مرشحــو «بـوكــر» فــي مجلس الكتاب
قال الروائي الفلسطيني جمال ناجي، إن أهم ما تقدمه روايته التي ترشحت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية الـ«بوكر» (عندما تشيخ الذئاب)، هو تخطي التابوهات التقليدية الثلاثة (الدين والجنس والسياسة)، وإنه استطاع ان يتحرر من الرقيب المقيم بداخله. وأضاف «مررنا بمرحلة عرفية في فترة الثمانينات، قبل ان تبدأ فترة تتسم بالديمقراطية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار سور برلين وانتهاء الحرب الباردة في التسعينات، وخلال تلك بدأ الرقيب المقيم بداخلنا -ككتاب- في الرحيل، ولكن لم نتخلص منه تماماً حتى بداية العقد الحالي، ولكني الآن تخلصت منه تماماً، ولم اعد أقيم أي اعتبارات للتابوهات الثلاثة، وهذا هو السبب وراء الضجة التي رافقت الرواية».
واعتبر ناجي أن منع وزارة الثقافة في الأردن من طباعة الرواية، هو ثمن كسر هذه التابوهات. وأوضح «لا ادعي أنني دفعت ثمناً باهظاً، فمنع الرواية وإيقاف طباعتها امر طبيعي يرتبط بالمسائل النقدية التي توجه لرواية للأداء السياسي والفساد، والكيفية التي تتم بها صناعة المسؤولين وأصحاب القرار، وهي أمور لم تكن مثارة من قبل في الوطن العربي إلا في حدود هامش ضيق جداً».
مشيراً خلال الأمسية التي جمعت عدداً من الكتاب المرشحة أعمالهم ضمن القائمة القصيرة للـ«بوكر» أول من أمس، في مجلس الكتاب بمعرض ابوظبي الدولي للكتاب، إلى أنه لا يستطيع تخيل ان يكون هناك عمل روائي جيد من دون التابوهات الثلاثة، فهي تمثل عناصر الحياة، فالدين يخضع حالياً لعملية استثمار من قبل أناس يتصفون بالسلبية، ما يؤدي إلى إرباك حياة الناس، أما الجنس فهو جانب مهم في الطبيعة البشرية وفي الحياة، ولذلك ليس أمامنا سوى ان نضع هذه الاعتبارات جانبا ونكتب ما نريد.
أعمال تتناول العائلة
ولفتت الكاتبة المصرية منصورة عز الدين صاحبة رواية «وراء الفردوس» إلى اتجاه عدد من الكتاب خلال الفترة الحالية إلى طرح أعمال تتناول العائلة وعلاقات الأجيال المختلفة، بما قد يعكس رغبة في تأصيل للجيل الحالي. معتبرة أن روايتها من الصعب تصنيفها في هذا الاتجاه.
وقالت «بشكل شخصي لست مشغولة على الإطلاق بالتصنيف، وأثناء الكتابة أكون كالشخص الأعمى، والرواية تكتب نفسها، وكثيراً ما تقود الشخصيات الكاتب لطريق مختلف خلال العمل، كما تختار التقنية التي ستخرج بها الرواية في النهاية».
ورفضت عز الدين، تصنيف العمل الأدبي وفقاً لجنس الكاتب.
مشيرة إلى محاولتها نفي النسوية، وهي ليست اتهام، «ولكنني لا أرغب في الانخراط في شيء لا يقيدني ويعميني عما حولي». لافتة إلى ان المرأة الكاتبة تعاني أكثر من نظيرها الرجل نتيجة لتعدد الأدوار التي عليها ان تقوم بها كامرأة عاملة وزوجة وأم.
وقالت «لست متحدثة باسم المرأة الكاتبة، فكل كاتب يعتبر حالة خاصة بذاته، في الوقت نفسه اعتقد ان الحقوق لا تعطى، وعلى كل شخص أن يأخذ حقوقه بطريقته، والإحساس بالقهر لا يبدأ إلا من داخل الكاتب نفسه».
موضحة ان استقبال المجتمع الثقافي للمرأة الكاتبة يتسم في بعض الأحيان بالتهليل المبالغ فيه، أو يقابل في أحيان أخرى برغبة في تحويل الكاتبات إلى أقلية صغيرة منفصلة عن المجتمع، وهو ما يمكن ملاحظته في جيل التسعينات، رغم ان تلك الفترة شهدت الكثير من الأصوات النسائية.
نهاية مفتوحة
وأوضح الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون صاحب رواية «السيدة من تل أبيب» أنه يمكن النظر إلى روايته كتكملة للروايات التي تصور الواقع الفلسطيني مثل «رجال في الشمس» لغسان كنفاني وغيرها. مشدداً على ضرورة ألا تكرر الأعمال الروائية ما سبق وتناولته الأعمال السابقة، ولكن ان تنطلق منها لتوضح ما حدث للفلسطينيين في ما بعد صدور هذه الأعمال، والتغيرات التي طرأت على هويتهم، وهو ما عمل عليه في روايته التي يحمل بطلها الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية في الوقت نفسه. مشيراً إلى تعمده ترك نهاية الرواية مفتوحة أمام القارئ على احتمالات عدة، بما قد يشير إلى أن كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين لم يصلوا بعد إلى درجة النضج التي تمكنهم من وضع نهاية للوضع الحالي، أو أن هناك تعثراً في تحقيق ذلك، وغير ذلك من احتمالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news