صور نادرة لمكّة.. ومخطوط عربي في «الشارقة للكتاب»
بين مخطوطات تعود إلى أزمنة مختلفة، يجلس كورستيان هيسيلينك في جناح دار النشر الهولندية «هيس آند دي غراف» في معرض الشارقة الدولي للكتاب، كما لو أنه في رحلة إلى الماضي. في ركن صغير الحجم، لكنه كبير بما يحتويه من إرث علماء وفنانين وجغرافيين، إذ يضم مجموعة نادرة من الصور لمدينة مكة المكرمة في أثناء الحج، وهي كما يقول المشرف على الجناح كورستيان، «هذه المجموعة تعد من أوائل الصور المعروفة عن مكة، وتعود إلى العام ،1889 وقد التقطها المصور سنوك هيرغونجيا»، موضحاً أن المجموعة النادرة تضم 20 صورة بالأبيض والأسود، طبع الناشر «بريل» نسختين منها، بيعت واحدة، وبقيت النسخة الحالية التي تعرض في الدورة الثامنة والعشرين لمعرض الشارقة للكتاب. وتظهر مجموعة صور مكة التي يبلغ ثمنها 126 ألفاً و300 دولار أميركي طبيعة الحياة البسيطة، آنذاك، إذ تتوزع خيام الحجيج حول مسجد أبيض صغير، وفي بعضها، تظهر أغنام وجمال، يبدو أنها تعد لعيد الأضحى. ويظهر الناس في الصور باللباس العربي مع سيوف وخناجر.
ويضم الجناح مخطوطاً عربياً بعنوان «خطاب الاحتساب»، يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، لمؤلفه أحمد بن عبدالله بن عبدالرؤوف القرطبي، يقول عنه كورستيان «إنه أول مخطوط في الاقتصاد الحر، مكتوب بشكل جيد، ويتضمن أفكارا متميزة». ويبلغ سعره 12 ألفا و600 دولار. ويضيف أن دار «هيس» تعرض طبعة من أطلس «بليو-فان دير هيم» الذي يحوي عدداً من أجمل الخرائط والجداول والرسومات والمطبوعات الطبوغرافية التي تعود إلى القرن السابع عشر. ولايزال المجلد الأصلي على هيئته من دون مساس في المكتبة الوطنية النمساوية في فيينا، ويعد من أهم وأغلى مقتنيات التراث الوطني والدولي، وهو نتاج بحث مضنٍ طوال الحياة وصيانة دقيقة عبر القرون. وقد استخدم محامي أمستردام لورين فان ديرهم (1621- 1678) أطلسه الرئيس المؤلف من 11 مجلداً (1662) كونه مصدراً للرسومات والمطبوعات الطبوغرافية. وضم خرائط أطلسه الـ600 إلى أطلس يتألف الآن من 50 مجلداً تضم ما يزيد على 2400 خريطة وجدول وصورة للبلدات والمباني والموانئ، والمناظر العامة للبحار، إضافة إلى مخطوطات خرائط سرية وجداول صنعت خصيصاً لشركة الهند الشرقية.