حسن شريف.. المعلم البصري
تعتبر تجربة الفنان التشكيلي حسن شريف، من أبرز التجارب في التشكيل العربي، لفرادتها واقتراحاتها البصرية المغايرة. ويعد شريف الذي بدأ مسيرته الفنية بممارسة رسم الكاريكاتير، رائد التغيير في الحركة التشكيلية الإماراتية، وامتد تأثير تجربته إلى ساحات الفن في دول الخليج العربي ودول عربية أخرى.
لا يمكن الحديث عن الفنون البصرية في الإمارات، من دون تناول «الثورة التشكيلية» التي قادها «المعلم» حسن شريف، على مستويات عدة، بدءاً من النظرة إلى الفن التشكيلي وفلسفته وعروضه وسياقاته الفكرية والاجتماعية، فلم يتوقف شريف عند حدود اللوحة المسندية، بل فتح فضاءات عدة للعمل البصري، باستخدام خامات ووسائط عدة، تتآلف لتعبر عن فلسفته في الفن، خصوصاً أن لدى الفنان شريف حصيلة معرفية وحياتية واسعة الأطياف ومغايرة لما هو رائج في الفن.
وكانت أعماله في وقت مبكر، في الثمانينات من القرن الماضي، تمثل «صدمة» للجمهور وللفنانين الآخرين أيضاً، إذ إنه يعمل في منطقة أخرى، ويقدم اقتراحات جمالية جديدة، وعلى الرغم من عمله في مجال التجريد، واللوحة المسندية والرسم على الورق، فإنه يرى نفسه أكثر في المفاهيمية التي من خلالها يعبر عن حالات النفس والمجتمع.
وتقوم أعمال شريف على مفهوم الفن «شبه النظامي»، مطوراً مفاهيم لحركة التدفقية «فلوكسوس» الفنية، ومستغرقاً في إنتاج أفكار.
والفنان شريف يمقت «الوعظية» في كل تجلياتها، فهو منتج إشارات وعلامات ورموز، يخرج الأشياء من حالتها «المألوفة» إلى فضاء متعدد في طبقاته الدلالية، ويقوم بتفكيك المعنى الراسخ، ليشتق معاني جديدة.
ففي أعماله التركيبية، يؤكد «المعلم» علاقة مختلفة بين الفن والحياة اليومية، وهو «يدمر» المفهوم «الغرضي» للأشياء، من خلال إدخال تلك الأشياء العادية في فضاء الفن البصري.
وكان شريف، الذي يعد رائداً في التنظير للفن البصري في المنطقة، يكتب مقالات ودراسات في التشكيل، مستنداً إلى خزين من المعرفة والتجربة.
وقدم، ولايزال، أعمالاً فنية في عروض الأداء ذات إشعاع دلالي مغاير.