مشهد من فيلم «حكاية بحرينية» الذي افتتح التظاهرة.                  الإمارات اليوم

«أيام السينما الخليجية» تكسر حصار غزة

كسرت «أيام السينما الخليجية» في غزة الحصار على القطاع بعرض فيلم «حكاية بحرينية»، خلال تظاهرة للفن السابع انطلقت فعالياتها مساء أول من أمس، في قاعة مؤسسة المسحال الثقافية في غزة، ضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية ،2009 والتي ينظمها الملتقى السينمائي الفلسطيني، بالتعاون مع مهرجان الخليج السينمائي في دبي.

وأكد منسق عام تجمع الشخصيات المستقلة الدكتور المهندس ياسر الوادية «أهمية هذه التظاهرة الثقافية التي تقدم للجمهور الفلسطيني فرصة التعرف إلى واحد من المشاهد الثقافية العربية الشابة والفاعلة وهي سينما الخليج العربي التي باتت تلعب دوراً متزايد الأهمية في طرح قضايا أمتنا العربية، وفي المقدمة قضية فلسطين التي تبقى رغم كل شيء قضية العرب المركزية الأولى».

ومن خلال جهاز التسجيل الخاص بـ«الإمارات اليوم»، توجّه عدد من المسؤولين والمخرجين الخليجيين والفنانين الفلسطينيين الموجودين حاليا في الدورة السادسة من مهرجان دبي السينمائي بأصواتهم إلى غزة، وبثت فقرات من التسجيلات خلال افتتاح «أيام السينما الخليجية في فلسطين»، وعبر فيها كل المشاركين عن فخرهم بوجود هذه التظاهرة في غزة، والتي ستستمر إلى يوم الخميس المقبل بمشاركة 33 فيلما خليجيا طويلا وقصيرا وروائيا وتسجيليا، مؤكدين أن لكسر الحصار وسائل كثيرة لا يستطيع الاحتلال ان يقف أمامها.

إزالة حواجز

وقال مدير مهرجان الخليج السينمائي في دبي مسعود أمر الله «أشكر الملتقى السينمائي الفلسطيني على تبني هذه التظاهرة الجميلة، التي أعتقد أنها مميزة ومختلفة»، مضيفا «أحب أن أقول إن هذه هي صورتنا في الخليج، ونحن نشاهد صورتكم الآن في دبي، وربما مثل هذه التظاهرات ستزيل كثيراً من الحواجز التي تعيقنا عن مشاهدة الآخر؛ فأتمنى أن تشاهدونا بشكل جميل مثلما نشاهدكم».

أما المنسق العام لأيام السينما الخليجية في فلسطين صلاح سرميني، فقال «كان بودي أن أكون معكم، أنا فرح جداً بهذا النشاط وبجدية إدارة الأيام في غزة، وبصراحة من دون شغفكم وجديتكم وحرصكم على إنجاح التظاهرة لما كتب لهذه التظاهرة أن تكون». وأضاف «ستعرض الأيام مجموعة من الأفلام نتمنى أن تستمتعوا بها وتتعرفوا من خلالها إلى سينما جديدة قادمة من دول الخليج، ومن خلال الأفلام ستتعرفون إلى مبدعين شباب يعملون بتكاليف ووسائط متواضعة، وأتمنى أن نستطيع أن نشاهد أفلامكم التي تنتجونها في فلسطين، وأن نستطيع من عرضها».

وتابع سرميني أن «هذه التظاهرة هي مبادرة أولى أتمنى أن تتكرر وتتكرس ليتمكن الجمهور الفلسطيني من مشاهدتها بشكل دوري، أتمنى لكم كل النجاح وأنا بانتظار أخباركم التي أتابعها عن بُعد، وقلبي وقلوب المخرجين المشاركين في التظاهرة كلها معكم. وقد سألوني جميعهم عن سبب عدم وجودهم بينكم، معربين عن أملهم في الوصول إلى غزة، مهما كانت الأخطار، وهذا أقل القليل الذي من الممكن أن يقدموه للشعب الفلسطيني بغزة وفي أي مدينة فلسطينية، شكراً لكم وإلى اللقاء في دورة مقبلة».

من القلب

وأرسل عدد من المخرجين والكتاب الخليجيين والفلسطينيين الموجودين حاليا في مهرجان دبي السينمائي، بعضهم مشارك بأعمال في «أيام السينما الخليجية في فلسطين» كلمات مسجلة، أكدوا خلاها دعمهم لهذه التظاهرة، وعبروا عن تمنياتهم لها بالنجاح.

وأعرب مشاركون بأعمال في التظاهرة عن سعادتهم لعرض أعمالهم في فلسطين، إذ قال الكاتب والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد «كل الترحيب لكل من يشاهد الافلام الخليجية في غزة وسعادتي تكتمل بأن اقترب إلى الانسان الموجود في فلسطين، فأنا روحي موجودة بينكم وفيلمي أيضا».

