المهرجان يطوي سجادته الحمراء اليوم
تكتمل الليلة ثمانية أيام في صحبة الشاشة الذهبية للدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، والذي فضل هذه المرة أن تكون في قلب مدينة جميرا، بعد أن اعتاد نجوم المهرجان وضيوفه على حفل صحراوي ساهر على أطراف دبي يحتضنه منتجع الصحراء، ويعلن ختام عروض 168 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، كان آخر حباتها العرض الأول لـ«أفاتار».
وفي مبادرة جديدة، كشفت إدارة المهرجان عن تبني أفلام جادة منتخبة لا تمتلك حظوظاً فعلية في التوزيع والانتشار، بسبب عدم وجود موزعين لها. وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة لـ«الإمارات اليوم» «سوف يتم التركيز في أفلام عربية وإفريقية وآسيوية في المبادرة، بهدف توفيرها للمشاهدين جنباً إلى جنب مع الأفلام العالمية الكبرى في منافذ البيع، بشرط تطابق معايير الجودة الفنية على الأفلام، وافتقارها أيضاً للوجود الفعلي في السوق، من خلال توفيرها في أسطوانات مدمجة تتيح الفرصة لعدد أكبر من عشاق السينما في كل مكان لمتابعتها، في الوقت الذي سيتم فيه التعاون مع دور سينما بعينها لعرض عدد من الأفلام سنوياً».
وينتظر المخرجون والفنانون ومتابعو أفلام المهرجان اليوم كشف جوائز المهرجان المختلفة، وأهمها المسابقة الرسمية «المهر» الموزعة بين فئات الأفلام الروائية والقصيرة والوثائقية، فضلاً عن جائزة المهر العربي للأفلام. وينتظر الشباب الإماراتي أيضاً جوائز خاصة متعلقة بأفضل موهبة إخراجية وأفضل كاتب سيناريو، وغيرهما من الجوائز التشجيعية التي اعتادت إدارة المهرجان مفاجأة المتابعين بها.
ويكشف المهرجان اليوم عن هوية الفائزين بجوائز ملتقى دبي السينمائي التي تُقدم لمخرجين شباب، يحملون أفكاراً إخراجية وسيناريوهات وينقصهم التمويل.
وعلمت «الإمارات اليوم» أن مخرجين فلسطينيين انتزعوا معظم جوائز الملتقى، حيث فاز أفلام «أوف فريم» للمخرج الفلسطيني مهند يعقوبي، و«تسليت» للمغربي هشام فلاح و«ياسمين» للأردني أمين مطالقة. وحاز جائزة «آرتيه» فيلم «الأحرار» للمغربي إسماعيل فروخي، وذهبت الجائزة التي تقدمها الشركة البحرينية للإنتاج لفيلم «فيلم فلسطيني» للفلسطيني مهدي فليفل، وحصل «زنديق» للفلسطيني ميشيل خليفة على جائزة فيلم قيد الإنجاز .
وشهد فيلم «أفاتار» للمخرج العالمي جيمس كاميرون إقبالاً شديداً من الجمهور في آخر عروض المهرجان، ويمثل العمل عودة صاحب «تايتانك» إلى الإخراج السينمائي بعد انقطاع امتد 15 عاماً، عبر هذا الفيلم الثلاثي الأبعاد، بعد أربع سنوات من العمل الإنتاجي، وهو بطولة سام ورثينجتون وزو سالدانا وسيغورني ويفير وستيفن لانغ، عبر قصة خيالية يخوض عبرها البطل معركة شرسة لحماية العالم .
وكان الحدث الأبرز على سجادة المهرجان الحمراء، ليلة أول من أمس، هو ترقب حضور النجمين العالميين جيرار باتلر وعمر الشريف، وفي حين تأجل اللقاء الإعلامي مع باتلر إلى أمس، كان اللقاء مع الشريف صاخباً وحفل بمداخلات إعلامية ثرية، قام فيها النجم العالمي بنفسه بجهود الترجمة إلى العربية، بعدما تأخرت عن الحضور المكلفة بالترجمة، وكاد ذلك يحدث إرباكاً للمؤتمر، بعدما طلبت مديرة البرامج الأجنبية شيللا متطوعاً يترجم إلى الفرنسية وليس العربية، بسبب وجود «ضيف يتحدث الفرنسية»، الأمر الذي أثار حفيظة صحافيين طالبوا بالترجمة إلى العربية أولاً.
