراتي يتواصل مع الشعر الشعبي أكثر، لأنه الأقرب إلى لفظه وحياته اليومية».
ينشر الشاعر إبرهيم محمد إبراهيم قصائده في الصحف والمجلات منذ ،1980 وهو يعدّ من الشعراء الشباب الذين اختزلوا الزمن، فاستطاع بفضل تمكّنهِ من أدواتهِ وسعة أفقهِ أن يثبّت قدمهُ على خارطة الشعراء العرب. شارك في أمسيات ومهرجانات شعرية عديدة في الإمارات والخارج، وحاز إعجاب المستمعين. نظم القصيدة العربية العمودية وقصيدة التفعيلة وبرز في اللونين. ساعدهُ معجمهُ اللغوي على اختيار مفرداتهِ العالية، وهو مشغول بقضايا وطنهِ وأمتهِ. يمتاح من فكر فلسفي واعٍ، وينزع أحياناً إلى المذهب الصوفي. أنشأ موقعاً أدبياً إلكترونياً لرصد الحركة الأدبية باسم «أوتـاد»، وهو من المواقع الرائدة. من دواوينه: صحوة الورق، فساد الملح، هذا من أنباء الطير، الطريق إلى رأس التل، عند باب المدينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news