الطيب صالح. أرشيفية

‏روايات الطيب صالح تصدر في مجلد راجعه بنفسه‏

‏ في الذكرى السنوية الاولى لرحيل الروائي السوداني الطيب صالح صدرت هذا الاسبوع في مجلد واحد أعماله الروائية والقصصية التي قال الناشر ان المؤلف راجعها في آخر زياراته لمصر قبيل رحيله في فبراير .2009

وبعد تعدد طبعات أعمال صالح الابداعية يلمح «مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي» بأم درمان، وهو ناشر هذا المجلد، الى أنه «الطبعة الشرعية» التي تخلو من الاخطاء، اذ قام المؤلف «في آخر رحلة استجمام يقضيها بمصر التي أحبها.. بمراجعتها وتصحيح ما لحق بها من أخطاء في طباعتها السابقة، مؤتمنا صديقه محمود صالح رئيس المركز الذي أصبح الجهة الوحيدة المخول والمسموح لها بنشر أعمال صالح الكاملة» كما جاء في الكتاب.

والمجلد الذي جاء تحت عنوان «الاعمال الكاملة.. الطيب صالح.. الروايات والقصص» سجل غلافه الاخير أن هذه المجموعة الكاملة راجع صالح «بنفسه مسوداتها وأشرف على متونها وأذن بصدورها» أما الغلاف فصممه الشاعر السوداني الياس فتح الرحمن.

 إحياء ذكرى صالح في أبوظبي ‏

 ينظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي في الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم، ندوة بمناسبة مرور عام على رحيل الروائي السوداني المعروف الطيب صالح، يشارك فيها د. عز الدين هلالي، وهو مخرج وكاتب مسرحي وشاعر، وفخر الدين كرار، وهو كاتب صحافي ومترجم ، إضافة إلى أنه دبلوماسي سابق وأحد أقارب الطيب صالح.

يذكر أن الأديب الراحل الطيب صالح ولد في قرية كرمكول في شمال السودان في العام 1929 وتوفي في لندن في 18 فبراير ،2009 وعاش مطلع حياته وطفولته في قريته في إقليم مروي، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم قبل أن يتخصص في الآداب، وسافر إلى إنجلترا، حيث واصل دراسته وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.

وتنقل الطيب صالح بين مواقع مهنية عدة، حيث عمل لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من الـ«بي بي سي» عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، كما عمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي.

كتب الأديب الراحل روايات عدة ترجمت إلى أكثر من 30 لغة، والروايات هي: موسم الهجرة إلى الشمال، وعرس الزين، ومريود، وضو البيت، ودومة ود حامد، ومنسي، وتم تصنيف روايته موسم الهجرة إلى الشمال من أفضل 100 رواية في العالم، وصنفتها الأكاديمية العربية في دمشق في عام 2001 على أنها الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين. ‏

 

واقترن اسم صالح 1929-2009 في الذاكرة الادبية العربية بروايته الاكثر شهرة «موسم الهجرة الى الشمال» التي ترجمت لاكثر من 20 لغة.

وكان الناقد المصري رجاء النقاش 1934- 2008 فتح الطريق أمام مؤلفها حين أعاد نشرها عام 1966 في سلسلة «روايات الهلال» وكتب عنها مقالا عنوانه «الطيب صالح.. عبقري الرواية العربية» وهو لقب صار لصيقا بصالح، كما صارت روايته أحد معالم الرواية العربية.

و«موسم الهجرة الى الشمال» من الروايات العربية التي عالجت قضية تفاعل الثقافات وصدامها وعلاقة الشرق بالغرب، من خلال وجهة نظر بطل الرواية مصطفى سعيد القادم من السودان للدراسة في لندن وكان يتمتع بالذكاء لكنه يرغب في الانتقام بطريقته الخاصة من الغرب الذي احتل بلاده.

ويضم المجلد روايات «موسم الهجرة الى الشمال» و«عرس الزين» و«بندر شاه.. ضو البيت» و«بندر شاه.. مريود» والمجموعة القصصية «دومة ود حامد» اضافة الى ست قصص قصيرة.

ويقع المجلد في 512 صفحة منها مقدمة في 30 صفحة، كتبها الناقد السوداني ابراهيم القرشي الذي قال ان مهمته صعبة وشبهها بالامتحان في ضوء كثرة ما كتب عن المؤلف الذي تحلق أعماله في «فضاءات الانسانية الرحبة» نافياً عن صالح تهمة الاقلال، إذ ان مقالاته «وهي تضاهي رواياته» جمعت في عشرة مجلدات تضم أكثر من 2500 صفحة.

ويقول ان السودانيين «جميعا مدينون للطيب صالح، اذ بأدبه أصبحوا معروفين بين الامم»، مسجلا أن روايتي «بندر شاه.. ضو البيت» 1972 و«بندرشاه.. مريود» 1983 «جزآن من رواية حدثني الطيب أنه مهموم بكتابة الجزء الثالث منها ولا أدري ما فعل الله به»، اذ كان مسكونا بالقراءة كارها الكتابة.

ويضيف أن صالح كان «صاحب رسالة سودانية.. صاحب رسالة افريقية.. صاحب رسالة عربية.. ولكن أصدق الاوصاف عليه أنه انسان».

الأكثر مشاركة