طبعة أولى
«الرواية والآخر».. بصمات غربيين في الأدب العربي
استكمالاً لدراساته في الأدب المقارن، يرصد الناقد العراقي الدكتور نجم عبدالله كاظم، صوراً لتأثير الآخر في بعض النماذج الروائية، في كتابه الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تحت عنوان «الرواية العربية المعاصرة والآخر.. دراسة أدبية مقارنة». وينطلق الناقد كتابه الذي يضم 224 صفحة بوضع أطر تحدد كيف يحكم على عمل ما بأنه تأثر بآخر، والشروط التي تحكم ذلك، متطرقاً إلى الحساسية التي يعانيها بعض المبدعين العرب، حين يشار إلى عمل من أعمالهم بأنه تأثر بغيره، والرد على ذلك بعصبية وانفعال أحياناً، وكأنهم متهمون بالسرقة، وليس بمجرد التأثر أو التلاقي حول فكرة ما.
ويتطرق كاظم في الفصل الثاني من كتابه إلى أشكال التأثير الغربي في الأدب العربي الحديث، مبتدئاً بالشعر الحر، الذي تأثر رواده في العالم العربي بشعراء غربيين، ويصل إلى الروائيين العرب وأوجه التلاقي في أعمالهم مع إبداعات غربية، ويستدل بروايات لنجيب محفوظ التي ظهر فيها أثر الفرنسيين بلزاك وزولا، وتأثر عميد الرواية العربية في «ميرامار» بـ«رباعية الإسكندرية» للورنس داريل، حسب المؤلف الذي رأى أن أكثر مظاهر التأثر تجلت من فترة الخمسينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي، بموجات الأدب الوجودي وتيار اللامعقول وكتابات تيار الوعي، واخيراً يتناول كاظم صور تأثر القصة القصيرة العربية والمسرحية بنظيرتيها الغربيتين.
ويفرد الناقد الفصل الثالث لتأثير كافكا في الرواية العربية المعاصرة في العراق وبلاد الشام تحديداً، والذي يعده الكاتب واحداً من ابرز من تركوا بصماتهم على الروائيين العرب، ويرصد آثار كافكا في أعمال الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله خصوصاً روايته «براري الحمى».
«الصحوة».. شهادة من الداخل
يحاول الدكتور علي بن محمد الرباعي في كتابه «الصحوة في ميزان الإسلام.. وعّاظ يحكمون عقول السعوديين» الصادر أخيراً عن دار رياض الريس للنشر والتوزيع تناول نشأة معظم التيارات الإسلامية والمنظمات فكراً وممارسات، بداية من الأئمة السلفيين إلى المتأثرين بهم، وقادة الصحوة، والإخوان، والقاعدة، والخمينية وسواهم. ويشير المؤلف بداية إلى أنه ربما يتهمه البعض عندما يطالعون عنوان كتابه بأنه يحتكر الحق والتحدث باسم الدين، كما فعل من يحاول هو مناقشة آرائهم وتحليل أفكارهم في كتابه، نافياً أن يكون واحداً ممن يحاولون ركوب الموجة وادعاء الحقيقة لأنفسهم، خصوصاً الوعاظ الذين يستغلون العاطفة الدينية، ويخضعون النصوص لتأويلاتهم الخاصة، دون السماح لغيرهم بمناقشتهم، ويرمون بتهم الكفر والردة على مخالفيهم في الاتجاهات، ويعود الكاتب إلى فترة زمنية حساسة في التاريخ السعودي نما فيها ذلك التيار، وصار له مريدون كثيرون.
ويسعى الرباعي في كتابه الصغير (85 صفحة) إلى الإجابة عن كثير من الأسئلة حول هؤلاء الوعّاظ الذين سرعان ما يتكاثر أتباعهم وينتشرون في الأرض بأفكارهم، وما الذي يجمع بين تلك التنظيمات وما علاقتها بحقيقة الدين. ويعتبر المؤلف كتابه بمثابة شهادة في حق تيار الصحوة ورموزه، خصوصاً أنه كان أحد افراده، وانضوى تحت لوائه، ولذا فهو يحاول إلقاء الضوء للقارئ على الصحوة وهل هي مشروع حضاري ام سياسي؟ ومن أين نبعت فكرتها، وهل هي ناتجة عن أفراد أم تنظيم أم دولة؟