الجسمي: الدرامــــــــا الإماراتية تستحق جـائـزة خاصـــة
كان أمراً شديد الصعوبة الخروج بتصريحات غير انفعالية من الفنان أحمد الجسمي عقب الكشف عن جائزة محمد بن راشد للدراما العربية، التي خلت مراتبها الثلاث الأولى من الأعمال الإماراتية، بما فيها المسلسلات الثلاثة التي أنتجها لمصلحة مؤسسة دبي للإعلام عبر شركته الخاصة «جرناس للإنتاج الفني» وشارك في أدائها، وبشكل خاص مسلسل «عجيب غريب» الذي حظي بإشادات نقدية وجماهيرية واسعة، وكأن الأمر كان بحاجة إلى مرور أيام تمحو إحباطات الترقب، حسب تعبير الفنان نفسه الذي أكد أنه كان واقعاً تحت حال أقرب للصدمة، قبل أن يسعى إلى كسر تلك الحالة، والحديث لـ«الإمارات اليوم» في حوار دار معظمه عن أزمته بعد إعلان الجوائز مؤكدا أن الدراما الإماراتية تستحق جائزة خاصة.
لم تفز مسلسلات الجسمي ولم يفز أي مسلسل إماراتي ليس لأسباب سلبية تعود لتلك الأعمال بل لحقائق تتعلق بالتعداد السكاني، وفق تصريحات الجسمي الذي أضاف «انحياز الجماهير المصرية لأعمالهم والسوريون كذلك، لاسيما مع وجود جالية كبيرة منهم في الخليج، جعل هناك فوارق في نسب ترشيحات المشاهدين التي تُحدد ترتيب المسلسلات، التي ذهبت معظمها لمسلسلات الدول الأكثر كثافة سكانية، لذلك كان من الطبيعي أن تذوب ترشيحات المشاهدين الإماراتيين وسط منافسة تصويتات قادمة من مصر وسورية بشكل خاص».
وأضاف الجسمي «زاد تفاؤلي عندما علمت عبر «الإمارات اليوم» بأن النية تتجه لتكريم ثلاثة مسلسلات ضمن جائزة محمد بن راشد للدراما العربية، بدلاً عن مسلسل واحد، وتأكدت أن أحد المسلسلات الثلاثة سيكون ضمن الأعمال التي ستنال شرف الفوز بترتيب متقدم، خصوصاً «عجيب غريب»، إلا أن الأمر تحول بالنسبة لي إلى صدمة لم أبدأ في التعايش معها سوى الآن، ليس لدوافع شخصية، بل لكون الفوز بمركز متقدم في حال تحققه بمثابة رسالة تطمين رسمية لجهود الفنان الإماراتي تمنحه مزيداً من القدرة على المثابرة، من أجل مزيد من الإبداع في سياق منافسة خليجية وعربية دخلنا غمارها».
تواصل الإبداع
قال الفنان أحمد الجسمي إن تواصل المسؤولين في مؤسسة دبي للإعلام معه عقب إعلان نتائج جائزة محمد بن راشد للدراما العربية وخلوها من مسلسل «عجيب غريب» بشكل خاص الذي كان أقرب المسلسلات الإماراتية للحصول على جائزة، وتقديرهم لجهوده الفنية والإنتاجية عبر ثلاثة أعمال عُرضت في رمضان الماضي، ساعده على كسر إحباطات غيابه عن منصة التكريم، مضيفاً «تم تكريم الفنانين الإماراتيين في مشهد غير مسبوق عربياً من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الداعم الأول للدراما المحلية، وتقوم مؤسسة دبي للإعلام بجهود يقودها المرافق الإعلامي لسموه المدير العام لمؤسسة دبي للإعلام من أجل رفع السوية الفنية للدراما المحلية، على نحو جعل الدراما الإماراتية مشاهدة على نطاق واسع عربياً، وهي إنجازات كانت بحاجة إلى عقود من أجل تحققها. وكشف الجسمي عن أن الدفعة المعنوية التي تلقاها ووعود المسؤولين بتطوير الجائزة لإكساب الدراما العربية والإماراتية مزيداً من عوامل المنافسة قد حرضاه على مواصلة العمل ممثلاً ومنتجاً من أجل دراما إماراتية تنافس بقوة نظيرتيها المصرية والسورية، وأيضاً الخليجية، مضيفاً «أجهز لرمضان المقبل الجزء الثاني من (عجيب غريب) والجزء الثاني أيضاً من (ريح الشمال)، بالإضافة إلى مسلسل مصري من إخراج إسماعيل عبدالحافظ يتم تصويره بين القاهرة وأميركا». |
