«المجلات ذاكرة ثقافية» في عجمان
أكد أدباء ومفكرون إماراتيون وعرب، أهمية التعامل بجدية مع لغة العصر، وتحول النخب الثقافية نحو الاهتمام بالأدب الإلكتروني الذي اعتبروه البديل الطبيعي أمام الأجيال المقبلة. جاء ذلك خلال الندوة الثقافية التي عقدتها دائرة الثقافة والإعلام في عجمان تحت عنوان «المجلات ذاكرة ثقافية.. الواقع والآفاق» بحضور نخبة من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين والباحثين الإماراتيين والعرب.
وأكدت مديرة إدارة الشؤون الإعلامية في الدائرة كلثم المندوس، في كلمة الدائرة ان «تنظيم مثل هذه الندوات يأتي تعزيزاً لضرورات الفعل الثقافي ودعما لآليات الحراك الإبداعي، مشيرة الى ان إنتاج المعرفة ومعاصرة الأثر الابداعي هما عنوانا ما نطمح إليه في هذه الندوة التخصصية التي ترصد الدور الريادي الذي مارسته المجلات الثقافية في الوقوف بوجه الأمية الثقافية وتمرير المنجز الإبداعي العربي بمختلف اتجاهاته وتجلياته وأشكاله نحو فضاء التلقي.
وترأس الجلسة الأولى التي تمحورت حول «المجلات الثقافية الورقية بين حالة الاحتضار والمقاومة» الشاعر الإماراتي أحمد راشد ثاني، وشارك فيها الشاعر المغربي محمد بنيس والدكتور محمد عبيد غباش من الإمارات.
وطرح بنيس في ورقته عدداً من الأسئلة اعتبرها كبيرة ومحورية حول تراجع عهد المجلة الورقية في العالم العربي والمشروع الثقافي، وإلى أي حد يمكن اعتباره فاقداً لكل دلالة في زمننا. وتناول وسائل الاتصال السمعية والبصرية وأوضاع العولمة التي أثرت في التطور الثقافي منذ أواسط التسعينات من القرن الماضي، وكذلك الانتقال من المجلة الورقية إلى المجلة الإلكترونية ثم الانتقال من مجلة تحمل مشروعاً ثقافياً لجماعة من الكتاب، وعزا السبب في ذلك لغياب مشروع ثقافي يعضد المشروع التواصلي. واستعرض غباش تجربة مجلة «الأزمنة العربية» منذ بدء ظهورها في عام 1979 عن دار ابن ماجد للطباعة والنشر حتى توقفها نهائياً عن الصدور في .2004 وأكد أن هذه المطبوعة التي صدرت في آخر سنواتها إلكترونياً مثّلت إحدى صفحات الإعلام السياسي في الإمارات، لما تمتعت به من جرأة في التعبير عن القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية لأبناء الامارات.
وتحت عنوان «إشكالية فوضى المجلات الإلكترونية ومعوقاتها» انعقدت الجلسة الثانية للندوة برئاسة الزميل معن البياري ومشاركة الشاعر البحريني قاسم حداد ورئيس اتحاد كتاب الانترنت العرب، الأردني محمد السناجلة. وتحدث قاسم حداد عن تجاهل الموهبة الشعرية وغياب النقدين الأدبي والشعري، خصوصاً ما أدى إلى ضعف حضور القيمة الأدبية وركاكة المضمون في المحتوى الإلكتروني بل وتفشي الانفلات الشامل في نشر المزيد من الكتابات بوصفها شعراً في جميع المواقع الشخصية والعامة. وتناول محمد السناجلة تحديات وآفاق المجلات الرقمية، مؤكداً ان حل جميع مشكلات الإنترنت هو المزيد من الإنترنت. وأرجع اسباب فوضى المجلات الإلكترونية الى الحرية التي مكنت أي إنسان من إنشاء منبر خاص له على الشبكة العنكبوتية، سواء في صورة موقع أو صحيفة أو مدونة أو منتدى أو مجلة.