تستكمل «أحلام سعيد» بـ «بنات شمة» في رمضان المقبل
سميرة أحمد: النـصّ الجيـد عُملة نادرة
لا يمكن الحديث عن الدراما الإماراتية من دون الوقوف في محطة طويلة أمام الفنانة سميرة أحمد التي يلقبها البعض بـ«سيدة الدراما الإماراتية»، وهو أمر عضده منحها جائزة الإمارات التقديرية، بعد عقود من إسهامها الإيجابي في مسيرة الدراما الإماراتية، شاركت عبرها في عشرات المسرحيات والأعمال التلفزيونية والإذاعية، وعندما استقالت، أخيراً، من منصبها رئيس قسم تعزيز الهوية الوطنية في وزارة الثقافة، لم يكن الأمر لدواعٍ ذاتية، بقدر ما كان الرغبة في المواءمة بين عشقها الأول التمثيل، وجديدها الذي استُحدث عبر دخولها عالم الإنتاج الذي بدأته بمسلسل «وجه آخر»، فضلاً عن أهمية تخصيص مزيد من الوقت للعائلة.
استقالة غير مبررة
كأن استقالة رئيسة قسم الهوية في وزارة الثقافة والشباب وخدمة المجتمع الفنانة سميرة أحمد، غير مفعلة، على الرغم من مرور شهور طويلة عليها، بسبب تواصلها ووجودها الدائم في المشاركات الثقافية التي تستدعي وجودها سواء داخل أو خارج الدولة، ما بررته لـ«الإمارات اليوم» بقولها «علاقتي بالفنانين وبعض المسؤولين في الوزارة، وعلى رأسهم الوزير عبدالرحمن العويس، تتعدى روتينية العمل إلى السعي لتقديم رسالة تصب في خدمة المجتمع، وسواء كنت منتمية رسمياً إلى الوزارة ام لا، فإنني فنانة ومواطنة تسعى لخدمة مصلحة مجتمعها»، مشيرة إلى أن الاستقالة كانت لأسباب لا يقف وراءها أي مشكلات تخص بيئة العمل في الوزارة. وذكرت سميرة التي كانت عضو لجنة تحكيم مهرجان الشباب، أن رمضان المقبل سيكون فرصة لظهور وجوه جديدة وتدعيم حضور أخرى في حاجة إلى فرص حقيقية، من خلال التنسيق مع مؤسسة دبي للإعلام التي أبدت اهتماماً بالممثلين الذين أفرزتهم خشبة مهرجان الشباب، سواء من حصد جوائز منهم مثل حسن يوسف او غيرهم مثل ريم الفيصل وآخرين. |
وكشفت سميرة أحمد، التي تعتبر أن النص الجيد صار عملة نادرة، لـ«الإمارت اليوم» أنها بصدد البدء في تصوير أول مشاهد مسلسل «أحلام سعيد» الذي سيكون بمثابة بداية لعودتها من جديد إلى مجال الأعمال الكوميدية، مضيفة «أسعى إلى أن يكون (أحلام سعيد) خطوة موفقة في مجال الاهتمام بالأعمال الكوميدية ليس خلال شهر رمضان فقط، بل على مدار العام»، مضيفة «عندما يستشعر الفنان أن هناك اتجاهاً ما هو أكثر طلباً من غيره لدى الجمهور فإن الحس الفني يدفعه دائماً إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لهذا الجانب»، مؤكدة أن الكوميديا أصبحت وجبة درامية مطلوبة على مدار العام وليس في رمضان فقط.
