على مسرح قصر الثقافة في الشارقة
60 ناشئاً يعزفون موسيقى عالمـية
أجواء موسيقية، بأنامل نحو 60 ناشئاً مبدعاً، ملأت أرجاء مسرح قصر الثقافة في الشارقة، أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2010 ومهرجان الإمارات الدولي السادس لموسيقى السلام، بالتعاون مع أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة والأوركسترا السيمفونية للشباب لمدينة براغ، وبتنظيم مجموعة مسارح الشارقة.
بدأ الحفل الذي حضرته الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وعدد من المهتمين بالفن والموسيقى، إضافة إلى جمهور كبير، بعزف الأطفال والشباب من الجنسين، من التشيك وبولونيا والصين والولايات المتحدة الأميركية، أشهر المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية العالمية، متجاوزين حدود الزمان والمكان، معبرين عن وحدة وتلاحم على الرغم من اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، مؤكدين على أهدافهم السامية في الدعوة للسلام لكل أقطار العالم، وراغبين في أن تصل رسالتهم لكل شخص بما يملكون من قدرات ومواهب في مجال الفن، مؤكدين أن الموسيقى يمكن أن تصير جسراً للتواصل والتخاطب بين شعوب العالم.
مقطوعات عالمية
استمرت الأوركسترا في العزف لمدة ساعة ونصف الساعة، استمتع الحضور خلالها بمقطوعات مقدمة لأشهر الموسيقيين العالميين، كما قدمت الأوركسترا مقطوعة شرقية، وقدم فيها العازفون أفضل مالديهم، إذ استطاعت العازفة الصغيرة إيلي تشوي العازفة (ثمانية أعوام) أن تلفت الأنظار إليها بعزفها المميز على آلة الكمان، واستطاعت بمهارة الانتقال بين ألحان متنوعة، والانسجام مع المجموعة بسرعة لافتة، وجذبت عازفة التشيلو سرينا زيهانق (13 عاماً) الحاضرين بعزفها المتقن وانتقالها بين المقامات بحرفية عالية الذي دل على نبوغها الموسيقي.
وصفق الجمهور بحرارة لجميع أفراد الأوركسترا وقائدها، الذين أبدعوا في تقديم المقطوعات الموسيقية، وقامت مجموعة مسارح الشارقة بتقديم درع شكر لكل من العازفتين إيلي تشوي وسرينا زيهانق.
وقال مدير عام مجموعة مسارح الشارقة محمد حمدان بن جرش السويدي «تنظيمنا ورعايتنا لمهرجان الإمارات الدولي السادس لموسيقى السلام بالتعاون مع أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة، يأتي تماشياً مع أهدافنا واستراتيجيتنا في استقطاب جميع أنواع الفنون المسرحية الهادفة، فأحد أهم أهدافنا تنويع الفعاليات وتشجيع ورعاية المواهب الشابة الواعدة»، مضيفا أن «أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة تضم عدداً من المواهب الموسيقية التي يجب أن نأخذ بيدها ونسهم في تطويرها، خصوصاً أننا نعنى بالفن بجميع أشكاله، ونهتم بطرح الفن الراقي».
وأشار بن جرش إلى أن الحدث يحمل رسالة السلام، ويسهم في مد جسور التواصل بين الشعوب والجنسيات الأخرى «فالموسيقى ليست حكر على شعب أو عرق معين، إنما أداة للحوار الثقافي بين جنسيات متعددة وخصوصاً أننا نعيش في دولة متفتحة تضم العديد من الجنسيات الذين تختلف لغاتهم وأديانهم، فتكون الموسيقى هي التي تجمعهم وتمد جسور التعارف بينهم».
تشجيع
وعبر مؤسس ومدير وقائد أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة السوري رياض قدسي عن سعادته بإقامة الأوركسترا في الشارقة، «تكتسب الموسيقى أهمية كبرى بالنسبة للأجيال، الحالية والمستقبلية، ويمكن للموسيقى الكلاسيكية أن تكون لغة عالمية تتخطى جميع الثقافات والحدود، ما يشكل أساساً قوياً للسلام الذي نطمح إليه جميعاً. وعندما نرعى المواهب الشابة، فإننا نزرع بذور هذا السلام المنشود».
يذكر أن المهرجان ينطلق من أجل تشجيع جيل الشباب على الاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية، ورعاية وصقل المواهب الواعدة في الإمارات، سعياً إلى تأسيس أوركسترا سيمفونية وطنية تضم كادراً متميزاً من الشباب الإماراتي الموهوب. وأما الهدف الأسمى لأنشطة المهرجان، فيتمثل في نشر رسالة السلام، والتي يجسدها من خلال اثنين من أكثر رموز السلام تعبيراً على المستوى العالمي، وهما الموسيقى والطفل. ويشار إلى أن أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة منذ أن أسسها رياض قدسي في عام 1993 ،شاركت في العديد من مهرجانات الموسيقى الدولية في جمهورية التشيك، وفرنسا، والكويت، وعُمان. وحصل عدد من أعضاء الفرقة السابقين، الذين أتموا دراساتهم الأكاديمية، على منح لمتابعة دراساتهم الموسيقية في العزف على الكمان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news