عبده خال: لسنا «خـزّانات نفط»
قال الروائي السعودي الحائز على الجائزة الدولية للرواية العربية «بوكر» التي أعلنت أول من أمس، عبده خال،«لسنا خزانات نفط وإن فوز روايته «ترمي بشرر» بالجائزة هذا العام لن يسهم في السماح بنشر وتوزيع الرواية داخل السعودية»، مشيراً إلى أن كل رواياته ممنوعة في المملكة، وهو أمر لا يقتصر عليه وحده، فكذلك الحال مع كتب ومؤلفات الدكتور غازي القصيبي، وكتاب آخرين، مؤكداً أن فوز الرواية بالجائزة يفتح نافذة واسعة أمام الآخرين، ما عدا داخل السعودية، للالتفات إلى ما يكتب في هذه البقعة من إبداع.
وأضاف «لسنوات طويلة ونحن نشكو، ككتاب خليجيين، في جلساتنا الخاصة من نظرة المركز إلينا كأطراف، ومن التعامل معنا كخزانات نفط، وهذه الجائزة فرصة مهمة لينظر المركز إلى ما لدينا من إبداع». مؤكداً أنه حتى إعلان النتيجة لم يكن يتوقع الفوز «اعتبرت ترشيحي للقائمة القصيرة فرصة لإبراز عمل روائي سعودي، ولكنني لم أتوقع الفوز، خصوصاً بعد الحديث عن تحالفات و(لوبي)، لأنني معبأ في داخلي بحكاية اللوبي، ولأن في بلدي لا يعرفون بأمر ترشيحي للجائزة، فكيف سيكون لي (لوبي) يساندني».
وأضاف ان «مشكلة الكاتب والمبدع السعودي ليست مع السلطة، ولكنها تكمن في عداء المجتمع له.. كارثة فعلاً أن يقف المجتمع ضدك، وهو ما يذكرني بمقولة (المجتمع السعودي مجتمع يقاد إلى الجنة بسلاسل)».
وذكر خـال خلال المؤتمر الصحـافي الذي عقـد مسـاء أول من أمـس في فندق الشـاطئ روتانا عقب إعلان فوزه بالجائزة، أن الجوائز «مضرة بالكاتب الذي يسعى إلى الابتعاد عن الأضواء، فمنذ ترشيحي للقائمة القصيرة للبوكر اشعر بأنني سجين القيل والقال»، رافضاً أن يتحدث عن كتاباته في الفترة المقبلة؛ فالتركيز عليه وعلى ما يكتـبه من النقاد والإعـلام أمر يصيبه بالانزعاج، موضحاً «لا أحب النقاد لأنهم يحملون الأعمال الأدبية التي يتعرضون لها برغباتهم وأفكارهم لتصبح مثل المركبة التي تقلهم ويرغبون في تسييرها، وظللت لفترة طويلة أكتب القصة القصيرة، وأحب ان أكتب بكل حريتي وأن أعبث كما أريد في الكتابة، فالمراقبة مزعجة جداً».
ووصف الروائي السعودي الكتابة بأنها ليسـت وسيلة للظهور، ولكنها وسيلة للتعايش مع نفسك وأحلامك، إذا سخرت الكتابة للتواصل مع العالم والناس، وتبادل معهم هذا الوجود الإنساني.
وعبر خال عن أسفه من أن العالم العربي مازال يصر على أن يقرن المبدع بما يكتبه، في إشارة إلى ربط البعض بين شخصية البطل في «ترمي بشرر» وبين شخصيته الحقيقية، لافتاً إلى تعمده الإشارة إلى ان صديقاً له أصر بهذه الحكاية على الخروج من تهمة إلصاق شخصية البطل به.
وأكمل «لا تستطيع كروائي ان تكتب حياتك أكثر من مرة، فإذا قدم الفنان سيرة ذاتية فلن يحدث ذلك سوى مرة أو مرتين، ولكن عندما يكون له لديه مشروع روائي تراكمي، لن تكون سيرة ذاتية، ولكنه يوجد في أعماله بشكل أو بآخر، وغالباً ما تحركني الفكرة قبل الحكاية، و(ترمي بشرر) هي لعشرات الشخصيات التي مرت في حياتي، ونصبت لها فخاً، وجلست لمدة أربع سنوات لتوظيفها في أحداث عمل لا أكون فيه البطل أو الهامش، ولكن بين بين».
برر المبدع السعودي عبده خال الأجواء السوداوية التي غلفت رواية «ترمي بشرر» بأنها تتناول بشاعة ما تعرض له البطل طارق فاضل وأصدقاؤه داخل القصر، وبالتالي لا يمكن ان يخرج الجو العام عن هذا الإطار، بينما يبدو ما هو خارج القصر وردياً وجميلاً.
وأشار إلى أن الرواية بها سرد وبوح خاصين «وما تحمله من سوداوية وبشاعة هو جزء من أسـرار نحملها، فالسرد يهرب أسرارنا في أحيان كثيرة».