فرقة «ثلاثي جبران» قدّمت عرضاً موسيقياً مع بشار خليفة. من المصدر

البـدور: الاحتفـاء بالقدس لا يتوقف

أطلقت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على خشبة المسرح الوطني في أبوظبي، أول من أمس، فعاليات برنامجها الاحتفالي الختامي بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام .2009

واستهلت الفعاليات التي تقام برعاية وزير الثقافة عبدالرحمن العويس، وتختتم مساء اليوم، بافتتاح معرض الملصقات الفنية الخاصة بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام ،2009 وأعد مادته الفنان الدكتور عبدالكريم السيد، ومعرض الكتاب ومعرض الحروفية العربية الكاليغرافي «القدس حروف في القلب»، ثم حفل الافتتاح الرسمي، وحفل فرقة «ثلاثي جبران»، بحضور حشد من المسؤولين والدبلوماسيين والمهتمين وأبناء الجالية العربية والفلسطينية وعدد من الإعلاميين.

وقال المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في الوزارة، بلال البدور، في كلمته في الحفل «نلتقي في هذا اليوم، لا كما جاء في الإعلان اختتاماً لفعاليات الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام ،2009 بل لنؤكد أن الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة سيبقى دائماً ما بقيت القدس وبقي العرب». وأضاف «أردنا أن نوجه هذا المساء كلمة شكر للمؤسسات الثقافية والأهلية التي تفاعلت مع دعوة وزارة الثقافة إلى الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام ،2009 فالقدس لابد من أن يُحتفى بها بصور عديدة، بالكلمة المقروءة والمنظومة وبالموسيقى والريشة والعدسة».

وختم «ممّا قامت به الإمارات، لاحظنا أن هناك أفعالاً ثقافية مهمة تنوعت بين الندوات والمحاضرات والمعارض الفنية التشكيلية ومعارض الكاليغرافي والخط العربي، والحفلات الفنية الموسيقية والمسرحية بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية، ما يعني مشاركة جميع أطياف الثقافة الإماراتية ومفرداتها في هذه المناسبة العزيزة. فقد شهدت الدولة عبر إماراتها ومدنها وقراها، وعلى جميع المستويات فعاليات الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، ولكن احتفاءنا مستمر اليوم وغداً، لأن القدس هي النقطة التي نلتقي عليها جميعاً، على الرغم من تعدد الآراء، عاشت القدس عاصمة للثقافة العربية».

وقالت الملحق الثقافي في سفارة فلسطين لدى الدولة، ميساء حرب، «اليوم، نواصل مسيرة حافلة بدأناها بقلب فلسطيني إماراتي واحد، حين أعلنّا في مارس الماضي انطلاق فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 من الإمارات»، مشيدةً بدور الإمارات المساند لقضايا الشعب الفلسطيني.

وختمت «نحتفل اليوم بثمرة التعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ونؤكد هنا معاً أن القدس كانت وستبقى العاصمة الأبدية لثقافة الحب والسلام والتعايش الديني، وهي الأسس التي قامت عليها الحضارة العربية، وسنتواصل مع إخوتنا في الإمارات وكل العالم العربي لنقاوم بثقافة عربية واحدة العدو الذي هجّر ودمّر وقتل ليكسر شوكتنا ويجردنا من هويتنا وثقافتنا».

«ثلاثي جبران»

تلا ذلك عرض موسيقي شعري للإخوة سمير ووسام وعدنان، أعضاء فرقة «ثلاثي جبران» ، تضمن عزف مقطوعات موسيقية على العود، مصحوباً بالدف وآلات أخرى بواسطة العازف بشار خليفة نجل الفنان العربي مارسيل خليفة، وتضمنت المقطوعات مجموعة بعنوان «في ظلال الكلمات» استخدم العازفون فيها كلمات قصائد محمود درويش «حاصر حصارك»، «انتظرها»، «لاعب النرد»، ليغنّوا ما قبل الختام أغنية «أحن إلى خبز أمي» من كلمات محمود درويش وتلحين وغناء مارسيل خليفة، مختتمين الحفل بمقطوعة «سفر» الارتجالية.

وكانت الفرقة الناصرية الفلسطينية «ثلاثي جبران» رافقت الشاعر الراحل محمود درويش في حفلات كثيرة له في آخر حياته، ووصفها درويش بأنها «كالحجر الثمين البراق المبهر الذي يعمي ببهائه وإشراقه كل من يقترب منه»، وهو تماما ما دفع درويش إلى جعلهم جزءاً من أمسياته الشعرية في آخر سنوات حياته الـ،10 وتتكون فرقة «ثلاثي جبران» من إخوة ثلاثة (سمير ووسام وعدنان)، يشكلون معاً فريقاً للعزف على العود العربي الذي يتحول في أحضانهم إلى آلة غريبة وجديدة على ذوق المستمع، حيث في تجاربهم الموسيقية الجديدة يرون أن الفن الذي يطوفون به العالم «هو أحد أشكال التعبير عن الذات ومقاومة نفي الفلسطيني في ظل الاحتلال».

«لا هواء»

وضم معرض الكتاب أكثر من 140 عنواناً في السياسة والفكر وتاريخ وجغرافية فلسطين والمدينة المقدسة، واشتمل معرض الملصقات الفنية الخاصة بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 على 29 ملصقاً فنياً، بينما توزعت على جدران معرض فنون الخط العربي «الكاليغرافي» 24 لوحة للفنانين محمد صفار باتي، أحمد نافذ الأسمر، إيمان البستكي، إيهاب إبراهيم أحمد، تاج السر حسن، جاسم معراج الفيلكاري، سامي بن زين الغاوي، ساهر ناصر كعبي، سعيد فلاح غنايم، شيرين عبدالصابر عبدالحليم، علي حسين، عمر الجماني، فاطمة سعيد البقالي، مثنى العبيدي، محمد أحمد شلبي، محمد عيسى خلفان، الدكتور نصار منصور، ناصر عبدالعزيز الميمون، محمد فاروق الحداد، ووليد نصوح الداية.

وتتضمن الفعاليات استمرار افتتاح معرضي «ملصقات القدس» و«القدس حروف في القلب»، ومعرض الكتاب حتى مساء اليوم إلى جانب عرض مسرحية «لا هواء» في الثامنة مساء اليوم.

ويذكر أن مسرحية «لا هواء» من تأليف محمود أبوالعباس وإخراج إبراهيم سالم وتمثيل مرعي الحليان وسميرة الوهيبي وإيمان حسين، تقدم دراما واقعية مؤثرة لموضوع الحصار والهمّ الفلسطيني عبر ثنائية الظلم والعنف من خلال رمزية عالية وأداء تمثيلي تصاحبه رؤية إخراجية واعية ولغة درامية موحية بدلالات واقعية تتقاطع مع وجدان المجتمع العربي.

وتكمن جمالية العرض في اعتمادها على الحوار في قضية تعبر عن هموم الناس وظروفهم الاستثنائية نتيجة الحصار والظلم والقسوة، فالرسالة الفكرية للعرض سعت بشكل إنساني إلى ملامسة الجرح عبر دلالات تكسوها فضاءات الحزن والعزلة وفقدان الأمل، تنتج صورة مغايرة ومعاناة حقيقية من داخل الحدث المأساوي عبر اشتغالها على فكرة الحصار وانعدام الهواء وفظاعة تلك الصورة الداخلية للحدث من خلال تعدد الشخصيات التي ترسم ألم اللحظة المعاشة بصوت واحد، وبلوحة سينوغرافية مؤثرة.

الأكثر مشاركة