«الوصايا في عشق النساء».. ضجة من جزأين

لمسلسل أزمة كتاب «الوصايا في عشق النساء» للشاعر المصري أحمد الشهاوي أكثر من جزء، إذ بدأت الضجة حول الكتاب أول مرة عقب إصدار الجزء الأول منه في عام ،2003 واعترض الأزهر ممثلاً في مجمع البحوث الإسلامية، وطالب بـ«سحب نسخ الكتاب الموجودة في الأسواق قبل ان تصل الى الناس»، مشيراً إلى أن الكتاب «يسيء الى الدين ويتنافى مع الأخلاق ويحرض على الفسق النسائي، ويمتلأ بمفردات فاحشة، واقتباسات في غير محلها. ويتضمن عبارات تستفز المشاعر». وقدم نواب في مجلس الشعب المصري استجوابات لأجل مصادرة الكتاب، خصوصاً أن طبعته الثانية صدرت عن مكتبة الأسرة التي تدعمها وزارات الدولة.

ولم يرضخ مؤلف «الوصايا» حينها، حيث رفع دعوى على شيخ الأزهر نفسه، مؤكداً أنه لن يقبل فرض الوصاية على إبداعه من أحد، وأنه سيطبع كتابه أكثر من مرة، بعد أن نفدت نسخه في الأسواق. ونفى الشهاوي أن يكون كتابه مساساً بالدين، أو استفزازاً لأحد، متهماً في الوقت نفسه من هاجموا الكتاب بأنهم لم يقرأوه من الأصل، لافتاً إلى أن قرار مصادرة كتابه لو تم فينبغي أن ينسحب أيضاً على معظم ما ألف في التراث العربي.

وتجددت أزمة «الوصايا» مرة أخرى في عام 2006 بعد إصدار الشهاوي الجزء الثاني من الكتاب، وتلقى المؤلف أكثر من تهديد بالقتل من جماعات متشددة، علاوة على التهم القديمة التي اقترب بعضها من تكفير الكاتب.

أما النقاد فنظروا إلى الكتاب من وجهة فنية، معتبرين أن الشهاوي يحاول إحياء لون أدبي تراثي هو فن الوصايا. وقال أستاذ الأدب العربي في جامعة عين شمس الدكتور محمد عبدالمطلب «أحمد الشهاوي يسير على نهج أسلافه الأوائل في الحرص على (الوصايا) وبثها في جماعة المتلقين». وذكر الناقد الدكتور صلاح فضل «تتجلى جسارة الشهاوي في الوصايا عبر تمثله لأصوات التراث العربي، الغني في أدبيات العشق، ودعوته للمرأة، كأنه أصبح وصياً عليها، كي تقرن تحرر الروح بتحرر الجسد، وتحقق وجودها الحسي وكينونتها العاطفية بشجاعة فائقة». بينما ألمح آخرون إلى أن الشهاوي تعمد إثارة الضجة حول كتابه، وتجديد فصولها بشكل دائم، معتبرين «الوصايا» مجرد كتاب عادي لا يستحق كل ما أثير حوله من جدل.

يشار إلى أن الجزء الأول من الكتاب ضم 254 وصية، والثاني ،165 ومن وصايا الجزء الأول «لا تنشغلي إلا بحبك، لا تطيلي غمه بنأيك، لا تزيدي همه بفراق، اغفري وسامحي، فلا شيء أحب إلى القلب من غفران المحبوب وعفوه، وفي ذلك محبة تلقى في القلب، لا تزول ابداً، حيث يسرح العاشق في جنة معشوقه، ويؤوي إلى قناديل معلقة في عرشه».

تويتر