الفرنسية سكارليت كوتين تعرض «لايزال على قيد الحياة» في دبي
يوميات بدو سيناء محفوفة بالأمل
ليست الصور التي قدمتها المصورة الفرنسية سكارليت كوتين في معرضها «لايزال على قيد الحياة» الذي افتتح أخيراً في غاليري «الربع الخالي» في دبي، إلا نموذجاً عن حياة البدو، فالمشاهد لا تعكس سوى واقع محفوف بالحب والأمل، وحياة تكاد تعتمد على أبسط المستلزمات المتواضعة الكفيلة بتحقيق السعادة. وقد تميزت معظم صورها بثنائية المشهد، حيث عمدت سكارليت إلى وضع صورتين إلى جانب بعضهما البعض في لوحة واحدة، تبرز في النصف الأول الأشخاص في انفعالاتهم المتعددة، لتنتقل مع النصف الآخر إلى الأماكن التي يعيشون فيها فتبدو وكأنها مقاربة تنقل للمتلقي يوميات هؤلاء الناس بعدسة تركز على حياة الأشخاص في.ةالمكان الخاص بهم
تعرض كوتين في صورها التي التقطتها في صحراء سيناء في مصر، تفاصيل حياة أشخاص يعيشون في أماكن فقيرة، يفترشون الأرض، ويمتلكون أواني بسيطة لتحضير أطباقهم. أما ملابسهم التقليدية التي أبرزتها، فلا تروي حكايات البدو التي لديهم عادات محافظة فحسب، بل تبرز عناية المصورة بالتقاط الصور بعفوية، ما جعل صورها تبدو كأنها نثر لرحلة مرت بها، وكأنها أرادت أن تثبت انه ليس هناك أصدق من الصورة.
ولم تكتف المصورة الفرنسية التي قدمت في معرضها 32 صورة، الذي يستمر حتى 25 أبريل الجا بعرض جوانب من المظاهر والمقتنيات، بل تغلغلت في أعماق نفسيات شخوصها، فصورت فرحهم وجوانب من عاداتهم، وطبيعة حياتهم المتواضعة، فظهرت تفاصيل في حياة نساء منقبات، ورجال مع نسائهم، الأمر الذي جعل صورها معبرة عن واقع مرت به بمحض المصادفة.
واقع
لعل أبرز ما أرادت أن تنقله المصورة عن حياة هؤلاء هو أن الحياة لا ترتبط بالأشياء التي نملكها، فبإمكاننا أن نكون على قيد الحياة مع أبسط الإمكانات التي تشعرنا بالسعادة. كما ان الصور توضح أن المصورة ركزت على نقل الواقع بتفاصيله الصغيرة التي لا تستطيع العدسة أن تزينها أو تغير بها.
عيون ودخان ركزت صور سكارليت كوتين في معرضها ، على تعبيرات العيون وكذلك على عادة التدخين، لإبراز ملامح الشخصية عند المرأة، وكذلك إظهار جانب من عاداتها في صحراء سيناء. وبخلاف ما نراه في العادة عندما تصور المرأة بلباس تراثي ونقاب مزين بالنقود المعدنية حيث تكون الغاية إظهار جمال العيون المكحلة، إلا أن سكارليت أبرزت النساء على طبيعتهن، فبدت الملامح فرحة وغير سالمة من متاعب الحياة، فيما كانت عادة التدخين الجزء الذي يكمل المظهر العام للمرأة التي تجتهد يومياً في حياة تتمحور حول الحصول على المتطلبات الأساسية ليس أكثر. |
وقالت سكارليت «التقيت بهؤلاء الناس بالمصادفة، وبالتالي عندما وجدتهم شعرت أن علي نقل واقعهم»، مشيرة الى أنهم كانوا مهتمين بحالتها كونها امرأة مسافرة وحدها، «اعتبروا هذا الأمر يتطلب جرأة، ولهذا دعوني إلى منازلهم، وتعرفت إلى حياتهم عن كثب».
وأضافت المصورة الفرنسية، «لا اريد أن أكشف اسم القرية احتراماً لاهلها، فقد عرفوني على القرية والنساء لأني امرأة وأنا أحترم ذلك». واعتبرت أن هذه الرحلة «كانت الأولى لي في الصحراء، وعلى الرغم من أنهم بسطاء وبدو لكنني وجدت أنهم منفتحين، وقد أشعروني بالفضول تجاه حياتهم اليومية، وقضيت وقتاً طويلاً معهم».
وأكدت أن «هؤلاء الناس سعداء علماً بأنهم لا يملكون شيئاً، ونحن أحياناً نملك كل شيء ولا نملك القناعة».
ولفتت سكارليت إلى أن التصوير يحتاج المغامرة والسفر والاكتشاف «لذا دائماً أبحث عن أشياء يجب أن تحاكي المتلقي، ولهذا أحياناً تكون أسفاري بلا معنى ولا تقدم لي شيئاً وأحياناً أوفق برحلة يمكن ان أصفها بالسحرية، إذ تقدم لي أفكاراً رائعة تماماً كرحلة سيناء التي مكنتني من اقامة المعرض».
واعتبرت أن «لكل فنان أسلوبه الخاص، فكل فنان يفكر في حياته، وماذا يريد أن يقول للناس في طريقة عمله الخاصة والمختلفة، وشخصياً لا أحضر مسبقاً لموضوعاتي بل ألتقط الصور بعفوية». واوضحت أن عمل الفنان لا يمكن أن يكون من أجل إقامة المعارض، «لأن الفنان يعمل لنفسه بالدرجة الأولى، كما أن الأشياء تحدث بالمصادفة، ولهذا علينا أن نتبعها». واعتبرت أن على الفنان أن يشارك الناس الذين يصورهم ويكون قريباً منهم ويتأثر بهم ويحب الموضوع الذي يعمل عليه، ولهذا غالباً ما أرى الأشياء حولي بعين المصورة التي تبحث عن أفكار من الحياة، أقرأ الكتب وأستمع للموسيقى، وكل هذا يجعلني قادرة على تحقيق التنويع في أعمالي». واشارت الى أن هذا المعرض هو الأول لها في دبي، «وقد شكل فرصة كبيرة للتعرف إلى مزيد من محبي الفن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news