نبيل شعيل: الأغنية الإمــاراتية فرضت نفسها
قال الفنان الكويتي نبيل شعيل ان «الاغنية الاماراتية فرضت وجودها باقتدار»، مشيرا الى تميزها ودور الاعلام وشعراء وملحنين اماراتيين في تقدمها.
واكد اهمية دور الفنان في دعم الجهود الرامية الى الحفاظ على التراث، موضحا ان «المبدع صاحب دور رئيس في مجتمعه، ولم يعد مقبولاً أن يكون تفرغ الفنان الوحيد لمشروعاته الفنية، بل عليه أن يرد الدين الثقيل الذي يحمله لمجتمع منحه أكثر من مجرد الشهرة، من خلال خدمة مصالحه العليا التي يأتي في أولويتها الحفاط على الهوية».
وأشاد «بلبل» الأغنية الخليجية في حوار مع «الإمارات اليوم» اثناء زيارته دبي، اذ شارك في الحفل الختامي لبطولة فزاع لليولة التي اختتمت أخيرا، أشاد بمختلف بطولات فزاع، معتبراً مشاركته الفنية في حفل الختام جزءا من رد الدين للمجتمع».
وفنياً، اعتبر «بلبل» قوة الإعلام في الإمارات أحد أسرار سيادة اللون الإماراتي، «الإعلام الإماراتي أصبح رائداً خليجياً، وفي مقابل سيادة اللونين السعودي والكويتي سابقاً، اصبحت سيادة اللون الغنائي الإماراتي واقعاً الآن، فالاغنية الإماراتية متميزة، وقد فرضت ذاتها باقتدار، وهو أمر ساعد فيه عدد كبير من الملحنين والشعراء الإماراتيين الذين ارتبطوا في الآونة الأخيرة بالتعاون مع أسماء مهمة في مجال الأغنية الخليجية»، لافتاً أيضاً إلى الدعم الرسمي التي تحصل عليه الأغنية الإماراتية من خلال اهتمام المؤسسات المحلية بإتاحة مزيد من الفرص سواء عبر الحفلات المباشرة أو السهرات التلفزيونية للفنان الإماراتي.
غياب
اعتاد شعيل بين كل ألبومين أن يغيب طويلاً، دون ان يدري مراقبو الأوساط الفنية أجندته الخاصة في ظل اقتصاد ملحوظ في إقباله على إحياء الحفلات الفنية، لكن عودته دائماً ما تكون مرضية لجمهوره العريض، بعد أن كان أحد أهم المطربين الخليجيين الذين أسهموا في خلق شعبية كبرى للأغنية الخليجية خارج حدود دول مجلس التعاون، عبر ألبومه التاريخي «سكة سفر»، الذي واصل جهود سابقة لعمالقة الأغنية الخليجية مثل مواطنه عبدالله الرويشد وفنان العرب محمد عبده، وآخرين من أجل تعميق شعبية الطرب الخليجي عربياً.
مظلة عربية
كشف الفنان الكويتي نبيل شعيل، عن أن المرحلة المقبلة في حياته الفنية ستشهد نشاطاً فنياً استثنائياً سيكون أولى ثمارها مرتبطاً بألبوم جديد يتم طرحه في الأسواق متزامناً مع عيد الفطر المقبل، مشيراً إلى أن الألبوم سيتضمن أعمالاً باللهجة المصرية. شعيل الذي يعد أحد اشهر الفنانين الخليجيين الذين تحقق مبيعات ألبوماتهم أرقاماً هائلة في مصر منذ ألبوم «سكة سفر» في ثمانينات القرن الماضي، أكد أن «نجم الخليج» في نسخته الأخيرة التي استوعب عبرها متسابقين من مختلف الدول العربية، وفازت به فتاة تونسية نموذج مهم لعمق الأغنية الخليجية عربيا، وعدم تقوقعها. وأضاف «فوجئنا كما فوجئ الجمهور بخامات عربية تؤدي الأغنية الخليجية باقتدار، ما يعني أن المواهب الشابة اكدت للنجوم والجمهور ان الأغنية العربية يجب أن تبقى مظلة تتخطى حدود اللهجات». |
ورغم عدم تجاوز شعيل حاجز الفاصل الزمني الاعتيادي بين كل ألبوم جديد هذه المرة، وهو ما يقارب العامين، إلا أن سببين رئيسين كانا وراء تأخر ظهور أحدث ألبوماته الفنية كما كشف لـ«الإمارات اليوم»، وهما خضوعه لعملية جراحية في الحنجرة، وانشغاله بتأسيس استوديو خاص لتسجيل الأغاني في الكويت اعتبره «ثورة فنية ضد المتربحين بالأغنية الخليجية».
شعيل الذي قصد دبي بهدف المشاركة لأول مرة في إحياء الفقرة الفنية في إحدى جولات بطولة فزاع لليولة التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، قال إن «تجربة إماراتية هي احد العوامل الأساسية التي دفعته إلى الإقدام إلى تدشين استوديو تسجيل أغانٍ خاص تحت مسمى (طربان)»، مشيراً بالتحديد إلى تجربة الفنان فايز السعيد في هذا الصدد، الذي يعد احد الملحنين الذين يتعاون معهم في ألبومه الجديد.
«ديوانية»
وأشار إلى أن معاناته من انشغال الكثير من الاستوديوهات بأجندة تسجيلات متخمة في مواسم بعينها كان يسبب له اضطراباً كبيراً في جدول أعماله وارتباطاته الفنية الأخرى والاجتماعية، مضيفاً ان «إحدى ميزات الاستوديو الخاص هو أنه سيعفيني من هذه الإشكالية المزعجة».
وأكد شعيل أن دافعه لإنشاء استوديو خاص لتسجيل الأغاني لأول مرة في مشواره الفني ليس ربحياً، مضيفاً «على العكس تماماً فإن أحد أهم أهدافه الجانب الاجتماعي، حيث تحول الاستوديو إلى ما يشبه (الديوانية) أو الملتقى الذي يقصده الفنانون قافزين على تفاصيل الحياة العملية وتشعباتها التي تحرمهم من تواصل أبناء الأسرة الفنية الواحدة».
لافتاً إلى أن إطلاق «طربان» لم يكن بقصد منافسة أي من المشروعات القائمة، بل محاولة مشروعة لفنان أمضى عشرات السنين منكباً ولايزال على الأغنية الخليجية بكل جمالياتها.
وفي ما يتعلق بأبرز مشكلات الأغنية الخليجية أضاف صاحب «أنا ناطر» و«طبعاً غير» «من وجهة نظري فإن إشكالات الأغنية الخليجية حالياً ليست منفصلة عن واقع الأغنية العربية بشكل عام التي تشهد خلطاً كبيراً بين طبيعة الأغنية كجنس فني موجه لحاسة السمع، وبين الاستعراضات الراقصة أو النتاجات الفنية الأخرى التي يقدمها البعض، ملتمسين فعل المشاهدة من جانب الجمهور، وهو خلط نجم عنه كيانات مشوهة غير مخلصة للفن الغنائي، كما أنها لا تمتع المشهدية البصرية».