رائد أنضوني: الشعـب الفلسطينـي ليس «سـوبر مان»

رائد أنضوني.

بعد فيلمه «ارتجال» الذي عرض في الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي، يعود مخرج الأفلام الوثائقية الفلسطيني رائد أنضوني لعرض فيلمه الجديد «صداع»، لأول مرة عالميا في الدورة السادسة، ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية. ويبحث الفيلم في الذاكرة الفردية للإنسان الفلسطيني الذي ولد وتكونت تجربته الحياتية بكل تفاصيلها في ظل احتلال عسكري للأرض والإنسان والأحلام، ونتيجة الصداع المزمن الذي يتعرض له انضوني يذهب إلى طبيب نفسي، ويسجل جلساته العلاجية، وينتقل مع آخر جلسة له في رحلة سيكولوجية ذاتية إلى فلسطين المعاصرة، ضمن لقطات سينمائية.

وقال أنضوني لـ«الإمارات اليوم» «هذا الفيلم لا يشبه إلا نفسه، لأنه يحكيني بشكل خاص ودقيق، أنا من أكثر المتمسكين بالكاميرا التي تلتقط الواقع وتحوله إلى سينما». وأوضح أن الجرأة في طرح موضوع شخصي هو تسليط الضوء على الحالة النفسية التي يعيشها الفرد الفلسطيني، بتفاصيل يغيبها الإعلام الذي ظلم الفرد الفلسطيني في الصورة التي يبثها عبر أقماره، فهو بطل خارق أو ضحية أو إرهابي، ولا يعني ذلك أن الحقيقة عكس ذلك، لكن هناك حياة أخرى موازية، وعلى درجة كبيرة من الأهمية، فهو منتج لثقافة وفن وظروف اجتماعية. وأشار إلى أن الفنون بشكل عام لا تولد من الحياة المريحة، بل من السؤال وليس من الجواب، والسينما كذلك.

وقال «ليس الفلسطينيون شعباً سوبر، بل هم أناس عاديون، لكن طبيعة الحياة التي نعيشها ليس فيها عدل، فلأفلام فلسطين علاقة بالإنسان، وما أستطيع أن أبصم عليه بالعشرة أن للفلسطيني علاقة غير عادلة بالحياة التي يعيشها كل يوم، ومنطقة الثقافة والفنون تعوض دائما عن المأساة».

وأشار أنضوني إلى أن أواخر السبعينات واوائل الثمانينات أنتجت ثورة ثقافية قادها مبدعون فلسطينيون لايتكررون، مثل ناجي العلي وغسان كنفاني وغيرهما، حيث كان لديهم أزمة الهوية،، لأن قوة الاحتلال وقوات أخرى تحاول طمسها ومحوها من الوجود، ولذلك، غالبا ما يبحث عن هوية من نوع آخر فردية كانت أو عملية أو قبائلية او سينمائية.

وأوضح أنضوني أن أبرز المعوقات أمام إنجاز الأفلام الفلسطينية مصاعب لوجستية يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، من حيث التنقل عبر مواقع التصوير والحواجز واستقبال الفنيين في الحدود والمطارات. وقال « في فلسطــين، لاتوجــد بنيــة تحتية للصناعة السينمائية، ما يضطرنا إلى اللجوء إلى متخصصين من خارج الوطن، مع المحاولة الجاهدة من قبلنا بأن نركز على المبدعين في الداخل، لكن غياب البنية التحية أعاقت تشكيل طبقة أو متخصصين في الجوانب الفنية للعمل السينمائي».

مهرجان حقيقي
قال مخرج الأفلم الوثائقية السينمائي الفلسطيني رائد أنضوني «عندما لا تستطيع وصف الأشياء بكلمات وعبارات، تكون قد وصلت إلى قناعة بأن الحدث يتفوق على الكلمة. منذ افتتاح مهرجان دبي السينمائي، شعرت بإحساس غريب، جعلني أفرح وأتماشى مع المعطيات التي يقدمها». وأضاف «كان المهرجان على مدى السنوات الماضية يبحث عن نفسه، ووجدها أخيراً، الاحتفالية هذه حقيقية بمعنى الكلمة، ونحن موجودون في مهرجان سينمائي حقيقي».

تويتر