ناشرون غربيون اعتبروها تدميراً لصناعـة الكتاب في العالم
القرصنـة لا تُخيـــف أمّة لا تقرأ
ارتبطت القرصنة الالكترونية لوقت طويل بالموسيقى والأفلام السينمائية والألبومات الغنائية، لكنها مع تنامي الإقبال العالمي على الكتاب صارت القرصنة تضع يدها على ما هو جديد ورائج في سوق المطبوعات، وأصبحت خلال فترة قصيرة كابوسا يؤرق أصحاب دور النشر والمؤلفين حول العالم.
وعلى الرغم من الجهود العالمية لمكافحة قرصنة الكتب والتصدي لها عالمياً، تظل على المستوى العربي من الأمور الثانوية «لأننا أمة لا تقرأ» وبالتالي لا يعتبر الكتاب سلعة مربحة أو مجدية لقراصنة الكتب.
وأكد عدد من أصحاب دور نشر شاركوا في الدورة الـ20 من معرض كتاب أبوظبي الدولي الذي اختتم فعالياته أخيراً انهم لا يخافون من القرصنة لأنهم ينتجون الكتاب في أمة لا تقرأ، شعبها غير معني كثيراً باقتناء الكتاب وشرائه، وبالتالي لن يأخذ القراصنة الكتاب العربي على محمل الجد، في الوقت الذي أبدى أصحاب دور نشر غربية في المعرض قلقهم الشديد من هذه الظاهرة، وأشاروا إلى قضايا عدة مرفوعه أمام المحاكم في هذا المجال.
وأوضحوا أنهم بعد التقرير الذي بثته قناة «سي ان بي سي» أخيراً، حول ارتفاع نسب مبيعات الكتب الالكترونية في عام 2009 استنفروا للبحث عن وسيلة أخرى تضمن حقوقهم المادية والمعنوية.
خوف
ديان كونواي من «ليرنينج ميديا» بريطانيا، قالت «لا نخاف من شيء أكثر من القرصنة الإلكترونية التي تضيع علينا حقوقنا والاموال الطائلة التي ننفقها في شراء حقوق النشر والطباعة والتوزيع»، وأضافت «الكتب التي تتم قرصنتها تباع بربع القيمة التي نطرحها، وبهذا يضمن القراصنة مبالغ كبيرة أمام عدد كبير من القراء الذين يقبلون على شراء هذه الكتب». وأشارت إلى «وجود العديد من القضايا في المحاكم البريطانية لم ينطق الحكم بها لعدم قدرة الجهات المعنية على الوصول إلى القراصنة الذين يهددون مستقبل صناعة الكتب في العالم».
وقال باوس باو من دار «ايمباس اوف ذه كينج دوم اوف ذه نيذر لاندس» الهولندية أن «هناك حرباً حقيقية بين الناشرين والكتاب والقراصنة، إلا أننا لا نعرف من سينتصر في النهاية، فلم نسمع حتى الآن خبرا عن القبض على القراصنة أو تعويضات للخسائر التي تتكبدها دور النشر»، وأضاف «ثقتنا بأن نلعب دورا في حسم هذه المعركة كبيرة، خصوصاً إن امتنعنا عن شراء الكتب المقرصنة والمسروقة».
وأكدت ماري شان من دار «ام سي سي ام» الصينية أن «القراصنة هم أعداء الفكر والكتاب في العالم، لأنهم يقدمون تعبنا ومجهودنا على طبق من ذهب للمشترين وبأبخس الأسعار»، وأشارت إلى أن المشكلة تكمن في العجز عن الامساك بهم، نحن نخاف على منشوراتنا ولذلك نحرص أشد الحرص على ألا تتسرب اي نسخة الى الخارج، ولا نعلن عنها الا بعد ضمانات كبيرة لحفظ حقوقنا وحقوق المؤلفين.
كتب رخيصة
وقال علي حسون من دار الفارابي «في وطننا العربي لا نعاني من مسألة القرصنة كثيراً لأن كتبنا بالأساس ليست غالية الثمن، ولكننا نخاف على الكتب التي نترجمها من لغات عالمية إلا أننا بصورة عامة لم نتعرض للقرصنة بشكل مزعج».
وأكد صاحب المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر كيالي، أن «القراصنة لا يوقرون أحداً، فنرى كتبنا موجودة على الانترنت وجاهزة للطباعة بثمن زهيد مقارنة بالسعر الاصلي، إلا أننا لا نملك اي دليل خصوصاً في الأساليب التي يتبعها القراصنة لحماية أنفسهم».
وأوضح «هناك قراصنة جريئون جداً يضعون بياناتهم وعنوانيهم بشكل صحيح، ويتحدون أي نوع من المحاكم لأنهم باختصار يجرون تعديلات وتغييرات على النسخة الاصلية، فيغيرون الخط ويعتمدون الاخطاء، ويغيرون الغلاف أيضا، وبهذا يضمنون شرعيتهم في النشر إلكترونياً»، وأشار إلى أن ظاهرة القرصنة ليست مخيفة كماهو الحال في الغرب لأن الكتاب العربي سوقه محدودة وقراؤه قليلون».
محمد ابراهيم من الدار الجامعية بمصر قال إن «مفاهيم عدة طرأت على الكتاب منذ دخول الانترنت، من شكل الكتاب وطرق بيعه والقدرة على قراءته كاملاً من خلال الصفحات الالكترونية أو شاشة الجهاز المحمول، والقرصنة جزء لا يتجزأ من تلك الاشكال الحديثة التي تهدد الكتاب وديمومته، وتهدد العلاقة بينه وبين القارئ.
ويرى صاحب دار كنعان سعيد البرغوتي، أن «القراصنة لا يهددون الكتاب العربي لعدم وجود القارئ الذي لا يهتم بالقراءة، سواء من خلال الكتاب أو من خلال الانترنت، فالقراصنة خاسرون في منطقتنا العربية لاشك».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news