الجمهور احتفى بإطلالة الجسمي. من المصدر

‏ «شاعر المـليون»..خـتامه طرب‏

‏‏استقطبت الليلة الأخيرة من ليالي «شاعر المليون» جمهوراً كبيراً، جاء إلى أمسية غنائية جمعت ثلاثة من ألمع النجوم العرب، أمسية ارتفعت فيها وتيرة الطرب حتى ساعة متأخرة من يوم أمس، وعاش فيها الجمهور رحلة غنائية مميزة، أصوات يعرفها الجمهور العربي جيداً ويحظى نتاجها بإقبال جماهيري كبير.

حسين الجسمي ووائل كفوري وأسماء المنور كانوا ثلاثي أمسية غنائية راقية تليق بحدث شعري كبير، صار له حضوره وبصمته الخاصة في الحراك الإبداعي العربي، خصوصاً في مجال الشعر النبطي الذي يحظى بشعبية كبيرة، ليس على مستوى الخليج العربي وحسب. الحفل الذي اقيم أول من أمس، في حديقة نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، كان مناسبة للتأكيد على أن الناس مازالت تبحث عن الجيد فنياً، ولاتزال تصغي وتنصت عندما يكون الفنان الذي على المسرح متسلحاً بصوت مميز وحضور محترم وأغنيات ذكية تخاطب العقل والأذن.

وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والفنون، عبدالله العامري، إن «الكلمة الصادقة والجميلة هي التجلي الأول للإبداع في الساحة الفنية باعتبارها الأساس لكل عمل فني، إلى جانب اللحن الموسيقي الذي هو نبض الحياة وجوهر الإبداع». وأضاف «تأتي استضافة ثلاثة من أشهر وأهم مطربي فن الغناء العربي الأصيل ومشاركتهم في ليلة واحدة احتفالاً بالحفلة الأخيرة من برنامج «ليالي شاعر المليون»، وتأكيداً على سعي الهيئة لتقديم الفن الراقي والأصيل إلى جمهورها الذي أصبح منتظراً لمثل هذه الفعاليات، كما تمثل هذه الجهود الرائدة في احتضان الفنانين العرب ترسيخاً لمبدأ أن تكون العاصمة أبوظبي مركزاً رائداً للثقافة على مستوى العالم». وأكد العامري حرص الهيئة على استضافة أهم وأفضل الفنانين والشعراء ليحلوا ضيوف شرف على هذا البرنامج الذي أصبح منارة الشعر والثقافة في العالم العربي، وعملت الهيئة على توجيه برامجها ومبادراتها المنسجمة مع الرؤية الاستراتيجية والغايات الكبرى لها، نحو المجتمع أولاً وأخيراً».

الاطلالة الأولى في الحفل كانت للفنان الاماراتي حسين الجسمي، الذي قدم مجموعة من أجمل أغنياته التي تحظى بشعبية كبيرة. وكان استقبال الجمهو له كبيراً ومؤثراً، وقابلهم هو بتقديم أحدث أغنياته، قبل أن يقوم بجولة في عدد من تجاربه القديمة التي تعبر عن مدى ارتباطه بتراث الإمارات، مخاطباً الروح بلغة الغناء، بما تحمله الكلمات والمعاني من رقة في التعبير. وقال الجسمي «مشاركتنا هذه الليلة لها معانٍ كثيرة، منها إلقاء الضوء على الفن الخليجي والحفاظ على التراث والموروث بشقيه المعنوي والمادي، والحفاظ كذلك على اللغة العربية كعنصر من عناصر الهوية، إلى جانب الاهتمام بالفنون واحتضان الموهوبين ورعاية المبدعين وتكريمهم عبر الاحتفاء بمنجزهم الثقافي والفني». يذكر أن الجسمي بدأ مشواره الفني من الجلسات الشعبية التي كان يقدمها التلفزيون الإماراتي، حين لفت الانتباه إلى خامة صوته المميزة والمملوءة بالدفء والمشبعة بالطرب. تلقفته شركة «روتانا» فكان «بودعك» باكورة ألبوماته الغنائية الذي ضم مجموعة من الأغنيات، من بينها «قاصد حماكم»، وحقق الألبوم نجاحاً اجتاح الساحة الغنائية العربية، ومنذ ذلك الوقت تحول الجسمي إلى ظاهرة غنائية، ولايزال محافظاً على موقعه في الصدارة.

وعلى أنغام الموسيقى وحدها في جو ساده الهدوء والتفاعل الجماهيري الكبير أطلت صاحبة الصوت المميز الفنانة المغربية أسماء المنور، التي استطاعت فرض حضورها على الساحة الغنائية العربية، لما تملكه من إمكانات أدائية نادرة. صوتها الصافي والنقي الذي قد لا يحتاج في أحيان كثيرة الى الموسيقى، نظراً الى قوته ولطافته، شد انتباه الجمهور لما قدمته خلال الحفل من روائع أغنياتها القديمة والجديدة. ونالت المنور خلال مشوارها الفني الحديث نسبياً اعتراف كبار الملحنين العرب الذين ابدوا استعدادهم للتعاون معها.

أنجزت المنور مجموعة من الاغنيات الخليجية والمغربية، وتعاون معها أخيراً الفنان كاظم الساهر في أغنية مشتركة، حملت عنوان «سيدي القاضي».

وقالت المنور إن برنامج «شاعر المليون» يقدم خدمة للثقافة والتراث على هذا الجهد الذي تقوم به للارتقاء بالشعر النبطي والأدب العربي عموماً والفن والموسيقى»، وأشارت إلى أن أبوظبي صارت من الحواضر الثقافية على مستوى العالم، نظراً لاحتضانها الواسع النطاق للأنشطة الثقافية العربية والعالمية، إضافة إلى نقل منجزها الثقافي إلى العالم أجمع، ليشمل كل عربي في مختلف بقاع الأرض.

الاطلالة الأخيرة، التي استقبلها جمهور الحفل بحفاوة كبيرة كانت للفنان اللبناني وائل كفوري، الذي تحظى أغنياته بشعبية واسعة، خصوصاً عند جيل الشباب. قدم كفوري في إطلالته، التي كان الجمهور يقاطعها تصفيقاً وتفاعلاً، مجموعة مختارة من أغنياته الشعبية القديمة، من دون أن يتجاهل أغنياته التي أطلقها أخيراً في ألبومه الجديد، والتي طالبه الجمهور بالغناء منها، فكانت أغنية «ناس منلقى فيهون».

وأغنية «قصة حب» وغيرها من تجاربه التي تعامل فيها من أكبر الملحنين والشعراء في لبنان. وطالب كفوري بضرورة دعم مثل هذه المناسبات الثقافية الكبيرة، مثل برنامج «شاعر المليون»، خصوصاً أن مثل هذه الفعاليات تزيد من ألق الثقافة ووهجها في المجتمع، وقال «أتمنى أن تدوم مثل هذه المهرجانات والحفلات لأننا بحاجة كعرب وأناس إلى مهرجانات ثقافية فنية كهذه تنمي الأذن والشعور بالموسيقى وترقى بالثقافة والذائقة الفنية، لأننا نملك أشياء رائعة نستطيع تقديمها إلى الجمهور الغربي والعربي على السواء».

 

الأكثر مشاركة