فنانتان باكستانيتان تعرضان في غالـيـري «كينزا»
«حيث تحــط الأرواح».. الألوان تبرز الواقع والخيـال
شكلت ألوان الطبيعة السمة الأساسية للمعرض الذي حمل عنوان «حيث تحط الأرواح»، الذي افتتح أخيراً في غاليري كينزا، في مدينة جميرا، حيث قدمت فنانتان باكستانيتان تصورهما للحياة المادية وكذلك الروحية، وعبرتا من خلال الألوان عن الصلة بين الواقع والخيال. وبينما شكلت الوجوه بالإضافة إلى ألوان الطبيعة الزرقاء السبيل للفنانة شاكيرا مسعود، لتقدم وجهة نظرها حول عمق الحياة الروحية، أخذت الفنانة سوميرا إسحاق ألوانها إلى أبعد من حدود العمل باليد، فتركت الطبيعة تحدد مسارات الألوان في لوحاتها، لتجسد عظمة الخالق وقدرته على تحريك الكون.
موسيقىإلى جانب الأعمال التشكيلية، قدم الفنان الباكستاني زياد غولزار تصوره للأرواح في هذا المعرض من خلال المقطوعة الموسيقية التي ألفها، و أتت مكملة لمعاني اللوحات. وتتميز المقطوعة بكونها تنتقل في العزف بين الكلاسيكية والموسيقى المعاصرة، فيما كان يُقطّع الموسيقى بعض الأصوات التي تشبه زقزقة العصافير، التي يمكن القول إنها إشارة إلى العودة إلى الطبيعة. |
قدمت شاكيرا مسعود في المعرض الذي يستمر حتى 31 مارس الجاري، خمس لوحات جسدت فيها، من خلال الوجه الذي يطفو على سطح الماء، كيفية هبوط الأرواح، حيث لجأت إلى الملامح لتصور المعاني الروحية، لاسيما في اللوحات التي استخدمت فيها الألوان الزيتية الزرقاء. وركزت مسعود على حوار الأنا والذات من خلال الوجه الواحد الذي رسمته بالحبر الأسود على الورق الأبيض، فالوجوه تتحدث مع نفسها، فيما أتاحت المساحة البيضاء التي خلفتها في هذه اللوحات فرصة كبيرة أمام المشاهد للتأمل في أبعد من حدود الوجه الذي يسبح في عالم من الصفاء.
ألوان
أما الفنانة سوميرا إسحاق، فقد ركزت في لوحاتها الخمس على الألوان المستوحاة من الأرض، فكان لديها البني والأحمر القوي، بالإضافة إلى الأخضر. ويمكن القول إنها تمكنت من تفجير براكين غضب ثائرة على اللوحات، حيث تركت الطبيعة تحدد مسار اللون. ولم تكتف الفنانة بوضع الألوان بهذه الطريقة، بل أخذت أعمالها شيئاً من مفهوم الكولاج، ولكن هذا الأمر أتي معها بتلقائية، حيث انها عمدت إلى تلوين الحصى أو أوراق الشجر أو حتى الزهور الصغيرة التي كانت تلتصق بالألوان بفعل تطايرها على اللوحة الموجودة في الطبيعة. أما الرسائل التي أرادت أن تصل من خلال الأعمال فقد مررتها بأسلوب علني من خلال كتابة كلمة واحدة تعبر عن اللوحة بالإجمال، فقد كتبت «الصمد» على إحدى اللوحات و«الخالق» على أخرى و«النور» على اللوحة الثالثة.
الأبيض
وقالت شاكيرا مسعود عن أعمالها، «حرصت على أن أقدم من خلال ألواني شعور المرء في الطبيعة، فالأبيض يظهر نور الله وكذلك يجسد الروح داخل الإنسان، وكذلك الأزرق يعبر عن الصفاء». وأضافت أن «الهدف الأساسي من لوحاتي أن أبرز كيف نتلقى الكثير من الهبات من الخالق، فيما يأتي اعتمادي على التقليل من الرسم في اللوحة وترك المساحة البيضاء كبيرة جداً، على سبيل الموازنة بين الفكر واللون». أما الفنانة سوميرا ومالكة غاليري كينزا، فقد أكدت، أن لوحاتها «تجسد الطبيعة، لأن هناك اتجاهاً للحفاظ على البيئة، وبالتالي لم استخدم الفرشاة إطلاقاً، بل أترك الألوان تطفو على اللوحات، ثم أحرك الكانفاس، وأجعلها تأخذ شكلها على اللوحة من جراء عمل الطبيعة، حيث أتركها 10 أيام كي تجف». ولفتت إلى أنها فخورة جداً بالنتيجة التي تظهر من هذه اللوحات، لأن هذه التقنية تجعلها جزءاً من اللوحة، فهي قادرة على التعبير عن ذاتها بالطريقة التي تحب. وأشارت إلى أن اتجاه الفن المعاصر ليس سهلاً إطلاقا، حيث ان الفنان يحتاج إلى التمكن من إدارة البيئة التي يعيش فيها كي يتقدم في مجال
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news