المعمري.. قصص تحتفي بالتفاصيل

سليمان المعمري.

على الرغم من أن مجموعة سليمان المعمري القصصية حملت عنوان «عبدالفتاح المنغلق لا يحب التفاصيل» فإن كاتبها يتظاهر بالسطحية يجعل القارئ يحب التفاصيل.

يلتقط سليمان المعمري التفاصيل أو يخترعها أحياناً، ولا يكتفي بتحويلها إلى قصص بظرف ساخر، بل ينطلق بها فيجعلها تحمل إشارات وإيحاءات ذات أبعاد عميقة.

وله قدرة جلية في قصصه على خلق مجاورة أحياناً وتداخل غريب مميز النسج أحياناً أخرى بين الواقعي اليومي وما يبدو أقرب الى السريالية وأجواء الأحلام.

تشع من قصصه متعة تثير الضحك في حين، والتساؤل الفكري أو الحزن حيناً آخر، وتشد القارئ الى متابعة القراءة.

ومن الجلي -وربما من المقصود- أن الاسم في عنوان المجموعة القصصية يذكرنا باسم آخر شهير، أي «سعيد أبي النحس المتشائل» للكاتب الفلسطيني الشهير اميل حبيبي.

وسليمان المعمري كاتب من سلطنة عمان، عمله الأخير هذا هو كتابه الخامس منذ سنة 2000 إذ سبقته أعمال هي بين قصص وحوارات في الثقافة وفي القصة ومقالات ونصوص.

وضمت المجموعة القصصية الاخيرة 13 قصة. في القصة الأولى «امبااااع» وهو تقليد لصوت الشاة، لكنها هنا تطلقه ساعة ذبحها. ضحك مؤلم مُبكٍ. تحول غريب يصيب مقاييس الرجولة في مجتمع قروي ضيق فيصبح من أهمها قدرة الرجل على ذبح شاة. ووالد الفتاة التي خطبها والد عبدالفتاح المنغلق لابنه رفض تزويجها إياه، والسبب هو أن الابن لم يتمكن من ذبح التيس الكبير في وليمة الشواء بمناسبة العيد التي دعا إليها الوالد.

وقال الكاتب «أنا واثق بأنكم لستم بحاجة إلى من يسرد عليكم حكاية تافهة عن حمامة ميتة، لأن هذا أمر عادي، بل إن بعضكم قد يكون خارجاً الآن من مطعم فاخر بعد أن التهم وجبة حمام مشوي دسمة دون أن يرف له جفن أو يخطر في باله سؤال بسيط من قبل: من أين جاء الحمام الذي أكله؟».

تويتر