«درويش ينهض» في دار كنعان
متحدياً غيابه الذي مر عليه أكثر من عام، تجلى حضور خاص للشاعر الراحل محمود درويش، في معرض الشارقة للكتاب الذي اختتم فعالياته أخيراً، عبر أكثر من كتاب، من بينها ديوان شعري للسوري إبراهيم الجرادي، صادر عن دار كنعان تحت عنوان «محمود درويش ينهض»، يضم قصائد كتبت في أوقات متباعدة ومتقاربة في آن، لها صلة وثيقة بدرويش الشاعر والإنسان بشكل مباشر وغير مباشر، حسب المؤلف الذي يفسر في تذييل لديوانه صلة قصائده بدرويش، قائلاً إن القصائد «سعت إليه، حاورته، تناقضت معه، واستظلت أشجاره العالية شجنه وأساه، ورثت نفسها لغيابه، وليس كثيراً على صاحبها أن يدعي.. ارتباطاً خاصاً بالشاعر/الاستثناء..».
ويشتمل الديوان على قصائد «وحط الفجر مذعورا بفتنته، ونار الفراشة.. إلى محمود درويش وعنه، ونجمة الإسفلت .. إلى محمود درويش في حالة حصار، ومن مأساة الرجل صفر»، وغيرها من القصائد.
وتختلف أنفاس الجرادي في ديوانه الذي يتكون من 91 صفحة من القطع الصغير، حيث يتباين طول القصائد ما بين الطويلة الملحمية والمتوسطة. ويقول الجرادي في أولى قصائد الديوان:
حطت على كتفيك أسراب من الصفصاف
حط الليل.. حطت آية الكرسي
حطت نجمة التحريض
حط الشعر، ماء النبع، قديس الضغينة
حارس الأيام.. حط الملح.. حطت خيبة المستاء
حط الفجر مذعورا بفتنته وحطت حكمة الشعراء.
يشار إلى أن إبراهيم الجرادي شاعر وباحث ومترجم سوري يعمل حالياً مدرساً في جامعة صنعاء، وله مجموعات شعرية ودراسات نقدية وترجمات.