منها الناطقة والمضيئة والزكية الرائحة
أشكال مرحة لكتب الأطفال تجمع التعليـم والتسلية
شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في تصميم كتب الأطفال، بهدف تحفيزهم على القراءة وترويج تلك المطبوعات، من خلال ابتكار أشكال مرحة للكتب، إذ أطلق مصممو المطبوعات العنان لخيالهم ليبتكروا أشكالاً جديدة بعيدة عن الأنماط التقليدية المعتادة لكتب الصغار. وفي الدورة الـ20 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب التي اختتمت أمس، عرضت كتب تصدر موسيقى عند تصفحها، وأخرى تقفز من بين أوراقها شخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال، وكتب ناطقة تحاور الطفل من خلال نظام صوتي، وكتب تعبق برائحة زكية، وأخرى تطلق أضواءً ملوّنة.
وفي معظم الدول يحظى الطفل باهتمام بالغ من المؤلفين والرسامين والمصممين وأصحاب دور النشر الذين يتسابقون في تقديم الجديد والحديث على إصداراتهم ومؤلفاتهم، متمنين أن ترتقي لذهنية الجيل الجديد الذي أصبح «متعولماً» مع توافر التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال السريعة.
نصائح للأهالي رصدت مدرسة الطب النفسي في جامعة« نيو إنغلاند» الأسترالية، في دراسة لها، الوسائل المساعدة لتحفيز الأطفال على القراءة، وقدمت للأمهات والآباء مجموعة من النصائح: -- القراءة يومياً للأطفال قبل النوم حتى في أيام الإجازات. -- التعليق على موضوع القراءة بصورة إيجابية. -- تنويع القراءة بشكل يومي. -- تعليق حروف اللغة على الجدران وعلى أثاث حجرة الطفل. -- تشجيع الطفل على القراءة والاحتفاء به كلما انتهى من قـراءة 10 كتب. -- مدح الطفل على حبه للقراءة وبيان فوائد القراءة. -- مساعدة الطفل على تسجيل أسماء الكتب التي قرأها. -- الاستمرار بالقراءة معه لفترات بسيطة، حتى بعد أن يعتاد على القراءة بنفسه، مع مناقشة ما يقرأ. -- تشجيع الطفل على اختيار الكتب التي سيقرأها حتى يكشف عن مواهبه وميوله منذ سن مبكرة. |
ويرى ناشرون مشاركون في الدورة الـ20 لمعرض أبوظبي للكتاب أن «إصدار كتاب للطفل ليس بالأمر السهل»، معزين السبب إلى أن الأطفال حركوا مخيلة المؤلفين والمصممين لإبداع طرق عدة لجذب انتباههم وتشجيعهم على القراءة، من خلال كتاب مفيد جذاب يُعلّم الطفل بمرح، من خلال كتب موسيقية وأخرى ناطقة، إضافة إلى كتب مضيئة، وغير ذلك من الأشكال. في حين يرى البعض منهم أن «الأشكال الجديدة للكتب تزيد من التسلية على حساب المضمون».
طبيعة فطرية
يقول محمد الشعار من دار «العريس» للكمبيوتر اللبنانية، «أننا على يقين أكثر بأن الأدب الموجّه إلى الطفل، يعد نواة لتشكيل شخصيته»، موضحاً أن«دراسات أجريت في وطننا العربي كشفت، للأسف، أن القراءة لدى الطفل العربي ليست من أولويات اهتماماته، لذلك ارتأى مهتمون أن يطوروا شكل الكتاب مع الحفاظ على المضمون الذي يهدف إلى تنمية إدراك الطفل ثقافياً وعلمياً».
ويضيف «نحن نخاطب جيلاً متعولماً له صلة مباشرة مع التقنيات الحديثة، لذا يجب علينا أن نقدم له كتاباً يلبي رغبته ويعزز من انتمائه لعالمه»، مؤكداً «لا ضرر من الكتاب الناطق أو الكتاب الذي يصدر الموسيقى وفيه كثير من الألعاب مادام يجتذب الطفل ليمسكه ويقلب صفحاته».
في المقابل، يقول ماهر عبدالله من شركة «المجرة» للنشر والتوزيع في مصر، إن «للطفل طبيعة فطرية تجاه اللعب واللهو والبحث عن كل ما هو ممتع»، مضيفاً أن «معظم كُتّاب أدب الأطفال وصلوا إلى قناعة أن موادهم الأدبية أو التعليمية لن تأخذ مساحتها إلا إذا أضافوا لها بعضاً من المؤثرات المسلية التي تجذب انتباه الطفل»، موضحاً أن «كتاباً يحمل الفائدة في الدرجة الأولى الى جانب المتعة واللعب يشهد اقبالاً غير عادي من قبل الطفل الذي سيتأثر بالفكرة ويصر على اقتناء الكتاب وقراءة محتواه».
تقنيات حديثة
يقول أنور كارا من دار «كيوب» البريطانية، إن «كتب الأطفال أصبحت بأشكال كثيرة، تجعل الكبار يتمنون أن يعودوا صغاراً، ولو ليوم واحد»، مشيراً إلى أن هذه الأشكال المرحة للكتب تقدم للطفل معارف متنوّعة في السلوك والعلوم والفنون والتاريخ واللغة، من شأنها تعزيز ادراكه، فترى كتباً ينتج عنها موسيقى وأخرى لشخصيات كرتونية وغيرها. ويرى أن «التكنولوجيا تجعل الطفل في هـذا العصر مهتما، وأن هناك تقنيات حديثـة يمكن إدخالها على كتاب الطفل، من خلال تطبيق افكار عالمية بعد تطويعها لتتناسب مع الطفل العربي، ما يعزز فرصة الطفل العربي لأن يكون عالمياً فهـو أكثر اطلاعاً مـن الأجـيال السابقة على عالم الكمبيوتر وأدوات الاتصال الحديثة». موضحاً أن «الكتاب التقليدي يقرأ ثم يهمل، أما إدخال بعض التقنيات والمؤثرات الحديثة فتجعله لعبـة وكتاباً معاً».
سليم عبدالرحمن من مكتبة «الجامعة» في أبوظبي، يبين أن الأطفال بطبيعتهم يحبون اللعب واللهو، وبما أن «القراءة جزء ثقيل على قلوب بعضهم، ارتأى خبراء أن يضيفوا بعضاً من التسلية على الكتاب من خلال الموسيقى والشخصيات الكرتونية كي تشجعهم على القراءة».
رأي مخالف
أما أنيس سعد من دار «الرقي» اللبنانية، كان له رأي مخالف، ويصف «هذه النوعية من الكتب بأنها لا تعيش، والإضافات الموجودة فيها لا معنى لها، ولا تشجع على القراءة، بل تستغل حب الطفل للتسلية وتبعده عن الهدف المرجو، الذي يكمن في تعزيز حب القراءة لدى الطفل، من أجل محتوى الكتاب من معلومات، وليس لما يحتويه من ألعاب ومؤثرات مضافـة تقصّر عمر الكتاب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news