وحرص الجسمي على تفصيل وجهة نظره، مستطرداً أن اللجنة المنظمة للجائزة في مؤسسة دبي للإعلام كانت صادقة وحيادية من دون شك في الكشف عن نتائج التصويت، الذي «لم يترجم في الوقت نفسه نجاحات مؤسسة دبي للإعلام في دعم الدراما المحلية وبشكل خاص على مدار السنوات الخمس الأخيرة» التي تكللت بتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للفنانين، وتوجيه سموه بتذليل الصعاب من أجل النهوض بواقع الدراما المحلية، وهي «التوجيهات التي تمثلها مؤسسة دبي للإعلام بمتابعة حثيثة من المرافق الإعلامي لسموه، المدير العام لمؤسسة دبي للإعلام أحمد الشيخ، وهو ما أسفر عن إنجاز مشروع متكامل لإنتاج دراما محلية متميزة، وهي حيادية ونزاهة لا يمكن أن يستتبعها عتب، لا سيما أن التقييم النهائي ذو معيار جماهيري وليس نقدياً»، واعترف الجسمي بـ«أننا القائمين على الإنتاج المحلي والمنضوين تحت مظلته قد ظلمنا أنفسنا، بعدم تخصيص جائزة خاصة للإنتاج المحلي تضمن وجود الأعمال الدرامية الإماراتية تحت أضواء جائزة محمد بن راشد للدراما العربية، التي تستمد قيمتها المقدرة منذ دورتها الأولى بارتباط مسماها باسم قائد نهضة دبي الحديثة».
وأشار الجسمي إلى أن مسؤولين في «دبي للإعلام» تواصلوا معه بشكل حميم بعد إعلان الجوائز معربين عن ثقتهم الكاملة في المنتج الدرامي المحلي بشكل عام، وما قام به من اعمال في إطار تنفيذ الإنتاج لثلاثة أعمال كاملة تم عرضها خلال شهر رمضان الماضي، مجددين في الوقت نفسه استمرار الشراكة الإنتاجية التي تربطهم بشركة «جرناس للإنتاج الفني» التي يديرها، مشيرين إلى أن «ثمة تغييرات ستطرأ على جائزة محمد بن راشد للدراما العربية في دوراتها المقبلة، على نحو يصب في مصلحة الدراما العربية بشكل عام، والإماراتية على وجه الخصوص».
يُذكر أن 12 مسلسلاً هي جملة المعروض الدرامي على شاشتي «دبي» و«سما دبي» خلال شهر رمضان الماضي تبارت للفوز بجائزة مسابقة «محمد بن راشد للدراما العربية» هي المسلسل السوري «زمن العار» الذي فاز بالمركز الأول وحصل على جائزة نقدية قدرها 500 ألف دولار، وهو من بطولة تيم حسن وبسام كوسا ومنى واصف وخالد تاجا وسلافة معمار وديما بياعة، والمسلسل المصري «خاص جداً» ليسرا، والمسلسل التاريخي «بلقيس» بطولة صبا مبارك وغسان مسعود، والمسلسل البدوي «جمر الغضا»، بطولة لاميتا فرنجية ومنذر رياحنة، والمسلسل الخليجي «غشمشم 4»، بطولة فهد الحيان وهيا الشعيبي، والمسلسل الكوميدي المصري «حقي برقبتي»، بطولة ماجدة زكي وحسن حسني، إلى جانب المسلسل الخليجي «عمر الشقا» لحـــياة الفهد، والمسلسل الإماراتي «عجيب غريب»، بطولة أحمد الجسمي ومرعي الحليان، بالإضافة إلى أربعة مسلســـلات عرضت على قناة سما دبي هي «هديل اللــــيل»، بطولة نخبة من نجوم الدراما الخليجية، والمسلسل الاجتماعي «الجيران» من بطولة أحمد الجسمي وعبدالمحســـن النمر، والمسلسل الإماراتي الكوميدي «حنة ورنة» بطولة رزيقة طارش وعلي التميمي ومروان عبدالله صالح، والمسلسل الكوميدي «سوالف طفاش» بطولة علي الغرير وخليل الرميثي.