القدس.. على قيد الحرية
على بابها الذهبي سلالات مجدٍ طافحة بالعناد المقدّس، وفضيض الخير والكرامة الحقّة.. منحها الأسلاف هَبْو الروح ورائحة التراب الجامح وفيوضات النزال الذي يليق باسمها العالي.. وسياقها المختلف.
على بابها الذهبي.. تواريخ لا تنتهي، وأقدام غزاة من هَوامِ الأرض وشُذاذِ الجهات.. تذكّرنا يومياً أن جسدها النبوي مازال رانخاً بالعذابات والسياط الناقعة.. كلّما وقعت نهضت على منصّة الصبر الجسور وأطلقت زئير الغابات محتشداً في حناجر الزهرات والأشبال الذين يتسلقون أسوارها الجريحة ويمسحون بيد الطفولة نزيفها السيّال.
طوبى للقدس التي تشهد قيامة خيولها الركّاضة نحو فجرها الأكيد.. وإصرارها على الحرية غير المنقوصة مثلما هي البلاد غير منقوصة.. ومثلما هو قلبها العامر بالحق والحقيقة ومروج الماء الخضراء.
طوبى للقدس وقد رفعت قلبها الممزّق عنواناً لعزّة الأمة.. وقبضتها الهادرة لتدقّ بثبات بوابات الصمت الملغوم.. وبراح المواقيت المترنّحة.
طوبى لأهلنا في القدس يهجسون بيوم أقلّ حزناً وطيوباً تشرق من على القبّة النحاسية، صُعُداً إلى سماوة الفرح المرتجى.. وفضاءات الخير والعدل العارم.
طوبى للصابرين على تراب المدينة يتركون على تلالها العصيّة قبضات المواجهة وصهيل الجياد الجامحة.. تُحمحمُ عصياناً حروناً وشجراً غاضباً لا يهون.
طوبى لها وقد نعفوا دمها الأخضر ففهق الكون إشارات الحنّاء وألوان العلم الفلسطيني ووشم البلاد المُعَلّى.. وسهم الوحدة الندّاه لكلّنا: فلسطين أعلى من الاحتراب والحراب المسمومة وهِجاجِ الروح الغريبة المتغرّبة والتشظّي المدان.. وحسابات الصغار.. ولعنة الكرسيّ الطائف بالفتات وحصيد لا ينفع الناس.
طوبى للبيوت المهدّمة شاهدة على ظلموت الغزاة وخوفهم من دموع الينابيع في بطون الجبال وضحكة الصغار يلوّحون بشارة النصر الفلسطيني يَلوحُ في جبهة الأفق.. لتعود القدس إلى برقها الأبيض وصحوتها الهادئة.. وحريتها كاملة من غير سوء.
{وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة.. وليتبرّوا ما علوا تتبيرا}.
صدق الله العظيم