«أنثى» مريم الشحي تكسر صورا نمطية للمرأة

قالت الكاتبة الإماراتية مريم الشحي إن الثيمة الرئيسة لروايتها الأولى «أنثى ترفض العيش» اعتمدت على كســر صور نمطيــة تكررت في أعمال أدبية عربية كثيرة، وتقديم الأنثى بشكل مختلف عن حضورها الأدبي المعتاد التي تبدو فيه أقرب للأم الحاضنة، في شخصية مقابل الأب صاحب السلطة والحضور القوي.

وأشارت إلى تأثرها في الرواية بأدباء عرب، منهم الإماراتي علي أبوالريش والجزائرية أحلام مستغانمي.

وفي أمسية نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي - مساء أول من أمس، في مقره في المسرح الوطني، ذكرت الشحي أن رفض بطلة روايتها هو رفض للعيش وليس للحياة، بما يمثل حالة من الانعزال التام، حيث تتنازل عن العالم، ولكنها تستمر في الوقت نفسه في العطاء في الجانب الوجداني.

وقدم الدكتور أحمد الأمير قراءة نقدية للرواية، تناول فيها جوانب الضعف والقوة فيها، من حيث اللغة والشخصيات والبناء الروائي للعمل.

وأوضح أن الرواية تمثل «تجربة جيدة تستحق التوقف عندها، خصوصا أنها العمل الروائي الأول الذي تصدره الكاتبة». وأضاف «لعل الفقد هو الكلمة المفتاحية في الرواية، حيث نلحظه يلحّ عليها، ويسيطر على مجرى أحداثها، حتى إن البطلة أطلقت على معرضها التشكيلي الذي أقامته اسم (فقد)».

وفي تناوله للغة الرواية التي تروي البطلة أحداثها في حوار متخيل مع أبيها الراحل في استرجاع ذكرياتها معه، وأبرز هذه الأحداث بعد رحيل أمها، ثم رحيل أبيها، وتولي جدها أمرها، ثم ظهور شخص في حياتها ليعوض فقدها لأبيها، ثم وفاة الجد التي يشكل نهاية الرواية، حيث تطلب البطلة من بطلها أن ينسحب من حياتها، خوفاً من أن يلحقه الفقد الذي يلاحقها في كل من تتعلق به؛ توقف الأمير أمام ما تحمله اللغة من شعرية لا تقتصر على عناوين فصول الرواية، بل تحضر في معظم جنبات النص، واجداً فيها وفي المشاعر الرقيقة التي تبدو في شخصيات الرواية تعويضاً عن بطء الأحداث، القليلة أصلاً، ما قد يدفع أحيانا إلى الملل، «فعلى الرغم من صغر حجم الرواية، فقد غلب عليها الحشو والإغراق في تفاصيل كان يمكن الاستغناء عنها، والتي قد يكون اهتمام الكاتبة بتعميق ملامح الشخصيات هو الدافع إليها».

وواصل الأمير قراءته للغة الرواية متوقفاً أمام تعبيرات عامية تعمدت الكاتبة استخدامها، خصوصا في الحوارات، وتميزت باللهجة الخليجية الملائمة لشخصيات العمل.

واقتبست الكاتبة مقاطع من أغنيات طوال الرواية، واستخدمت ألفاظا أجنبية كثيرة، خصوصا المرتبطة بالحاسوب والنت، واستعملتها الكاتبة بعد تهجينها باللغة العربية، مثل «شت داون، وماسنجري، واون لاين».

واعتبر أنه قد يُغتفر استعمال هذه التعبيرات إذا كان الهدف منها أن تضفي على الشخصيات الصدقية وتشي بالواقعية، وإن كانت تلك قضية محل خلاف بين النقاد.

ولكن ما لا يُغتفر هو استخدام الكاتبة كلمات عامية، ظناً منها أنها فصيحة، مثل: يدلقه بدلاً من يسكبه، والرائحة الزكية بدلاً من الذكية».

لافتاً إلى كثرة الأخطاء الطباعية والنحوية واللغوية في الرواية التي عانت كذلك من فقر شديد في علامات الترقيم ما قد يوقع اللبس عند القارئ أحياناً.

وقال «هذه الملاحظات لا تنتقص من قدر الرواية كعمل أدبي مميز، فقد تميزت بلغة شاعرية رقيقة، حاملة في ثناياها تعبيرات فريدة تطالع القارئ طوال رحلته معها».

وأشار إلى محاولة الرواية الاقتراب على حذر من بعض المحظورات الاجتماعية، كالدين والعرف والجنس الذي حاولت الاقتراب منه بحذر شديد بدءاً من الصفحات الأولى للرواية.

الأكثر مشاركة