أميركا تعمل على تشويه الإسلام

تحول افتتاح ندوة «في الفكر النهضوي الإسلامي» أمس، في مكتبة الإسكندرية إلى الوقوف على ثمار ما اعتبره باحثون سوء نية متعمداً من جانب الغرب لتشويه صورة الإسلام، واعتبار المسلمين عدواً بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، حسب ما ذهب اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة. وقال سراج الدين إن هناك من «يريدون تشويه الاسلام خصوصاً اميركا، والغرب عموماً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قبل نحو 20 عاماً».

وأضاف أن «هذا مخطط كتب عنه كثيرون منهم «الأميركي الراحل» صمويل هنتنغتون في كتابه «صدام الحضارات» ونفذ المخطط «الرئيس الأميركي السابق» جورج بوش وزملاؤه «في اشارة الى الادارة الأميركية السابقة». وقال «هذا موقف معلن وليس مخططاً سرياً»، مضيفاً أن ردود الفعل في العالم الاسلامي تجاه بعض المواقف الغربية تدخل أحياناً ضمن مسلسل «إذكاء صراع الحضارات» ومنها استنكار بعض الدوائر العربية والاسلامية لنتائج الاستفتاء على حظر بناء المآذن في سويسرا.

موضحاً أن الحكومة السويسرية نفسها «استنكرت» نتائج الاستفتاء. وكان السويسريون قد أيدوا في 29 نوفمبر الماضي بغالبية 57.5٪ حظر بناء المآذن.

وندوة «في الفكر النهضوي الإسلامي» التي تستمر يومين يشارك فيها باحثون من 15 دولة عربية وإسلامية. والندوة جزء من مشروع لمكتبة الاسكندرية يهدف الى اعادة نشر مختارات من التراث الاسلامي في القرنين 13و 14 الهجريين منخلال تقديم مختارات من هذا التراث والتعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها.

ومن الأعمال التي تناقش الندوة مقدماتها الجديدة «مقاصد الشريعة الإسلامية» للإمام التونسي محمد الطاهر بن عاشور و«دفاع عن الشريعة» للمغربي علال الفاسي و«طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» للسوري عبدالرحمن الكواكبي و«مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية» لرفاعة الطهطاوي.

وأكد سراج الدين في الافتتاح ان المكتبة بهذا المشروع تستهدف «تقديم نموذج حضاري يسهم في خروج أمتنا من حالة التراجع التي تعيشها.. حتى يعلم الجميع أن التاريخ لم يصل بعد الى نهايته... أيضاً المساهمة في تنقية صورة الإسلام من التشوهات التي تلصق به» عبر ترجمة هذه الأعمال الى الانجليزية والفرنسية وتوزيعها على مراكز الأبحاث والجامعات ومؤسسات صناعة الرأي في مختلف أنحاء العالم، واتاحتها لشباب المسلمين من غير الناطقين بالعربية ممن يعيشون في الغرب.

وفي رأيه أن أعمال رواد النهضة بمنأى عن الأجيال الجديدة التي لا تعرف كثيراً عن مساهمات محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والهندي محمد اقبال والجزائري مالك بن نبي وخير الدين التونسي، مضيفاً أن هذا يلقي على المكتبة عبئاً مضاعفاً لإعادة نشر هذه الأعمال وتيسير الحصول عليها ورقياً وإلكترونياً قبل ترجمتها.

ونوه الكاتب المصري محمد عمارة في الافتتاح بدور رائد التعليم والترجمة في مصر رفاعة الطهطاوي «1801-1873»، الذي اعتبره أمير الشعراء أحمد شوقي «أباً للشعب» المصري لأنه سخر حياته منذ عودته من فرنسا عام 1831 لإحياء التراث الإسلامي وترجمة حصاد العلم الحديث في الغرب.

وأضاف أن الطهطاوي أعاد فتح الآفاق أمام العقل العربي والمسلم، ثم جاء الشيخ محمد عبده في مرحلة لاحقة ليكون «أول من يلفت الانتباه الى علم مقاصد الشريعة»، ويدعو الى تحقيق التراث العربي والإسلامي، بعد أن كان هذا وقفاً على المستشرقين.

تويتر