مثقفون ناقشوا أثرها في الثقافة العربيةعبدالحميد
أحمد: الجوائز لا تصنع كاتباً
قال كتاب ومبدعون عرب إن الجوائز الثقافية في العالم العربي رغم الإشكاليات التي تعاني منها، استطاعت أن تحقق العديد من الأهداف الإيجابية، من أبرزها نشر الثقافة وتشجيع القراءة لدى الجمهور من جهة، وتقديم التقدير المعنوي والمادي للمبدع العربي، بما يعينه على مواصلة العمل والإبداع.
وذكر الأمين العام لجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية عبدالحميد أحمد، أن الجوائز العربية لا يمكن مقارنتها بنظيراتها في الغرب، إذ استطاعت الأخيرة أن تكرس نفسها عبر سنوات طويلة، اعتماداً على تقاليد عريقة أرستها، وما تتصف به من سمعة طيبة وصدقية، لا استناداً إلى قيمتها المادية، إلى جانب ما تتمتع به من استقلالية عن الحكومات، على عكس الأمر في العالم العربي، إذ تتسم الجوائز بالحداثة، وارتباط معظمها بمؤسسات حكومية في دولها، باستثناء قلة جاءت مبادرات شخصية.
وقال إن «هناك جوائز كانت بمنزلة مصيدة لفائز بها، وبعضها تسبب في موته إبداعياً، بينما كانت هناك جوائز نالها أصحابها ثم ندموا على ذلك، لأنها جاءت بدوافع سياسية وليست إبداعية».
مرارة ومتعة
واعتبر أحمد في مداخلته خلال ندوة أقيمت صباح أمس ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بتنظيم من جائزة زايد للكتاب، وحملت عنوان «أثر الجوائز الأدبية في حركة الثقافة العربية»، ان الجوائز العربية ليست هي التي تصنع المبدع، ولكن المبدع هو الذي يصنع الجائزة، حيث يكون موجوداً على الساحة بالفعل، وله حضوره ومكانته، «فجوائزنا للأسف تصل إلى المبدع متأخرة جداً وهو على حافة القبر»، واصفاً اللغط الذي عادة ما يصاحب الجوائز العربية بأنه امر طبيعي، خصوصاً في ظل ارتباط عدد كبير من هذه الجوائز بالدول، ولحداثة عمرها، وأيضاً لعدم تكريس هذه الجوائز لتقاليد واضحة تعتمد عليها، في ما يتعلق بمعايير التحكيم والصدقية والشفافية، بالإضافة إلى أن عدم قدرتها على التحرر والتحول لمؤسسات قائمة بذاتها ولها استقلاليتها، داعياً القائمين على هذه الجوائز إلى العمل سريعا على تحقيق الاستقلالية لها.
أما رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» في دورتها الثالثة الروائي الكويتي طالب الرفاعي فتطرق في حديثه خلال الندوة إلى جانب من تجربته في تحكيم الجائزة، التي وصفها بأنها كانت «معجونة بالمرارة والمتعة»، مشيراً إلى انه وقع في مأزق حين تلقى ترشيحه لرئاسة لجنة التحكيم، فقد تزامن ذلك مع إصداره رواية جديدة ورغبته في ترشيحها للمنافسة على الجائزة، وفي النهاية فضل لجنة التحكيم، التي أتاحت له قراءة 113 رواية، الأمر الذي كان تجربة ثرية له قارئاً وروائياً وإنساناً أيضاً.
وأوضح الرفاعي أن ما تتميز به الـ«بوكر» هو سعيها إلى تقديم مشهد مختلف عن الجوائز العربية الأخرى، وإصرارها على الإعلان عن قائمة الروايات المرشحة هو نقطة قوة لها. مؤكداً أن اللغط الذي صاحب الجائزة في مجمله بما فيه من اتهامات وتخوين، دليل على أهمية الجائزة، وأسهم في لفت المزيد من الانتباه إليها.
جدل
واتفق الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي مع رأي الرفاعي، معتبراً ان الجدل الذي ثار حول الـ«بوكر» كان بمنزلة امتحان للجنة تحكيم الجائزة استطاعت أن تجتازه بنجاح، حيث اتسم تصرفها بالعقلانية والحكمة تجاه كل ما تم تداوله.
بينما أشار الناقد المصري الدكتور صلاح فضل إلى جانب من سلبيات الجوائز في الدول العربية، من أبرزها وجود فئة من محترفي الجوائز من الكتاب، الذين يواظبون على التقدم لمختلف الجوائز، وبالتالي تذهب الجوائز للباحثين عنها والمتصيدين لها، وليس لمستحقيها الذين يترفعون عن المشاركة فيها، مبرراً اللغط الذي يصاحب الجوائز بأنه يعود إلى رغبة الخاسرين في إيجاد مبرر لخسارتهم بعيداً عن مستواهم الفني والأدبي.
وشدد فضل على ان الجوائز العربية، رغم سلبياتها وهي قليلة، نجحت في ان تحقق جملة من الأهداف الايجابية من أهمها تقديم التقدير المعنوي والمادي للكتاب، وهما الزاد الذي يدفعهم للمداومة على الإبداع، بالإضافة إلى دورها في صناعة شيء من التراكم للأعمال الإبداعية، وكذلك الترويج للإبداع، وتشكيل ذاكرة إبداعية قوية، فالجوائز هي ركائز صلبة تستند إليها الفنون الإبداعية، مطالباً بتوجيه المزيد من الاهتمام بالجوائز العلمية التي تعتبر نادرة في العالم العربي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news