وتحدث عمر الشريف عن مقاييسه الجديدة في اختيار الأفلام بشكل عام، وقال «تُعرض علي سيناريوهات كثيرة لأفلام لا أجد نفسي مضطراً لقبولها، فبعد أن تجاوزت عامي الـ78 لم أعد في حاجة إلى توفير المال، وكل ما أود صنعه هو استثمار ما تبقى من حياتي بشكل صحيح، ومن ضمن ذلك بكل تأكيد عدم تقديم تنازلات فنية».
ورفض الشريف الحديث عن المستقبل، بما فيه مستقبل الصناعة السينمائية العربية، معقباً بخفة ظل «قد تنتهي حياتنا جميعاً أقرب مما نتصور، قد يكون ذلك بفعل قنبلة مدمرة تفني العالم، أو أي شيء آخر» .
وكانت حالة المزج بين الهزل وأحاسيس من اليأس واضحة في تعليقات الشريف الذي فضل أكثر الحديث عن الماضي، وقال «علمت أن أمي كانت دائماً تتوقع أن أكون عالمياً، لكنها عدلت عن التوقعات، بعدما وصلت إلى سن الثامنة، بسبب بدانتي الشديدة التي اعتقدت أن سببها يعود إلى المدرسة الفرنسية التي ألحقتني بها، فاستبدلتها بمدرسة إنجليزية».
وعن كلمة السر في أن يكون هناك ممثلون عرب عالميون، قال «لا توجد مواصفات محددة، فالمهم أولاً إجادة الإنجيزية باللكنة الأميريكية، وهو شيء معقد للغاية، فشلت فيه منذ أن قدمت إلى هوليوود، ولذلك، كان دوري في أول أفلامي دور عربي يمتطي الجمال في فيلم (لورنس العرب)، وبعدها، ظننت أنني لن أمثل إلا في دور العربي، ولكن، بدافع من أحد المخرجين اشتركت في فيلم آخر روسي، لكنني مازلت بسبب إشكالية اللكنة، لا أقوم في أي من أفلامي بدور رجل أميركي خالص»، مستطرداً إلى إحدى إشكاليات بدايته في السينما الهوليوودية عندما قام في 1968 بدور رجل يهودي من نيويورك، الأمر الذي أغضب الأوساط العربية، وأيضاً أثار حنق يهود أميركا «الذين ربطوا بين اشتراكي في العمل والزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر».
وحول فيلمه المشارك في المهرجان «نسيت أن أخبرك» الذي عًرض أمس ضمن برنامج «فرنسا في دائرة الضوء»، قال عمر الشريف «الفيلم واقعي بالنسبة لي، ورومانسي حالم في الوقت نفسه، فهو يتناول مشاعر الألم وحيثيات الخرف التي يواجهها رجل مصاب بالزهايمر، من خلال تسليط الضوء على علاقته بشابة يرتبط بها، لكنه فجأة ينسى كل شيء، ولم يعد يتذكر الفتاة التي بدأت تتلمس دفء مشاعر الأبوة، لتنسدل الأحداث على المزيد من المعاناة التي يجيد المخرج آلن مون تحريك خيوط العمل، من أجل كشف جدليتها ».
عمر الشريف لا يتحدث عن فاتن حمامة
رفض الممثل المصري العالمي عمر الشريف التعقيب على تكريم إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي مواطنته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ومنحها جائزة إنجازات الفنانين، وقالً، بعدما تغيرت ملامحه في أعقاب طرح السؤال في مؤتمر صحافي، «أصبحت فاتن حمامة ربة بيت وانتهت علاقتنا، وتعاهدنا على ألا يتحدث كل منا عن الآخر، وأنا أحترم ذلك، ولن أتنازل عنه، ومن المعيب في ثقافتنا الشرقية أن أعود إلى مرحلة مضت، بعدما أسست هي بيتاً جديداً».
وذهبت تعقيبات الشريف في منحى مختلف عن السؤال، أثار غرابة الحضور، لكنه في المقابل فضل الحديث عن ابنه طارق وزيجاته المختلفة من كندية وتشيكسلوفاكية وألمانية، قبل أن يستقر مع زوجته المصرية المسلمة التي أنجب منها كارم، وقال «جميع أموالي سلمتها لطارق الذي يدير 18 مطعماً في القاهرة، في مقابل أن يرسل المال إلي عندما أحتاج إليه، ورفضت زيجات ابني في مقتبل عمره،إلى درجة أنني لم أمنحه ثمن تذكرة ذهابه إلى كندا للزواج بفتاة ارتبط بها، قبل أن يختار بنفسه هذا الطريق».
وبعدما رفض عمر الشريف الحديث عن أي رؤية مستقبلية، مؤثراً الحديث عن الماضي، غادر القاعة مسرعاً، وبرر مرافقوه ذلك بأنه شعر بإرهاق مفاجئ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news