وقال المخرج والممثل الإماراتي نواف الجناحي «أقدم لكم فيلمي (الدائرة)، ويشرفني أن تعرض افلامنا عندكم بعد سنوات كثيرة نرى فيها مشاهدة الافلام الفلسطينية الرائعة»، مختتما بقوله «قلوبنا دائما معكم ونشد من عزيمتكم».

وقال المخرج والمنتج الكويتي عبدالله بوشهري «أنا سعيد بهذه المبادرة، فمن خلال السينما استطعنا أن نصل إلى فلسطين، هذا الوطن الذي حلمت ان أزوره ولكني أشعر أن روحي زارته، من خلال الفيلم الوثائقي (فقدان أحمد)، وهو من إخراجي وفيلم (الدائرة) وهو من إنتاجي». وشكر المخرج الإماراتي خالد المحمود مخرج فيلم «بنت النوخذة» منظمي تلك المبادرة التي «قربت ثقافتنا إلى بعضها بعضا، وجعلتنا جزءا من كسر الحصار على غزة».

خطوة

ووصف مخرجون فلسطينيون في مهرجان دبي السينمائي تظاهرة «أيام السينما الخليجية في فلسطين» بـ«المشرفة والمتحدية لجميع العقبات التي يضعها الاحتلال أو بعض الجهات التي تحاول السيطرة على عقل الفلسطيني المتنور». وقال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي «بالنسبة لي كمخرج فلسطيني من غزة هذا حدث كبير، ليس بسبب وجودي في مهرجان دبي بل بسب التوقيت المهم الذي يحاصر فيه مليونا ونصف المليون فلسطيني داخل القطاع».

وقال المخرج الفلسطيني نصري حجاج «تظاهرة السينما الخليجية في غزة في هذه الظروف المصيرية التي يعيشها الشعب الفلسطيني شيء مشرق يستطيع من خلالها أن يشاهد الفلسطيني الابداعات الخليجية التي تنتمي إلى منطقة تعنى بالافلام الفلسطينية وتحتفي بها، وهذا جزء من التلاحم بين الشعوب». وأضاف «تحية كبيرة إلى أبناء شعبنا في غزة، الصامدين تحت الحصار وأمام محاولات إقفال العقل للفلسطيني الذي يعرف بانفتاحه دائما نحو الاستقلال».

وذكر المخرج الفلسطيني رائد أنضوني، أنه سعيد بالتظاهرة السينمائية في غزة «للاسف نستطيع أن نكون بسهولة في دبي ومن الصعب وجودنا في غزة». متمنيا ان يكون هذه النوع من التظاهرات محاولة للتحرر والانطلاق، وأن تزيد من الالتحام أكثر، على أمل أن نكون العام المقبل معكم في غزة».

وأكد الفنان الفلسطيني محمد بكري، أنه لا يستغرب تبني أي تظاهرة لها علاقة بالثقافة والفنون من قبل الفلسطينيين، وفي غزة تحديدا. وأضاف «هذه خطوة تدل على ان الفلسطينيين يستطيعون فعل الكثير ولا شيء يقف أمامهم».

يذكر أن أيام السينما الخليجية في فلسطين ستتواصل حتى الخميس المقبل، بمشاركة 33 فيلما خليجيا، من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها ثمانية أفلام إماراتية «شيخ الجبل، نصف قلب، مطرقة ومسامير، وجه عالق، دعاء، بنت النوخذة، مجرد بداية، وتنباك»، وفيلمان من الكويت هما «مجرد إنسان، وعندما تكلم الشعب جـ3»، وفيلم عٌماني هو «الواقعية أفضل».

 
عمق ثقافي

قال رئيس الملتقى السينمائي الفلسطيني، والمشرف العام على «أيام السينما الخليجية في فلسطين» الكاتب رجب أبوسرية، خلال حفل افتتاح التظاهرة «في سياق استمرار الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية وبهدف التعريف بسينما شابة ومبشرة، تتميز بالجرأة الفنية والطموح تأتي التظاهرة ثمرة تعاون بين الملتقى السينمائي الفلسطيني ومهرجان الخليج السينمائي، حيث نحاول أن نكرسها تقليدا سنويا من جهة، ومن جهة أخرى فاتحة لتقديم السينمات العربية تباعاً في فلسطين».

وأضاف «نهدف إلى نشر ثقافة المشاهدة والقبض على أسرار الكاميرا حتى تكون سلاحاً فعالاً بيدنا في مقارعة عدونا، بذلك يسير الملتقى السينمائي الفلسطيني قدماً، بعد أن قدم قبل نحو الشهرين عروض الأفلام التسجيلية، وبعد أن بدأ بنسج علاقات الإخوة مع الأشقاء العرب، حيث يهدف إلى توحيد السينمائيين الفلسطينيين المتناثرين في كل أنحاء الدنيا، ومن ثم إحاطتهم بأشقائهم العرب، إدراكاً منا أنه بقدر ما تدخل العروبة إلى فلسطين بقدر ما يخرج الاحتلال منها، وأننا نحتاج إلى عمقنا الثقافي العربي ونحن نفتح جبهة الثقافة ضمن حربنا الشاملة مع عدونا، حتى ننال حقوقنا الوطنية الكاملة».

الأكثر مشاركة