لكن الأهم من ذلك ـ حسب سميرة أحمد ـ هو كسر روتينية المسلسلات ذات الـ30 حلقة التي يضطر كتابها ومخرجوها للجوء إلى المط الدرامي من أجل تغطية كامل أيام الشهر الفضيل، مضيفة «سيتيح النمط الجديد الذي من المتوقع أن تلجأ إليه الكثير من الفضائيات العربية هذا العام وهو بث مسلسلات متوسط عدد حلقاتها يراوح حول الرقم ،15 إلى القضاء نسبياً على ظاهرة المط الدرامي التي تصيب المشاهدين بالملل، وهناك اعمال يسمح ثراؤها وغناها وطبيعتها الدرامية بمعالجتها في 30 حلقة، وربما في أعمال عبر أجزاء، لكن الكثير أيضاً يصل إلى هذا الرقم لأغراض تجارية وتسويقية بحتة».
وتتولى سميرة عبر شركتها الخاصة إنتاج المسلسل لمصلحة قناة «سما دبي» الفضائية، وتشارك فيه الفنانة الكويتية هيا الشعيبي ومواطنتها مي، إلى جانب كل من حبيب غلوم ومرعي الحليان وأحمد الأنصاري والبحرينية شيماء سبت، إلى جانب سميرة نفسها التي تشارك ضمن أسرة المسلسل ممثلة أيضاً، ويخرجه الأردني حماد الزعبي.
وأضافت سميرة أنها تجهز أيضاً لبدء تصوير مسلسل درامي بعنوان «بنات شمة» من المتوقع أن يستكمل ما تبقى من الشهر الرمضاني على قناة «سما دبي»، مضيفة أن «هناك خطاً درامياً في هذا المسلسل يمكن أن يشكّل امتداداً للمسلسل الأول، وهو أسلوب جديد يمكن أن يلقى رواجاً في مختلف الفضائيات العربية في ما بعد، عبر مسلسلين منفصلين متصلين في الوقت ذاته، يقضيان على آفة الإطالة غير المبررة في المشاهد من أجل الوصول إلى الرقم ،30 وفي ذات الوقت يجمع بينهما وحدة موضوعية من نوع ما». واشارت سميرة إلى أن المسلسل الجديد الذي تتولى إنتاجه سيخرجه الأردني حسن بوشعيرة ويشارك فيه كل من فاطمة الحوسني ورزيقة طارش وعبدالله صالح.
وفي ما يتعلق بغياب الكثير من نجوم الدراما الخليجية بشكل عام وبالنسبة لها بشكل خاص قالت سميرة «هناك إشكالية كبرى تتعلق بجودة النصوص أتلمسها بشكل شخصي، فلا يمكن أن يقبل فنان يحظى بثقة جمهور بعمل ما لمجرد الوجود، لأن النص الجيد أضحى عملة صعبة نادرة الوجود».
وكشفت سميرة انها في هذه المرحلة الفنية من مسيرتها تولي اهتماماً كبيراً باستكشاف المواهب الفنية. وتابعت «يجب أن نتذكر دائماً أن هناك جيلاً جديداً ينتظر المساعدة من لأجل دفع المنتمين إليه باتجاه خطوتهم الأولى، وسيحسب للفنان الكبير دائماً أنه أول من أخذ بيد فنان في مشاهده الأولى، وإن لم يسجل ذلك فإنه من المؤكد سيكون قد شعر برضا ذاتي لأنه مثل روح رسالته الفنية كما ينبغي»، مشيرة إلى أنها تتبع المواهب الفنية على خشبات المسارح بشكل خاص، حتى وإن كانت الأدوار الموكولة إليهم شديدة الثانوية.
وحول سلبية التعامل مع أعمال شهر رمضان بمفهوم التخمة الدرامية، ذكرت سميرة ان سياسة الكثير من القنوات الفضائية وليس شركات الإنتاج أو الفنانين أنفسهم، هي ما تقف خلف تلك الظاهرة، مضيفة «الكثير من المسلسلات الجيدة تظلم بسبب تزامن وقت عرضها مع العديد من الأعمال الأخرى، ويبقى ما بعد رمضان الفرصة الحقيقية لاستكشافها، لذلك من الأولى توزيع الاهتمام على مدار العام دون اقتصاره على شهر وحيد هو الشهر الفضيل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news